أثار الداعية الأردني الذي تحصل منذ ثلاث سنوات على الجنسية الإماراتية وسيم يوسف، ضجة في الخليج العربي وحتى في البلاد التي ينشط فيها الإمارات العربية المتحدة، على خلفية الفيديو الذي بثه نشطاء، عندما كان هذا الداعية البالغ من العمر 36 سنة، يتحدث إلى مجموعة من الشباب الإماراتي يدعوهم فيها، إلى قطع الأرحام مع القطريين. وظهر الداعية الذي يكنّ العداء للإخوان المسلمين وللسلفيين، في شدة الحماس، وهو يتحدث إلى الشباب بالأمر: "إذا ما وقفنا مع دولتنا في هذا الموقف، متى نقف معها؟ والشباب الذي لا يستجيب لطلب دولته في مقاطعة القطريين وقطع الأرحام معهم، لن يجدوا فرصة لإظهار الموالاة مثل التي تهيّأت لهم الآن". وجاءت ثورة الخليجيين عموما على هذه الدعوة، لأنهم عرفوا هذا الداعية منذ قرابة عشر سنوات، ولا همّ له في كل مؤلفاته وخاصة في برامجه سوى الدعوة للتآخي والألفة والتراحم ونبذ قطع الأرحام، خاصة في برنامجه الشهير قصص وعبر، الذي قدّم فيه نماذج عن ندم الذين قطعوا الأرحام، كما كان برنامجه من رحيق الإيمان، دعوة مستمرة لأجل التواصل مع الأهل ومحاربة الفتن التي تقطع الأرحام بين أهل البلد الواحد وأبناء الأمة الواحدة، وقد ووجه خطاب الداعية وسيم يوسف بطوفان من النقد من كل بلاد العالم. وحتى خطبة الجمعة التي ألقاها زوال أمس من مسجد الشيخ زايد بدولة الإمارات العربية المتحدة كانت فيها إيحاءات إلى ضرورة تأديب القطريين بالمقاطعة ليس من طرف الدولة فقط، وإنما بتلاحم شعبي مع الدولة. وقد زادت الأزمة الخليجية في الهوة ما بين الدعاة والعلماء في العالم الإسلامي الذين قسمت كلمتهم أحداث ما يسمى بالربيع العربي، إلى درجة أن الشيخ البوطي توفي في حادثة انفجار، باركها الشيخ يوسف القرضاوي، وهما اللذان عاشا أكثر من نصف قرن في الدعوة مع بعض، وكانا دائمي الحضور في ملتقيات الفكر الإسلامي في سبعينات القرن الماضي في الجزائر، ثم مزقت الأزمة الخليجية الخيط الرفيع ما بين ما تبقى من الدعاة والعلماء.