أكد وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، الأربعاء، أن الجزائر لن تطرح مبادرة لحلحلة أزمة قطر مع الدول الخليجية والعربية، مشددا على أن الجزائر لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد ولا تقبل أن يتدخل احد في شؤونها. وردا على سؤال في المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية سامح شكري حول الجولة التي يقوم بها حاليا في المنطقة وما إذا كان يحمل مبادرة لحلحلة أزمة قطر، قال مساهل "لسنا حاملين لأية مبادرة، والجزائر على ثقة بأن المعنيين هم الأقدر على الحل إزاء أي من المشكلات". وأضاف "إن موقف الجزائر واضح وثابت ويقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين ولا نقبل بالتدخل في الشؤون الخاصة بنا". وفيما يتعلق بأزمة قطر مع الدول الأربعة، أشار مساهل إلى أن "هناك آليات على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، وهناك أفكار بالإضافة إلى الوساطة الكويتية ونحن نباشر ونؤيد الحلول التي تتم على مستوى وطني أو على مستوى الجوار". وأكد الوزير أنه يحمل عددا من الرسائل للقادة العرب والاستماع لرؤيتهم حول التحديات التي تواجه الدول العربية، موضحا أن الزيارة كانت محطة مهمة، وأن التنسيق والتفاعل موجود بين البلدين. وبخصوص الأزمة الليبية، أكد وزير الخارجية، عبد القادر مساهل، أن الجزائر مع الحل السياسي في ليبيا، مؤكدا أن الجزائر ومصر وتونس تعمل على التنسيق لحل الأزمة الليبية، وأن مشاورات جرت لإصلاح منظومة العمل العربية، وأن المنطقة العربية تعاني من النزاعات والصراعات الأكبر في المنطقة. وأضاف أنه: "خلال جلسة المباحثات اتفقنا على إنشاء آلية ما بين وزارتي الداخلية المصرية والجزائرية للتنسيق الأمني"، وتابع: "نعمل على التنسيق بين مصر والجزائر فيما يتعلق بالملف الليبي وخاصة مكافحة الإرهاب"، مشيرا إلى أن "حل الأزمة الليبية لابد أن يكون ليبيا، وننسق ذلك مع مصر وتونس". وأكد مساهل، أن ليبيا تمتلك القدرات لحل الأزمة الحالية دون تدخلات خارجية.
شكري: لا أطماع لنا في ليبيا من جهته، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، على تطابق وجهات النظر بين مصر والجزائر حول الملف الليبي، مشيرا إلى أنه لا أطماع لديهم في ليبيا. وقال شكري "اتفقنا على تعزيز التنسيق بين البلدين وتوفير المعلومات الكافية في الجهود المشتركة لحل الأزمة الليبية وآلية تبادل المعلومات، حتى تكون هناك رؤية واضحة لحل الأزمة". وتحدث عن مقدار اعتزاز مصر بالعلاقة التاريخية مع الجزائر، والارتباط القوي على المستوى السياسي والشعبي، مشددا على أهمية هذه العلاقة في دعم العمل العربي المشترك، مؤكدا عمق العلاقات التي تربط بين مصر والجزائر، ووجود رغبة مشتركة في وضع آلية لتعزيز العلاقات بين البلدين في شتى المجالات. وأشار وزير الخارجية المصري، إلى أن التواصل بين الدولتين اقتصاديا من شأنه زيادة فرص نجاحهما في هذا الملف، مشيرا إلى التنسيق المشترك فيما يخص الأزمة الليبية ومواجهة التهديدات الإرهابية، معلقا بالقول: "ليس لمصر أو للجزائر أي أطماع في ليبيا، والهدف الوحيد هو تحقيق الاستقرار للشعب الليبي وتعزيز قدرته على الاستفادة الكاملة من مقدراته". وأكد وزير خارجية مصر أن مساهل أطلعه على نتائج زيارة رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، الأخيرة للجزائر، كما استعرض شكري الجهود التي قامت بها القاهرة لتقريب وجهات النظر ورأب الصدع بين القيادات الليبية. وقال شكري إن الحل السياسي القائم على اتفاق الصخيرات هو الحل الوحيد للأزمة في ليبيا، مشددًا على ضرورة تنسيق المواقف بين مصر والجزائر باعتبارهما دولتي جوار مباشر لليبيا، والأكثر تأثرًا بتدهور الأوضاع فيها، منوهًا بأن استقرار ليبيا هو ضمان لأمن واستقرار البلدين. واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، بالقاهرة، وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، الذي سلمه رسالة خطية من رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة. وأفاد بيان لوزارة الخارجية أنه "بعد استعراض العلاقات الثنائية والأوضاع الراهنة في المنطقة، تم التأكيد على ما يربط البلدين من علاقات أخوية وتاريخية متميزة والحرص المشترك على مواصلة العمل من أجل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، تحسبا لالتئام اللجنة المشتركة الكبرى". كما تم أيضا خلال هذا اللقاء الذي جرى بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري، "التأكيد على مواصلة التشاور والتنسيق بين البلدين إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما فيما يتعلق بالأزمة الليبية من أجل الوصول إلى الحل السياسي التوافقي الشامل المنشود ومكافحة الإرهاب لمواجهة المخاطر والتحديات المفروضة على العالم العربي، مع رفض التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول"، يضيف المصدر ذاته. وفي الأخير، حمل الرئيس السيسي مساهل نقل تحياته وتقديره البالغ للرئيس بوتفليقة، حسب ما أورده المصدر. ويواصل وزير الخارجية، عبد القادر مساهل جولته إلى بلدان الشرق الأوسط منذ السبت المنقضي، أهمها المملكة العربية السعودية ومصر وسلطنة عمان والبحرين وقطر والكويت والأردن والعراق، محمّلا برسائل من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى ملوك ورؤساء هذه الدول. وبعد السعودية ومصر، سيجري مساهل مع نظراءه سلسلة محادثات تخص سبل تعزيز العلاقات مع الدول المذكورة، والمسائل الإقليمية والدولية، خصوصا الوضع في العالم العربي والأزمات التي تعاني منها ليبيا وسوريا واليمن ومنطقة الخليج. وغادر وزير الخارجية، عبد القادر مساهل، مطار القاهرة الدولي، الأربعاء، متوجهًا إلى سلطنة عُمان، على متن طائرة خاصة، بعد زيارته لمصر والتي استغرقت يومين.