أكد وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، أن تعيين سفير جديد للجزائر في فرنسا والذي هو في مرحلة شغور من عدة شهور، هو من صلاحيات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وقال مساهل في لقاء جمعه بعدد من وسائل الإعلام عقب عودته من جولته الطويلة التي قادته لثمانية دول عربية، "إن تعيين سفير جديد للجزائر في فرنسا سيكون في إطار حركة تعيينات عادية ستتم في الوقت المناسب، وأن قرار التعيين من صلاحيات رئيس الجمهورية". ولدى تقييمه لجولته العربية، أبرز مساهل، "أنه لمس إرادة لدى المسؤولين العرب من أجل مزيد من التنسيق والتشاور لرفع التحديات وتجاوز الصعوبات التي تعيشها دول المنطقة، بعيدا عن الحلول المفروضة من الخارج". مؤكدا "أن الجولة كانت مفيدة جدا وأن الرسالة وصلت". وأوضح الوزير "أنه تطرق خلال جولته إلى ملف الجامعة العربية التي تحتاج إلى إصلاحات عميقة". مشيرا إلى ضرورة "تكيف الجامعة مع التغيرات الجيوسياسية والجيوستراتيجية التي تعرفها المنطقة وإلى تسجيل تجاوب مع الرؤية الجزائرية في هذا الجانب". وأشار مساهل، إلى "اهتمام القادة العرب بالتجربة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب ومعرفة أسباب نجاح الجزائر في تجاوز أزمتها الأمنية وتواجدها حاليا في قائمة الدول الأكثر أمنا في العالم حسب تصنيفات المنظمات الدولية". مضيفا أن الجزائر "أصبحت مدرسة في مكافحة الإرهاب والتطرف واستقلالية القرار التي دفعنا ثمنها غاليا". وبالنسبة لوزير الخارجية الجزائري، فإن أهم شيء توصل إليه في جولته العربية، كان من الناحية الاقتصادية، من خلال "الاتفاق لأول مرة مع عدد من الدول العربية، من بينها المملكة العربية السعودية والإمارات والأردن والبحرين ومصر، على إنشاء لجان مختلطة تعنى بالجانب الاقتصادي". مؤكدا اهتمام هذه الدول بمشروع الطريق العابر للصحراء الذي "يمتد عبر 4600 كلم تم إنجاز 4400 كلم منها وتبقى 222 كلم في الجزء العابر لدولة النيجر سيتم تسليمه في نهاية 2018". وكشف مساهل في ذات الإطار عن إبداء دول عربية رغبتها في الاستثمار في الجزائر في قطاعات السياحة والصناعات الغذائية والهياكل القاعدية. مؤكدا "مباشرة العمل مع القطاعات المعنية في هذا المجال". وبالنسبة لأزمة الخليج الحالية، وقرر الحصار الذي تفرضه دول عربية بقيادة السعودية على قطر، اوضح مساهل يقول:"الجزائر تتواجد على نفس المسافة مع كل الدول ومع كل الأطراف ولها علاقات طيبة مع كل الدول ولا تتدخل في شؤونها الداخلية". مجددا التأكيد على أن جولته العربية الأخيرة "لم تكن في إطار مبادرة جزائرية حول الأزمة في الخليج". كما اعتبر أن الأزمة في الخليج "معقدة وتتطلب المزيد من الوقت". كما أشار إلى أن الجزائر كانت من "أوائل الدول التي أصدرت بيانا يدعو إلى الحل السياسي المبني على الحوار وعن طريق مجلس التعاون الخليجي". أما بخصوص الأزمة الليبية، فقد أكد مساهل أكد أن الجهود الجزائرية "كرست في الميدان وثمنتها مختلف أطراف النزاع. بعيدا عن الدبلوماسية الاستعراضية". وبشأن تطورات القضية الفلسطينية، أوضح الوزير، أن الجزائر وخلال ترؤسها أشغال الدورة ال 147 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، دعت إلى توحيد الصفوف العربية حول هذه القضية وضرورة إعادتها إلى مكانتها كقضية مركزية للأمة العربية".