لعمامرة: نريد علاقات طبيعية مع المغرب و نرفض شروطه للانضمام إلى الاتحاد الافريقي دعا وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية،عبد القادر مساهل، أمس الأربعاء، بمالابو في غينيا الاستوائية، جبهة البوليساريو والمغرب إلى «الشروع في حوار سياسي مباشر للسماح للشعب الصحراوي بتقرير مصيره، وفقا للوائح وقرارات الأممالمتحدة». و أشاد مساهل في كلمته بمناسبة انعقاد القمة الإفريقية- العربية الرابعة، التي يشارك فيها ممثلا لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بالموقف الثابت للمجموعة الإفريقية الداعم للقضية الصحراوية. و أضاف أن هذا الموقف «مكن من إفشال مناورات بعض الأطراف غير الإفريقية التي حاولت فرض وجهة نظرها». فبخصوص الأزمة في ليبيا، أشار مساهل إلى أن «الجزائر مافتئت منذ بداية الأزمة في هذا البلد الشقيق تسانده لتجاوز محنته من خلال الدعوة إلى اللجوء إلى المقاربة السياسية القائمة على الحوار الشامل بين كل أطياف الشعب الليبي و تبني المصالحة الوطنية ونبذ العنف بهدف الحفاظ على السلامة الترابية لليبيا وسيادتها وانسجامها الوطني». وأكد الوزير «اضطلاع الجزائر بمسؤولياتها كفاعل أساسي في المنطقة من أجل إحلال الأمن والسلام وتفادي نشوب النزاعات من خلال الحوار الشامل والحل السياسي والمصالحة الوطنية».وبشأن الأزمة في سوريا، أكد مساهل أن «موقف الجزائر الثابت يدعو إلى الدفع بالمجهودات تجاه الحل السلمي وتغليب لغة الحوار وتبني المصالحة الوطنية بين السوريين كبديل وحيد لتسوية هذه الأزمة ومكافحة الإرهاب، بما يحفظ وحدة وسلامة سوريا ويكفل احترام اختيار الشعب السوري». كما جدد مساهل بالمناسبة تأكيده «مساندة الجزائر للشعب الفلسطيني من أجل ممارسة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف». الجزائر أولت «أهمية قصوى» لعمقها الاستراتيجي العربي والإفريقي كما أكد مساهل على «الأولوية القصوى» التي أولتها الجزائر منذ الاستقلال إلى عمقها الاستراتيجي العربي و الإفريقي وأضاف في هذا الصدد، بأن الجزائر «لم تتوان في تقديم العون والمساعدة لمد جسور الإخاء والتضامن مع دول القارة الإفريقية والعالم العربي»، مؤكدا «حرصها على دعم آليات التعاون العربي والإفريقي وتنفيذ استراتيجياته وخطط عمله بتسخير كافة الوسائل والإمكانيات المتاحة». ففي مجال التنمية البشرية والتكوين الجامعي - يقول مساهل- «قدمت الجزائر آلاف المنح الدراسية سنويا لفائدة الطلبة الأفارقة والعرب، حيث تكون منذ الاستقلال في المعاهد والجامعات الجزائرية ما يتجاوز 65.000 طالب إفريقي»، مشيرا إلى «اعتزاز الجزائر بإسهام هؤلاء الطلبة في تنمية بلدانهم بما اكتسبوه من خبرات في الجزائر». وتابع مساهل بأن الجزائر «انخرطت في برامج تنموية على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف في شتى المجالات الحيوية الأخرى التي تشمل الموارد المائية والزراعة والبني التحتية، بالإضافة إلى تبادل الخبرات وإبرام اتفاقيات لتسهيل تدفق الأموال وحرية تنقل السلع و الخدمات والأشخاص». من جهة أخرى، - يضيف الوزير- «تتطلع الجزائر إلى تكثيف البرامج الثلاثية بفضل الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به كبوابة لإفريقيا من خلال المشاريع التي تبنتها والتي تؤثر بصفة ملموسة على الاندماج الإقليمي مثل الطريق العابر للصحراء الذي يربط الجزائر بلاغوس، وكذا وانطلاق مشروع ميناء الوسط الذي من شأنه تسهيل تنقل البضائع وتشجيع قطاع الخدمات وجلب الاستثمارات الأجنبية للقارة الافريقية». وفي هذا الشأن، ذكر مساهل بأن الجزائر «وعملا بهذه النظرة الاستشرافية, ستحتضن يومي 3 و5 ديسمبر المقبل منتدى افريقيا للاستثمار والأعمال، الأول من نوعه، حيث سيجمع ممثلين عن الحكومات وكافة الشركاء الاقتصاديين والفاعلين بهدف تنسيق الجهود للنهوض بالاستثمار في افريقيا وتعزيز المبادلات التجارية بالتعاون مع القطاع الخاص بما يحقق الاندماج الاقتصادي». على صعيد آخر، أكد الوزير أن الجزائر «انطلاقا من حرصها على توطيد التعاون الإقليمي والدولي في مجال مكافحة الإرهاب، بذلت قصارى جهدها في مساعدة الدول الإفريقية والعربية من أجل تعزيز قدراتها وتبادل المعلومات للقضاء على الإرهاب وإحباط مخططاته». كما عملت الجزائر في هذا المجال على «تعزيز الأمن عبر الحدود للتصدي لأشكال الجريمة المنظمة وتهريب الأسلحة والمخدرات والاتجار بالبشر التي لها علاقة مؤكدة في تمويل الجماعات الإرهابية، كما تحتضن مقرات كل من المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب وأفريبول». ق و لعمامرة يحصل على دعم خليجي لجهود الجزائر من أجل تسوية الأزمة في ليبيا و يؤكد نريد علاقات طبيعية مع المغرب ونرفض شروطه للانضمام إلى الاتحاد الإفريقي أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، بأن الجزائر «لم تربط علاقاتها مع المغرب بموضوع خارجي»، مشيرا إلى أن الجزائر تريد علاقات طبيعية تتطور نحو الأحسن، واعتبر بأن زيارة الوفد الجزائري الرفيع إلى المغرب مؤخرا كانت لحضور قمة للأمم المتحدة، واعتبر ذلك «أمرا طبيعيا» داعيا المغرب إلى ترجمة حسن النية في قضية الصحراء الغربية. نجحت الجزائر في كسب تأييد الدول الخليجية بشأن تسوية الأزمة في ليبيا، وذلك عقب الجولة الخليجية التي قام بها وزير الخارجية والتعاون الدولي، رمضان لعمامرة والتي اختتمها بالعاصمة القطريةالدوحة، وقال لعمامرة في ندوة صحفية، «إن جهود الدبلوماسية الجزائرية مع الدول العربية من أهم محاور العمل الجزائري نحو الخارج، وهي تقوم على الحوار والتشاور في المجال السياسي، وترقية الشراكة الإستراتيجية بين الجزائر والدول الشقيقة». وأكد لعمامرة، أهمية الزيارة التي قام بها للدوحة ضمن جولة خليجية، وأشاد بالعلاقات بين قطروالجزائر مؤكدا أنها حميمية، مبنية على المودة والمحبة والتقدير المتبادل، وعلى قناعة المصالح المشتركة، منوها بأن المصالح الثنائية تخدم المصلحة العربية الشاملة، ونوّه بأن زيارته إلى قطر، تأتي استمرارا لعدد من اللقاءات بين قطروالجزائر، للتحضير للاستحقاقات القادمة، ومن بينها اجتماع اللجنة المشتركة الجزائريةالقطرية العام القادم. ولفت لعمامرة، إلى أن الدوحة تمثل مسك ختام جولة خليجية قادته إلى أبو ظبي والمنامة، بالموازاة مع زيارة الوزير الأول، عبد المالك سلال، إلى السعودية، إلى جانب انعقاد منتدى المال والأعمال بين الجزائر ودولة الإمارات العربية المتحدة، بحضور ما لا يقل عن 50 شركة إماراتية، وما رافق ذلك من توقيع عدد كبير من الصفقات، مما يعكس الجهد الذي يبذل من الجزائر ودول الخليج لتعزيز شراكتهما الإستراتيجية الاقتصادية وفتح آفاق واعدة لهذه الشراكة، وأن المستقبل سوف يشهد قفزات نوعية معتبرة بين الجزائر ودول الخليج. دعم خليجي لمساعي الجزائر لتسوية الأزمة الليبية وبخصوص التنسيق القائم مع دول الخليج بشأن الأزمات التي تعيشها بعض الدول العربية، قال لعمامرة، بأن الجزائر تتواصل مع الدول العربية لبحث سبل التقدم في مسار التسوية السياسية لتلك المشاكل، مضيفا «إن الدبلوماسية تتطلب وقتا لتنضج الجهود المبذولة، مضيفا إنه ليس من المقبول إطلاقا أن تبقى الجزائر مكتوفة الأيدي وهي تتابع بقلق تطور الأمور في سوريا وليبيا وأن الجزائر تبذل كل ما يمكن القيام به لحمل الأطراف على تغليب الحكمة والإرادة القوية في الحل السلمي، وإن هذا موقفنا الذي نبلغ به كل المتخاصمين في ليبيا وفي سوريا». وعن الشأن الليبي، قال لعمامرة، أن الوضع في ليبيا «له تأثيراته الأمنية على الجزائر وباقي دول الجوار» ما يفرض تضافر جهود دول المنطقة لتكون جزء من الحل. و قال أن الأمور لم تصل للحل المنشود، مشددا على ضرورة التقدم بخطى ثابتة نحو مصالحة وطنية في ليبيا، لأن ما أنجز هش وناقص في بعده وطبيعته لكنه كبير، مقارنة بحالة الفوضى التي كانت سائدة في السابق. مضيفا بأن حظوظ السلام في ليبيا قائمة ويجب استغلالها من اجل دفع الليبيين إلى تطوير هذه النظرة المشتركة. أما بشأن الوضع في سوريا، فقال لعمامرة «بأن النزاع السوري نزاع هجين له أبعاد محلية وطائفية وأمور تتعلق بالإرهاب وموازين القوى بين الدول العظمى، وهي أمور عقدت الحل». مضيفا أن الجزائر في تواصل مع الحكومة السورية وفاعلين آخرين وآمل أن تكون هناك فرصة حقيقية للخروج من المأساة الإنسانية التي استقطبت اهتمام المجموعة الدولية، وأن تتاح الفرصة لكافة السوريين للحل المبني على إرادة السوريين أنفسهم، ويستثنى من ذلك الحركات الإرهابية التي لا يمكن أن تكون من بناة السلام أو بناة المستقبل». لا يحق للمغرب وضع شروط للانضمام إلى الاتحاد الإفريقي وردا على سؤال بشأن العلاقات الجزائرية المغربية، وفرص إعادة فتح الحدود مستقبلا، قال وزير الخارجية «المغرب دولة شقيقة وصديقة، وهناك مواقف مختلفة بين البلدين تجاه بعض القضايا والجزائر من دعاة علاقات طبيعية، واحترام الرأي فيما يتعلق ببعض القضايا، وهذا ليس رأيا منفردا للجزائر، بل هو رأي الأممالمتحدة، فيما يتعلق باستكمال تصفية الاستعمار. و مستقبل المنطقة لا بد أن يكون قائما على احترام المبادئ الأساسية، وعدم تطبيق منطق موازين القوى». وعن مشاركة وفد رسمي جزائري رفيع المستوى في قمة المناخ في الرباط، وما أثاره من تفاؤل بشأن انفراج الأزمة في علاقات البلدين، قال لعمامرة «اللقاءات أمر طبيعي، والزيارة الأخيرة لوفد جزائري رفيع المستوى في سياق مؤتمر الأممالمتحدة للتغير المناخي» مضيفا «نحن مع مغرب عربي واحد، واحترام حقوق كل شعوب المنطقة، وإذا تعثر ذلك، وإن لمستم حسن النية، إن شاء الله أن يترجم ذلك في قضية الصحراء». وبخصوص مستقبل اتحاد المغرب العربي، قال لعمامرة أن «إنشاء اتحاد المغرب العربي كان حدثا ايجابيا يستجيب لتطلعات شعوب المنطقة، وأنه بعد 25 عاما، يتطلب تقييم ما أنجز، وسبب عدم إنجاز كل ما كنا نتطلع إليه». وعن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، واشتراطه انسحاب جبهة البوليساريو، قال الوزير: «الاتحاد الإفريقي له قوانين وأسس، ونحن نرحب بانضمام المغرب إلى الاتحاد، بصفته العضو 55 بالتساوي في الحقوق والواجبات مع كل الدول الأعضاء الأخرى. وأن الجمهورية الصحراوية الديمقراطية عضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي وأن الجزائر تعتبر ذلك موقفا ايجابيا وطبيعيا وأنه لا يمكن لدولة تشترط أي شيء قبل الانضمام إلى المجموعة التي تريد الانضمام إليها».