جماهير المباراة عاشت مدينة نورمبرغ الألمانية طيلة نهار أمس حملة غزو غير مسبوقة كان وراءها حوالي ألفي جزائري جاءوا من كل مناطق أوروبا، من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وحتى من إنجلترا. الأعلام الجزائرية والألوان البيضاء، الخضراء والحمراء زينت الشوارع، والنشيد الوطني دوى في كل الأماكن هنا في نورمبرغ والمدينة المعروفة بالهدوء والسكينة تحولت في رمشة عين إلى مدينة جزائرية. * قضوا الليلة في الطريق خلدوا للنوم في النهار * أمام ملعب نورمبرغ التقينا مجموعة من الجزائريين جاءوا من فرنسا، ومن باريس بالضبط، قطعوا المسافة ليلا ولم تنم أعينهم كما قالوا لنا خوفا من أي حادث، ومع وصولهم إلى نورمبرغ، لم يجدوا سوى المساحات الخضراء للنوم والإستراحة، وهم الذين تنتظرهم مباشرة بعد المباراة رحلة العودة إلى باريس مجددا. أحدهم قال لنا أنه تنقل الأسبوع الماضي إلى إيرلندا وشاهد كل مباريات وتربصات المنتخب الوطني فوق الأراضي الفرنسية، وهذه المرة لم يفوت الفرصة على نفسه، حيث حضر إلى ألمانيا وكان ينوي إحضار كل أفراد عائلته، لكنه في آخر لحظة تراجع، أما البقية فيحضرون لأول مرة مباريات الخضر خارج فرنسا، والفرصة قال أحدهم لتشجيع اللاعبين قبل توجههم إلى جنوب إفريقيا. * * عائلة جاءت من بريطانيا * ومن جهة ثانية، صادفنا أمام الملعب أفراد عائلة بأكملها تقطن بلندن جاءت خصيصا لمشاهدة وتشجيع المنتخب الوطني وهي التي لم يكتب لها أن شاهدت مباراة دوبلن بسبب إلتزامات الوالد المهنية، واليوم، قال أن الوالد سعى جاهدا لتعويض أبنائه وزوجته ما حرمهم منه الأسبوع الفارط. * * طوارئ حقيقية في المدينة والأجواء رائعة * مباراة المنتخب الوطني ونظيره الإماراتي الشقيق أحدثت حالة طوارئ حقيقية بمدينة نورمبرغ بأكملها، لا سيما ضاحية الملعب، حيث اصطفت سيارات الشرطة الألمانية من أجل مراقبة الوضع خوفا من أي انحراف، غير أن الجزائريين أبانوا عن التزام كبير بالهدوء والإستقامة، إذ لم تحدث أي انزلاقات، بل بالعكس أن أبناء الجزائر صنعوا صورا رائعة وأحدثوا الفرجة في مدينة لا تعرف الحيوية والحركة وسمتها الأساسية الهدوء والصمت القاتل. * * تونسيون ومغاربة بجانب الجزائريين * مباراة الأمس بين الجزائر والإمارات أخذت أيضا طابعا عربيا ومغاربيا محضا بدليل أن الأعلام التونسية والمغربية كانت حاضرة من خلال التواجد المكثف لجيراننا وأشقائنا بجانب الأنصار الجزائريين في الملعب، فالصورة كانت رائعة و"تحيا الجزائر" لم تفارق أي لسان. * * العلم الفلسطيني دائما في الموعد * وكما كان منتظرا، لم يتخلف العلم الفلسطيني عن هذا الموعد الكبير، حيث شاهدناه عدة مرات هنا وهناك على أكتاف الجزائريين، وهو الدليل أن الجزائر والعرب لا لن يتخلوا عن القضية الفلسطينية العادلة ولن ينسوا لإسرائيل تلك المجزرة الرهيبة التي اقترفتها في حق قافلة الحرية الأسبوع الماضي والتي اهتزت لها مشاعر كل العالم. * * "فرحونا في المونديال الله يفرحكم" * وفي غمرة الإحتفالات والتجمعات التي عاشتها الأزقة والشوارع المؤدية للملعب، ظل الكل يتمنى مشاركة إيجابية في المونديال، بعضهم وصل به الحد إلى الدعاء للمنتخب الوطني بالنجاح في المونديال، صارخا بأعلى صوته: "فرحونا في المونديال الله يفرحكم"، مشاهد أخرى كثيرة زينت الزيارة التاريخية للمنتخب الوطني إلى ألمانيا، وليس بحوزتنا من عبارات نعبر بها عن تلك اللحمة والتضامن الجزائري سوى القول: "ما أروعكم يا جزائريين".