أجواء وحركة غير عادية ها العاصمة وكل طرقها المؤدية إلى ملعب 5 جويلية الأولمبي، منذ الصباح الباكر من يوم أمس، حيث بدأ توافد أنصار المنتخب الجزائري ليلة أول الثلاثاء الماضي من كل ولايات الوطن وربوعه، وشدوا الرحال في مواكب كبيرة إلى العاصمة من أجل تشجيع ومناصرة الخضر في المباراة الودية أمام المنتخب الصربي، ورغم مشقة السفر إلا أن دلك لم يمنعهم من قطع مسافات طويلة في سبيل ملاقاة زملاء بوڤرة. بدأت المجموعات الأولى من أنصار المنتخب الجزائري تتوافد على العاصمة منذ ليلة أول أمس، حيث فضلت القدوم يوما قبل موعد اللقاء لتفادي الازدحام والتأخر عن الدخول، وأيضا لعدم تفويت فرصة مشاهدة الخضر عن قرب، خاصة وأن كل المعطيات كانت تشير إلى أن الأنصار سيغزون الملعب بانظر للعدد الكبير والغفير الذي حضر في عملية بيع التذاكر، وتسارعت الحركة في محيط ملعب 5 جويلية في المساء، وظهر المناصرون بالرايات الوطنية في المناطق القريبة من مركب محمد بوضياف، وبالضبط في شوفالي، دالي براهيم وبن عكنون، واستغل بعض الباعة الفرصة من أجل بيع التذاكر والرايات والقبعات، وكل ما أتيح لهم من أجل تزيين الأنصار لأنفسهم بالألوان الخضراء، الحمراء والبيضاء، تشجيعا لأبطالهم أمام المنتخب الصربي. المبيت داخل السيارات لمن استطاع والبقاء في العراء آخر الحلول قضي أنصار المنتخب الوطني ليلة أول أمس، في العراء وانتظرو طلوع شمس يوم الأربعاء من أجل تشكيل طوابير طويلة أمام منافذ دخول الملعب، حيث كان أصحاب السيارات الأوفر حظا في المبيت داخلها، فيما كان آخر حل لمن تنقل برا أو على متن حافلات النقل العمومي افتراش الأرض في المناطق القريبة من مركب محمد بوضياف والقاعة البيضاوية في مشاهد لا تتكرر دائما، رسمت صورا رائعة لتعلق الجماهير بمنتخب بلادهم. شرق، غرب، جنوب.. البعد ليس عائقا في وجه الأنصار تنقل أنصار الخضر بأعداد كبيرة من مختلف ولايات الوطن من الشرق والغرب والجنوب، ولم يشكل بعد المسافة أي عائق في وجههم لشد الرحال إلى ملعب 5 جويلية، حيث حضروا أنفسهم طيلة الأيام الفارطة وكونوا مجموعات ومواكب في رحلتهم نحو العاصمة. قِبلة واحدة وترقيم السيارات من 01 إلى 48 كانت القِبلة واحدة، حيث كان أنصار الخضر يتقابلون بمجرد الاقتراب من دخول العاصمة والمدن المجاورة لها وزينت السيارات التي كانت تحمل أرقام ولايات كثيرة طرق العاصمة ولم تقتصر على ولايات معينة، حيث بدأت من 01 إلى 48 وامتزجت بترقيم العاصمة 16 الذي لم يصبح الرقم الأكثر انتشارا. سيارات، حافلات، شاحنات ودراجات نارية.. كل الوسائل مسموحة استعمل أنصار الخضر كل وسائل التنقل في رحلتهم إلى العاصمة، وشدوا الرحال بالسيارات والحافلات والشاحنات والدراجات النارية، وحتى المغتربون من المهجر قدموا في رحلات جوية لحضور المباراة الودية أمام المنتخب الصربي، وبذلك لم يستثن المناصرون أية وسيلة من وسائل النقل في رحلتهم نحو بلوغ ملعب 5 جويلية. السكوار، الخروبة وساحة الشهداء.. أولى المناطق المحتلة احتل أنصار الخضر، أولى المناطق بعد وصولهم العاصمة وهي محطة النقل بالخروبة، أين فضل البعض منهم المبيت بها قبل التنقل في الصباح الباكر إلى ملعب 5 جويلية. نفس المشاهد عاشتها ساحة الشهداء والسكوار والأحياء القريبة، التي أقبل عليها المناصرون ليلة أول أمس حاملين الرايات الوطنية. اقتناء المأكولات والمياه المعدنية وكل المستلزمات باكرا استيقظ أنصار الخضر باكرا وسارعوا إلى اقتناء المأكولات والمياه المعدنية من أجل تفادي الإزدحام، وهو ما كان يحدث من قبل بملعب البليدة، رغم أن ملعب 5 جويلية يتوفر على كل شيء، وبذلك أحضروا كل الزاد حتى لا تعكر الأمور الصغيرة صفو الاستمتاع بمشاهدة المباراة، لأن الخروج في الساعات المتأخرة من الليل بعد نهايتها سيكون أمرا صعبا وإيجاد محلات للبيع مفتوحة غير ممكن. الإستنجاد بإشعال النار من أجل التدفئة في ليلا استنجد بعض مناصري الخضر الذين فضلوا المبيت في محيط ملعب 5 جويلية، تحث الأشجار وعلى الحشيش بإشعال النار من أجل التدفئة، خاصة وأن ليلة أول أمس كانت باردة وافتراشهم الأرض زاد من برودتها، وبما أنهم لا يملكون سيارات، فإنها كانت تلك الفكرة آخر الحلول، رغم أنها تشكل خطرا على صحتهم. الإستيقاظ فجرا لم يخلد الأنصار لنوم طويل واقتصرت راحتهم على بضع ساعات معدودة كانت كافية لهم، ومع بزوغ أولى خيوط الفجر استيقظ المناصرون وبدأوا في الاستعداد والإقتراب من محيط الملعب، خاصة وأن مرور الساعات الأولى من الصباح عرف إقبالا منقطع النظير، وكان حوالي 50 ألف متفرج أمام مداخل الملعب في الساعة الثامنة والنصف، والذي تزامن مع أوقات العمل وخروج المواطنين إلى عملهم، بالإضافة إلى الطلبة والأطفال المتوجهين إلى الجامعات والمدارس، كل هذا خلق ازدحاما مروريا كبيرا، وكان كل شيء يوحي بأن العاصمة مقبلة على حدث استثنائي وغير عادي استقطب اهتمام كل الجزائريين، حيث عرفت كل الطرقات حركة غير عادية وزحمة لا مثيل لها، بالنظر إلى التوافد الكبير والقياسي من طرف عشاق الخضر، الذين غزوا العاصمة قادمين من كل المناطق بهدف واحد وهو الحصول على مقعد في المدرجات ومتابعة محاربي الصحراء أمام المنافس المنتخب الصربي. العاصمة تغلقت وطوارئ في كل الطرقات وقد عاشت العاصمة الجزائرية أمس، حركة غير عادية بسبب الجمهور الكبير الذي جاء لمتابعة اللقاء، وتوجههم كلهم إلى الملعب في الساعات الأولى من الصبيحة، وهو ما أحدث حالة طوارئ في كل الطرقات المؤدية إلى الملعب، حيث وجدت عناصر الشرطة صعوبات كبيرة جدا في التحكم في الوضع وتنظيم حركة المرور، بالنظر إلى الزحمة التي عرفتها الطرقات في ظل العدد القياسي من السيارات المتوجهة إلى المركب الأولمبي بشكل جعل كل الطرقات مغلقة. حتى حظيرة الملعب امتلأت باكرا ولعل ما يؤكد الاهتمام القياسي بهذه المباراة، وساهم في الزحمة التي عاشتها العاصمة أمس، بسبب غلق كل الطرقات، هو امتلاء حظيرتي ملعب 5 جويلية بالسيارات منذ الساعة الثامنة صباحا، حيث أصبح الولوج إلى الملعب من المستحيلات السبع بسبب العدد الكبير من القادمين لمشاهدة المباراة، وهو ما دفع بعناصر الشرطة إلى توجيه نداءات للجمهور عبر أمواج الإذاعة طالبين من الجميع ترك سياراتهم بعيدا والتوجه مشيا على الأقدام إلى الملعب. الحركة توقفت في شوفالي، بوزريعة وبن عكنون ويبقى الأمر المؤكد، هو أن ما عاشته العاصمة أمس، سيبقى راسخا في أذهان كل الجزائريين، ولن تمحوه السنين إلا في حال تكرر نفس المشاهد، كيف لا والحركة توقفت أمس بصفة كلية وكأن الشلل أصاب يوميات المواطنين في كل الطرق المؤدية إلى ملعب 5 جويلية، بسبب الزحمة الكبيرة، إلى درجة أن الذهاب إلى شوفالي، بني مسوس، بوزريعة، بن عكنون، الأبيار وغيرها، كان مستحيلا ويستغرق ساعات وساعات، وراح ضحيته كل من الطلبة والعمال، الذين لا أحد منهم تمكن من الوصول في الموعد. حتى بلموهوب حار وأكد أن التوافد قياسي وتبقى النقطة التي تؤكد أن ما عاشته العاصمة أمس، لا يمكن وضعه سوى في خانة الاستثناءات، هو ما صرح به مدير ملعب 5 جويلية الذي أكد بأنه لم يسبق له مشاهدة مثل تلك الصور والتوافد القياسي للجمهور، مثلما حصل في مباراة أمس أمام صربيا، خاصة وأن حظيرة الملعب امتلأت في الساعات الأولى من الصباح والأنصار بدأوا في التوافد مبكرا وأخذوا مكانتهم أمام الأبواب في الخامسة صباحا، متحدين برودة الطقس والأمطار التي تهاطلت على المكان. حتى الوصول لمقر الفاف لاستخراج الاعتمادات شبه مستحيل انطلقنا من مقر الجريدة بحيدرة للوصول إلى مقر الفاف، للحصول على الاعتمادات، لكننا لم نتمكن من رؤية بوابة الفاف، إلا بعد مرور أربع ساعات كاملة، بسبب الإزدحام الكبير الذي عرفته الطرقات، سواء المؤدية من بوزريعة إلى الحي الأولمبي أو على مستوى دالي إبراهيم وحتى عين اللّه، فالكل متوجه لمنطقة واحدة وهي ملعب 5 جويلية، الذي سيستضيف أحد المواجهات التاريخية للمنتخب الوطني أمام صربيا، قبل أشهر قليلة من المونديال، وفي الأخير استغرقت عملية استخراج الاعتمادات حوالي خمس ساعات كاملة بسبب الازدحام الذي فاق كل الحدود هذه المرة. الكل يحمل الراية الوطنية كل ما شاهدناه خلال هذه الرحلة التي تسمى رحلة لا لأنها لم تكن طويلة بل لأنها شاقة للغاية، فكل واحد من الأنصار يحمل على الأقل راية وطنية ويلبس القميص الوطني، فلم نشاهد أي مناصر متوجه للملعب لا يلبس الألوان الوطنية التي أصبحت مفخرة الجميع بسبب المنتخب الوطني، والدليل هو التهافت الكبير على شرائها قرب الملعب والتي عرفت أثمانا باهظة من طرف الشباب الذي يهوى الربح السريع، فوصل سعر أقمصة المنتخب الوطني ل2200 دينار، رغم أنه من النوع المتوسط وليس الرفيع. الحمراوة، السنافر، السلفادور والشلفاوة.. خاوة خاوة أهم ما شاهدناه ولاحظناه خلال الجولة التي قمنا بها، هو قدوم الأنصار من كل الولايات، والأهم في الموضوع هو التلاحم والتآخي الكبير بينهم، فأنصار الشلف ووهران، فضلا عن أنصار البليدة والسنافر وحتى الهوليغانز، كلهم في صف واحد وراء المنتخب الوطني، وهدفهم هو تألق رفقاء زياني ومناصرتهم حتى الدقيقة الأخيرة من اللقاء، مما جعلهم يضعون خلافاتهم جانبا ونسيان حقدهم الذي ولدته مقابلات الأندية في البطولة الوطنية. العائلات بقوة والجنس اللطيف لم يضيّع الفرصة أهم ما ميز توافد الأنصار هو تواجد العائلات بقوة التي قررت التنقل في وقت باكر كي تجد مكانا لها في المدرجات المخصصة لهم، فالنساء بقوة وحتى الفتيات لم يتأخروا عن القدوم مع عائلاتهم، وحتى بمفردهم كي يشاهدوا المواجهة بالعين المجردة، وتحقيق حلمهم بمشاهدة وسامة اللاعبين أمامهم، بعدما شاهدوهم في أكثر من مرة على الشاشة الصغيرة التي لا تكفي، بما أنهم من الآن فصاعدا يسمح لهم بالدخول إلى الملعب لمشاهدة المنتخب الوطني. الآلاف يسألون عن التذاكر وخاب أملهم بعد إيجادها خلال تواجدنا بعين المكان، شاهدنا أعدادا كبيرة من الأنصار تبحث عن التذاكر، بعدما قيل لهم أنها تباع في السوق السوداء، لكن خيبتهم كانت كبيرة بعد الوصول للملعب ومشاهدة الحشد الكبير من الأنصار بتذاكرهم ينتظرون خارجا لعدم تمكنهم من الدخول بسبب عدم فتح الأبواب باكرا، وهو ما جعلهم يعودون خائبين إلى ديارهم لمشاهدة اللقاء في المنزل على الشاشة الصغيرة كالعادة. والعديد منهم عاد خائبا لأن تذكرته مزورة العديد من الأنصار لم يسمح لهم بالدخول بسبب شرائهم لتذاكر مزورة في الأيام القليلة الماضية، والسبب هو عدم شرائها بطريقة قانونية من الأكشاك، لكن تسريب كل التذاكر من طرف عمال الملعب جعل الأنصار يشترونها من السوق السوداء التي لا يمكن التحكم فيها، وهو الأمر الذي أوقع الأنصار في فخ اقتناء التذاكر المزورة وبأسعار باهظة وصلت إلى 400 دينار، ليمنعوا بعدها من الدخول ويعودون خائبين إلى ديارهم. حتى قميص لحسن يباع وتوافد رهيب على اقتنائه لم يفوّت هواة الربح السريع، فرصة بيع أقمصة المنتخب الوطني، والغريب في الأمر أن قميص لحسن كان يباع بالقرب من ملعب 5 جويلية، ويحمل علامة بيما، والمضحك أنهم اختاروا له رقم 19 رغم جهلهم بالرقم الذي سيرتديه لحسن في المنتخب الوطني، وهو القميص الذي عرف توافدا كبيرا عليه من طرف الأنصار، فكل واحد يرغب في شراء قميص يطلب رقم 19 وهو رقم مهدي لحسن حسب الأنصار، كي يتباهى به في الملعب ويكون أول من يرتديه. العلم التونسي رفقة العلم الجزائري دليل على وحدة المغرب العربي أهم الأمور التي لاحظناها هو تواجد العلم التونسي رفقة العلم الجزائري في نفس السيارات، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على الوحدة والتآخي بين الشعبين الجزائري والتونسي، مثلما كان عليه الحال مؤخرا في كأس أمم إفريقيا لكرة اليد بالقاهرة، مما يؤكد توطيد علاقة شعوب المغرب العربي، وهذا ما تجسد فوق الميدان من خلال رؤية علم الجزائر وتونس جنبا لجنب في ملعب 5 جويلية. أبواب الملعب فتحت في منتصف النهار لتفادي الإزدحام قررت إدارة ملعب 5 جويلية، فتح الملعب أمام الجماهير الغفيرة في منتصف النهار، تجنبا للإزدحام والطوابير الطويلة من الأنصار، حيث تجمع أكثر من 50 ألف متفرج صباحا أمام المداخل قبل أكثر من 3 ساعات عن موعد فتح الأبواب وأرادت إدارة الملعب تسهيل الأمور والتنظيم أكثر من خلال إعطاء متسع من الوقت لأعوان الشرطة من أجل عملية التفتيش ومنع أي أمور لا يسمح بإدخالها إلى المدرجات، حفاظا على نجاح اللقاء الودي أمام المنتخب الصربي. المدرجات امتلئت عن آخرها في وقت قياسي امتلأت مدرجات ملعب 5 جويلية في فترة قياسية، منذ فتح أبوابه، حيث ورغم الإزدحام في عملية الدخول والإجراءات الأمنية المشددة، إلا أن الأنصار غزوا المدرجات وصنعوا مشاهد لن تجدها في جميع ملاعب العالم، وزيّنوها بكل ما أتيح لهم طيلة الوقت الذي بقوا فيه، وهم ينتظرون بداية اللقاء مقاومين التعب والإرهاق وكل الصعوبات والعوائق من أجل مشاهدة زملاء بلحاج وبوڤرة. أجواء التأهل إلى المونديال تتجدد تجددت أجواء التأهل إلى المونديال صبيحة أمس، بمناسبة مباراة صربيا الودية، بعد أن صنع مناصرو المنتخب الجزائري مشاهد رائعة، وإقبال غفير ومنقطع النظير على ملعب 5 جويلية، حيث كانت فرصة سانحة لهم لاستعادة الأفراح وملاقاة كتيبة سعدان بعد كأس أمم إفريقيا الأخيرة بأنغولا، وتأكيد دعمهم المطلق لزملاء زياني، من أجل تحفيزهم على تحقيق نتائج مشرفة في مونديال جنوب إفريقيا شهر جوان القادم. الملعب راه معمر.. انتشرت كالبرق الأجواء الرائعة التي عاشها أمس ملعب 5 جويلية الأولمبي، لم تمر مرور الكرام، حيث بمجرد أن تركب حافلة أو تمر على مجموعة من الشبان في أي منطقة بالعاصمة، إلا وتسمع أحدهم وهو يتكلم عبر هاتفه عبارة ...الملعب راه معمر.. أو طريق .. 5 جويلية راهي مغلوقة، جاو من كل مكان، واش راه صاري، غاشي كبير..، حيث استعمل المواطنون كل المصطلحات للتعبير عن الكم الهائل من الجماهير التي تدفقت على الملعب. المغتربون وصلوا بكثرة والتذكرة وصل سعرها ال100 أورو ما لم نكن نتوقعه صباح أمس، أيضا، هو توافد كل تلك الدفعات الكبيرة من الأنصار على مطار هواري بومدين، الذي اكتظ بهم وشاهدناهم كلهم يسترجعون ذكريات جميلة جدا في بلادهم الأصلي في بهو المطار، مؤكدين بأنهم حضروا خصيصا لهذه المباراة رغم مشاغلهم الكثيرة التي كانت تمنعهم من زيارة العائلة والأقارب، لكن هذه المرة لم تمنعهم أبدا من الإلتحاق، لأنه كما عبر لنا بعضهم، مباراة صربيا حدث هام وسمحنا في كل شيء من أجل مشاهدة زياني ورفاقه، الذين يفرحون كثيرا لما يرونهم بألوان الخضرة، عكس ما كانوا يرونه عليهم في فرنسا... وفضل هؤلاء الأنصار اقتناء التذاكر بأي سعر، وهو ما جعلهم يلهبون السوق السوداء، قبل ساعات فقط من موعد المباراة، ووصل 100 أورو. حركة غير عادية في المطار والبعض فضلوا اقتناءها هناك وصولهم إلى المطار خلق هلعا كبيرا وذكرنا بأيام الصيف عندما تكثر الحركة في المطار، لكن الشيء الذي لم يكن عاديا هو بحثهم عن التذاكر حتى من عمال المطار، الذين عرفوا كيف يتاجروا بها بفضل الوسطاء الذين باعوا كل هذه التذاكر، حتى بالعملة الصعبة، وجعلت الجزائريين يعلقون بأنهم ..طيحوا عليهم البق.. وبسببهم بيعت هذه التذاكر بأسعار ملتهبة للغاية، حتى في المطار، في موقف أغضب كثيرا الجزائريين الذين كانوا أمام الملعب منذ أكثر من ثلاثة أيام لكنهم لم يتحصلوا على أي تذكرة إضافية. أجواء الصيف عادت لكن الوجهة 5 جويلية وبما أن كل هؤلاء الذين تنقلوا من بلدان عديدة مثل فرنسا، ألمانيا، بلجيكا وحتى من إيطاليا وصلوا إلى المطار من كل مكان وجاءوا خصيصا لمشاهدة الجزائر، مذكرين بتلك الأجواء الاستثنائية التي تعرفها مطاراتنا في أيام الصيف في كل مرة، لكن وعكس الفصل الصيفي أين يتوجه المغتربون في كل مكان قرر هؤلاء المغتربون تحديد وجهاتهم إلى مكان واحد ووحيد هو ملعب 5 جويلية، الذي لم يدخلوه منذ أكثر من 6 أشهر وبالضبط من مباراة الأورغواي التي حضرها يومها عدد كبير أيضا من المغتربين الذين تابعوا اللقاء. يرفعون الأعلام رغم الغربة ويعتبرون الجزائر موطنهم الوحيد السمة التي اتصف بها هؤلاء الذين وصلوا تبعا إلى مطار هواري بومدين، هو ظهورهم في سلاليم الطائرات ملتفين بالأعلام الوطنية، التي وصلت بكثرة من بلجيكاوفرنسا خاصة، حيث قابلنا إحداهن في بهو المطار وكانت تردد ..وان تو تري فيفا لالجيري.. وغير مبالية بأي شيء -كما قالت- لأنها ألفت مشاهدة الجزائر، وأبت إلا أن تحضر لكي ترى ما سيفعله رفاق زياني هذه المرة، لأنها شاهدت آخر مباراة أمام الأورغواي يوم سمح للجنس اللطيف بالدخول إلى الملعب، وقالت أيضا أنها وبالرغم من أن معاشها في فرنسا إلا أنها تبقى تعتز بموطنها الأصلي ألا وهو الجزائر. أجواء المونديال عادت إلى الذاكرة والفرحة حتى في الطريق السريع كل هذه التصرفات التي قام بها المغتربون فور وصولهم إلى بهو المطار جعلنا نتذكر جيدا كيف كانت الأجواء بعد الفوز على مصر في ملحمة أم درمان، التي وبعدها مباشرة صنع يومها الجزائريون في المهجر الحدث في كل مناطق وبقاع أوروبا، والدليل أهازيج وأغاني المنتخب الوطني التي غزت شوارع وأزقة العاصمة من طرف هؤلاء الذين كما قالوا تذكروا ريحة البلاد، بعد وصولهم إلى شوارع باب الزوار، أول ماي وشوفالي، وحتى في الطريق السريع أين لاحظنا هؤلاء المغتربين يعلنون الأفراح حتى من نوافذ السيارات التي تزينت بالأعلام في طريقهم إلى ملعب 5 جويلية، الذي ضاق بأنصارنا المغتربين. الجزائريون يستعيدون ذكريات زمان والروح تعود إلى ملعب 5 جويلية أكيد أن كل من رأى الحشود البشرية الكبيرة التي غصت بها مدرجات 5 جويلية أمس، أو وقف على حجم التحضيرات لحضور اللقاء الودي أمام صربيا، يكون قد أدرك أن الجزائريين شعب مولع بمنتخبه ويعشقه حد النخاع، وإلا كيف نفسر أن الأنصار فضلوا التنقل إلى الملعب الأولمبي في ساعة مبكرة، في صورة جعلتنا نتساءل إن كان ذلك تخوفا من أن لا تبقى أماكن شاغرة في المدرجات.