لا تزال قرية تامدة، الواقعة على بعد 5كم من بلدية السواقي شرق المدية، التي عانت الأمرين إبان حرب التحرير وفي العشرية السوداء، التي تتوزع بها عدة مداشر، منها الصوادقية والذبابحة والرحاحلة والدرابلية والخنق والزرارقة والطباطبية. تلك المداشر هجرها معظم سكانها في العشرية السوداء وبقيت شاهدة على مجازر وأعمال تخريبية منها إبادة 15 فردا من عائلة واحدة وتخريب المدرسة الابتدائية وذبح المعلم في ساحة المدرسة وتخريب مركز البريد وقاعة العلاج بها، لتبقى خاوية على عروشها.. وبعد استتباب الأمن، رجع السكان إلى أراضيهم وهم يتطلعون إلى حاضر أفضل، ويبقى ثالوث المجمع السكني الغاز والكهرباء والماء يؤرق حياتهم اليومية. وينتظر سكان قرى تامدة بمداشرها من السلطات المحلية والولائية التعجيل وإتمام الإجراءات الإدارية للمجمع السكني الريفي، الذي تم بموجب مداولة من طرف مصالح البلدية المصادقة على قبول هبة عقار من طرف موطنين بالقرية من أجل تجسيد هذا المشروع، الذي ينتظره أكثر من 200 مستفيد في هذه القرية من أجل التخفيف عن أبنائها، خاصة أن معظمهم يعيش في أزمة سكنية خانقة. وأكد المواطنون ل"الشروق" أن هذا المجمع السكني من شأنه إعادة الروح لهذه المنطقة التي لم تستفد من مشاريع تنموية. كما تعرضت الشبكة الكهربائية لفرقة تامدة للتخريب من طرف الجماعات الإرهابية في العشرية السوداء، فأصبحت ضعيفة في مناطق ومداشر القرية. ويطالب السكان منذ 3 سنوات بإعادة تأهيلها للاستفادة الجيدة من هذه الطاقة، التي تعد عنصرا مهما في حياة الإنسان. ويبقى بعض السكان ينتظرون توصيل الشبكة الكهربائية في منازلهم الجديدة التي تم تشييدها، مطالبين الجهات المعنية بإعادة النظر في الكهرباء. ومن جهة أخرى، أكد المواطنون بفرقة تامدة أنهم تم إقصاؤهم من شبكة الغاز الطبيعي، مناشدين السلطات إعادة برمجة هذه القرية والمداشر التابعة إليها للاستفادة من الغاز، الذي يبقى حلما يراودهم للتخلص من جحيم قساوة المناخ في فصل الشتاء، علما أن المنطقة عالية وتتميز ببرودة قاسية. وبالرغم من وجود خزان مائي في المنطقة، لكن لا يزال سكان المداشر يجلبون الماء بواسطة شراء صهاريج، يدفعون ثمن 1200 دج للصهريج، بالإضافة إلى جلب هذه المادة بواسطة الداوب بالنسبة إلى المواطنين البسطاء في بعض المداشر، مناشدين السلطات إعادة النظر في وجود منابع أخرى لتوصيل الماء إلى القرية. هذا من جهة ومن جهة أخرى مشكل شق المسالك الريفية خاصة في القرى المتضررة وتبقى عدة مشاكل في هذه القرية يتخبط فيها السكان، مناشدين الوالي النظر في انشغالاتهم وتحقيق ما يمكن تحقيقه لضمان العيش الكريم كباقي القرى بالبلدية.