«البلاد» تزور بلدية بعطة المواطنون ينتظرون تنفيذ الوعود الانتحابية بالرغم من أن الحديث في أروقة بلدية بعطة يدور حول التخطيط لحملات انتحابية في إطار سياسة شحذ الأصواتو إلا أن الوعود التي ما فتئ يقدمها الاميار المتعاقبون لا تزال رهينة أدراج مكاتبهم التي ضاقت ذرعا بمعاناة عمرت وأقحمت القرويين في مسلسل طالت حلقاته تتقاسم فيه أدوار البطولة الفقر والعوز والحرمان. هذا ولايزال سكان بلدية بعطة الواقعة أقصى شمال شرق ولاية المدية ينتظرون المشاريع التنموية التي بموجبها وبموجب وعود اقتطعوها ببرمجتها، عادوا إلى مداشرهم بعد أن أجبرهم جحيم الإرهاب والعشرية السوداء الذي أدى الى مغادرة ثلث السكان بحثا عن الأمن الذي نشدوه في سهول المتيجة. «البلاد» زارت البلدية ووقفت على معاناة الأهالي. إرهاب اسمه غياب التنمية لا يخلو حديث مقاهي بلدية بعطة عن المشاريع التنموية التي طلقت المنطقة بالثلاث فاتحة المجال للهجرة مع سبق الإصرار والترصد. يقول عمي رابح «لم نستطع مغادرة أراضينا رغم خطر الإرهاب، لكننا بالمقابل لم نستفد من أي شيء، لقد جاؤوا يشحذون أصواتنا خلال الانتخابات لكننا أقسمنا بأننا لن نراهم ثانية إلا في شهر أكتوبر في انتخابات الأميار». المرافق الثقافية... قطيعة أم سوء تقدير؟ بعطة تتجرع اليوم مرارة إرهاب من نوع آخر استهدف مشاريعها التنموية ووصمها بالعقم. تفتقر هذه البلدية لأدنى ضرورات الحياة الكريمة الى جانب غياب شبه كلي للمرافق الثقافية باستثناء الملعب الجواري الذي يعتبر الوجهة الوحيدة لشباب المنطقة للترفيه. خصوصا البطال لاسيما مع الانتشار الرهيب لهذه الظاهرة حيث نجد أغلب الشباب يمارسون التجارة في أسواق بني سليمان، أو الفلاحة في سهول المتيجة. حيث يضطرون للنقل بحثا عن مصادر الرزق في ظل إعراض المشاريع تنموية عنهم والتي من شأنها رفع الغبن عنهم، إلى جانب تدعيمهم بحصص السكن الريفي التي قد تمكنهم من الاستقرار ببلديتهم وممارسة الفلاحة، فصلا عن توصيل منازلهم بشبكة المياه والكهرباء. وكان السكان في لقاء مع «البلاد» قد عبروا عن أملهم في زيارة والي الولاية لتغيير الوضع وضمان عودة الحياة للمنطقة وتشجيع السكان على الاستقرار بها. قرية لزبر أولاد ذايد أزمة اسمها القطيعة التنموية يعاني سكان قرية لزبر الواقعة على بعد حوالي 7 كلم عن بلدية أولاد ذايد دائرة البرواقية، من مشاكل عدة أقحمتها في عزلة جراء سياسة القطيعة التي أعلنتها المشاريع التنموية عليها رغم رغبتهم الملحة في الاستقرار بأراضيهم التي خلفوها جراء تداعيات العشرية السوداء العصيبة وعادوا إليها بعد استتباب الأمن أمام وعود إصلاح الوضع وفك العزلة. هذه الوعود حسب السكان لم تلق طريقها إلى التنفيذ. ولاتزال قريتهم تفتقر إلى سبل الحياة الكريمة، ففضلا عن اهتراء الطريق المؤدي من وإلى القرية الذي تحول خلال التساقط الأخير للأمطار الى برك مائية. إلى جانب مشكل الماء ووصل منازلهم بشبكاته، مما جعل العطلة كابوسا يقضيه التلاميذ في رحلة بحث عن مورد ماء لاسيما مع عدم قدرة الأهالي على توفير صهاريج المياه لارتفاع سعرها وتواضع مدخولهم المعتمد أساسا على الفلاحة وتربية المواشي. وما زاد الأمر تفاقما النقص الفادح المسجل في المواصلات، الأمر الذي يدفعهم للتنقل بسيارات الكلونديستان بدفع 800 دج طلبا للتداوي بمستشفى البرواقية في ظل عدم وجود مستوصف. ليبقى مسلسل المعاناة مستمرا مادامت عين المسؤول مضربة عن النظر إلى مشاكل قرية رفعت منذ أزيد من عشرية وبقيت رهينة وعود انتخابية وفقط.. بلدية سدراية مشاريع تنموية محتشمة سدراية الواقعة شرقي ولاية المدية تسترجع عافيتها بعد سنوات العشرية الحمراء العصيبة التي ضربت استقرار البلدية النائية. وجعلت منها منطقة محظورة، تحاول اليوم الخروج من غرفة الإنعاش بمشاريع تنموية محتشمة أعادت إليها الحياة في انتظار عودة الأهالي. ويطالب سكان سدراية بضرورة تدعيم البناء الريفي . حيث استفادت هذه الأخيرة من حوالي 157 حصة موزعة على 10 مداشر على غرار أولاد بريش والشلابة والبياضة والضوامنية، ليبقى المطلب المحوري ربط السكنات بشبكة الماء الشروب من سد البياشة الواقع بإقليم البلدية والذي تستفيد من مياهه البلديات المجاورة على غرار العزيزية والميهوب والقلب الكبير. العزلة هاجس آخر لايزال السكان يطالبون بفكه بسبب اهتراء الطرق البلدية التي تحتاج الى تعبيد وفتح مسالك بين المداشر. بلدية خمس جوامع: مشكل النقل يحولها إلى منطقة محظورة يشكو سكان بلدية خمس جوامع الواقعة شرقي المدية، من انعدام وسائل النقل، الأمر الذي جعل البلدية النائية شبه معزولة ليقحمها في كابوس آخر «طمع سيارات الكلونديستان» وفرضهم لأسعارهم الخاصة التي لا يجد السكان أمام الحاجة وغياب الخيار بدا من دفعها رغم الفقر والعوز، كونه الخيار الوحيد في ظل غياب المواصلات وضعف حركة التنقل إلى هذه البلدية النائية. كما أبدى السكان تذمرهم من قلة المركبات واهتراء ما حضر منها وهو ما جعلها عرضة للأعطاب في أحيان كثيرة مع صعوبة المسالك المؤدية مما يجعل توقفها خطرا وهو الأمر الذي دفع بالسكان لمراسلة مديرية النقل في عديد المرات بغرض إيجاد حلول ناجعة من شأنها القضاء على كابوس اسمه المواصلات ببلدية خمس جوامع. تقربوست بتابلاط.. العزلة ترحب بكم ندد سكان قرية تقربوست الواقعة شمال شرق بلدية تابلاط مقر الدائرة، بسياسة الإقصاء المتبعة اتجاههم والتي أفرزت جملة من المشاكل ما جعلهم يوجهون شكواهم هذه المرة لرئيس الجمهورية، موقعة من 72 مواطنا، تسلمت «البلاد» نسخة منها، جاء ضمنها «لقد طرقنا كل أبواب السلطات المحلية والولائية، إلا أننا لم نجد من يصغي إلينا» ومن بين مسببات الديكور المأساوي لحياتهم اليومية حسب ذات الشكوى العزلة التامة عن مدينة تابلاط على نحو 15كلم، بفعل تدهور حالة الطريق الرابط، لدرجة أنه أصبح لا يصلح حتى لعبور الجرارات، ما انجر عنه توقف سيارات النقل كلية عن مهامها، دون تدخل مديرية النقل في الموضوع، ونزوح نسبة من سكان القرية البالغ تعدادهم قرابة 3000 نسمة نحو تابلاط وأربعاء بني موسى، ليبقى مشكل الماء الشروب عائقا آخر، حيث لا يزال السكان يستعينون بالدواب لجلب المياه بينما لا يزل ديكور المنازل الهشة يصنع واقع يوميات السكان. عين على الواقع... عين على الواقع... عين على الواقع... ^ لايزال مرضى السكري بولاية المدية ينعون مشاكلهم في ظل الانتشار الرهيب للداء المزمن جراء الوضع الاجتماعي المتردي، حيث أحصت ذات الجمعية حوالي 13500 حالة بحوالي 50 بالمئة اصابة جديدة عن عام 2004.. فيما يبقى مصير حوالي 8 آلاف مصاب مرهونا بحقنة انسولين. حجم المشكل يزداد تفاقما إذا علمنا أن حوالي خمسة بالمئة من المصابين هم اطفال، أي ما يعادل 3400 مصاب. لتبقى تداعيات العشرية الحمراء العصيبة تلقي بظلالها إلى جانب سوء التغذية. ^ أبدى المستفيدون من حصص السكنات الواقعة بالقطب الحضري بعاصمة الولاية، قلقهم من التنامي الكبير للمشاريع بقلب أرضية القطب التي انتشرت كالفطريات وبطريقة فوضوية غير مدروسة، الأمر الذي جعل من سكناتهم أشبة بالزنزانات دون مساحات خضراء أو فضاءات للعب من الممكن برمجتها، لإعطاء طابع المدينة للأحياء السكنية. يأتي هذا في ظل تنامي مشكل نقص الجيوب العقارية بعاصمة الولاية وهو الأمر الذي دفع إلى استغلال شامل للعقارات حتى وإن كان الأمر يقضي على الواجهة الجمالية للقطب الحضري. ودعا المستفيدون إلى ضرورة وضع حد للفوضى السائدة عبر الخضوع للمقاييس العلمية المعروفة والمعمول بها في إنجاز الوحدات السكنية. وارجعوا تأخر تسليم سكناتهم إلى انتشار روشات موازية للإنجاز مما عرقل سير الأعمال. ^ ناشد سكان فقرة اولاد اعمر ببئر با عابد، السلطات المحلية بدعمهم للعودة إلى قراهم ومداشرهم التي خلفوها جراء تداعيات العشرية الحمراء العصيبة التي دفعتهم لترك أراضيهم والفرار نحو المدينة طلبا للأمن والأمان، حيث دعت عائلات الفرقة المذكورة إلى دعمهم بحصص السكن الريفي مما قد يضمن لهم الحياة الكريمة. ومن جملة مطالب السكان إعادة تهيئة طريق الحزام الذي يربط القرية بالبلدية الأم على مسافة حوالي 03كلم، إلى جانب تزويدهم بخزان مائي ليبقى مشكل إصلاح شبكة الكهرباء مطلبا أساسيا دعا السكان لتنفيذه لضمان عودة آمنة لمداشرهم المهجورة. ^ بالرغم من أن زمن القرى النموذجية التي أفرزتها الثورة الزراعية قد ولى وانتهى، إلا أن الحداثة لم تلق طريقها لقرية سي بوبكر الواقعة بالمخرج الجنوبي لبلدية البرواڤية. فوضعية السكنات لم تسو مما يجعل السكان عاجزين عن إحداث تغيير بها وما أرقهم أكثر عدم ربط قريتهم بشبكة الغاز الطبيعي رغم وعود متكررة بتلبية مطلبهم المتمثل في ربط سكناتهم بالغاز الطبيعي، إلى جانب مطلب تهيئة القرية التي غرقت في الأوحال بعد الأمطار الطوفانية التي اجتاحت الولاية والتي مكنت من كشف المستور وتسليط الضوء على حجم معاناة الأهالي. ^ أثارت محلات الرئيس بقصر البخاري جدلا كبيرا لدى شباب المنطقة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 72 الف نسمة، حيث بقيت المحلات التي منحت لأكثر من 200 شاب بطال كباب رزق لإعالة عائلاتهم وإخراجهم من جحيم البطالة موصدة في وجوههم منذ تاريخ استفادتهم منها لأكثر من سنة ونصف، نظرا لبقائها دون تهيئة، الأمر الذي جعل من هذه الأخيرة أوكارا للشباب المنحرفين. كما طالب المستفيدون بضرورة توفير الحماية لمحلاتهم خشية تعرضها للتخريب، داعين في سياق متصل إلى التدخل العاجل لتمكينهم من استغلال هذه المحلات.