بعودة زعيمه أحمد أويحيى، إلى قصر الدكتور سعدان في موقع الوزير الأول، وبعد حصاده ل100 مقعد تحت قبة زيغود يوسف في الاستحقاق التشريعي الأخير، يرى مراقبون للشأن السياسي، أن التجمع الوطني الديمقراطي يسير بخطوات ثابتة لتعزيز تموقعه في المشهد السياسي. مزاحما بذلك غريمه التقليدي، حزب جبهة التحرير الوطني، الذي لا يزال يئن تحت وطأة "الصراعات الداخلية" ونكسة التشريعات الأخيرة. خسر الآفلان الوزارة الأولى وهو الذي يحوز على الأغلبية في غرفتي البرلمان لأول مرة منذ 5 سنوات متتالية، وهي سابقة لأن الحزب العتيد "طبعة عمار سعداني" كان يعتبر قيادته للجهاز التنفيذي أمرا مفروغا منه، مثلما ذكر في مرات عديدة: "البعض يريد ونحن نريد وما يكون في النهاية إلا ما يريد الأفلان لأنه حزب الأغلبية والقاطرة الأمامية". وجاء تعيين أويحيى، أنه يأتي قبل أشهر قليلة على موعد الانتخابات المحلية، الأمر الذي أدخل الشك في صفوف مناضلي الآفلان، حيث يخشى"خصوم" القيادة الحالية أن يتكرر سيناريو التشريعيات في استحقاق نوفمبر المقبل. وحاليا تبقى الأنظار موجهة إلى الطاقم الوزاري الذي سيرافق خليفة تبون، وما يمكن أن يترتب عن ذلك من حصيلة الحزب العتيد في الحقائب الوزارية، مع العلم أنه خسر في آخر تعديل حكومي خمس حقائب وزارية. والواضح أن "النزيف الكبير" الذي يعاني منه الأفلان على خلفية "الصراعات الداخلية" وحالة التشتت وسط قياديه ومناضليه، استفاد منها غريمه التقليدي التجمع الوطني الديمقراطي الذي حسّن موقعه في البرلمان والحكومة، ويَنتظر تحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات المحلية، تعيد الآرندي إلى دائرة التأثير السياسي وتحد من "تبجج" الأفلان. لكن منطق الربح والخسارة لا ينطبق على الحزبين على الأقل قولا، حيث يحرص الأرندي، في علاقته مع الأفلان على توظيف مصطلح "التحالف الإستراتيجي"، ويؤكد شهاب صديق الناطق باسم الأرندي، أن الديناميكية الإيجابية التي يعيشها الحزب، نتيجة طبيعية لنجاح المؤتمر الخامس، وحرص الأمين العام أحمد أويحيى، الدؤوب على إعطاء الحزب مكانته الحقيقة. ويعتقد صديق: "في فلسفتنا وتصورنا الحزبية، لا نرجع طموحنا في التقدم إلى منطق التنافس مع حلفائنا، نحن نريد أن نقدم الإضافة للمشهد السياسي، والعمل التنفيذي، وذلك بوفائنا والتزامنا مع الرئيس وحرصنا على تحسين الأداء فقط". في حين يرفض الأفلان الأطروحة القائلة بأن الأرندي يتمدد على حسابه، وبهذا الخصوص، يقول الناطق باسم الأفلان، الصادق بوقطاية، ل"الشروق" إن حزبه لم يفقد تأثيره وموقعه السياسي كما يتم الترويج له، وسيبرهن على ذلك في الانتخابات المحلية القادمة. وبحسب بوقطاية فإن تعين أويحيى، وزيرا أول خلفا لتبون، ليس سحب للريادة من الأفلان، لأن قرار تعين رؤساء الحكومات من صلاحيات الرئيس الدستورية، مشيرا إلى أن كل قرار يتخذه بوتفليقة سيحظى بموافقة قيادة الأفلان.