تحول شراء العجول لنحرها يوم عيد الأضحى المبارك الخيار الأفضل للكثير من المواطنين وحتى العمال الأجانب الذين يشتغلون بولاية البويرة، خاصة في ظل الارتفاع المتزايد لأسعار الأغنام مقارنة بأسعار العجول التي تشهد نوعا من الاستقرار، حيث فضلت الكثير من الأسر الاشتراك في تكاليف أضحية العيد المبارك، حتى لا تحرم من أجر النحر، وشراء العجول بدل الخرفان. كشف السيد شعبان شاوش محند وهو فلاح من قرية مركالة ببلدية تاغزوت التي تشتهر وطنيا في تربية وتسمين العجول، أن العشرات من العمال الأجانب أغلبيتهم "أتراك"، اقتنوا من مزرعته مؤخرا أكثر من 50 عجلا بغرض نحرها يوم عيد الأضحى المبارك، مضيفا أن هؤلاء الزبائن الأجانب الذين تعود التعامل معهم منذ عدة سنوات يفضلون نحر العجول يوم العيد بهدف التصدق بلحومها على الكثير من العائلات الفقيرة والمعوزة عندنا. ومن جهة أخرى، أضاف محدثنا أن ظاهرة نحر العجول يوم عيد الأضحى المبارك لا تقتصر فقط على العمال الأجانب الذين يشتغلون بالمنطقة، بل هي "موضة" يلجأ إليها الكثير من المواطنين، سواء على مستوى الأرياف أم المدن، خاصة مع غلاء أسعار الكباش قبل بضعة أيام عن حلول عيد الأضحى المبارك. ومن جهة أخرى، أكد السيد بنابي آكلي وهو أحد أعيان المنطقة، أن الكثير من العائلات بولاية البويرة تفضل أياما قبل حلول عيد الأضحى، الاشتراك في شراء أضحية واحدة، في مجموعات من سبعة أشخاص، بشراء عجول تتراوح أسعارها ما بين 140 و160 ألف دج، ما يجعل حصة الفرد نحو 25 ألف دج وذلك نظرا إلى غلاء كبش العيد. ويقومون بعملية تقاسم اللحوم، وهذا بسبب السعر الخيالي الذي بلغته الماشية هذه السنة. وحسب ما وقفت عليه "الشروق "، الجمعة، بعدة نقاط لبيع المواشي بالبويرة، فإن إقبال المواطنين على مواقع بيع المواشي محتشم، مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. ويرجع الموالون والمواطنون هذا الاحتشام في الإقبال على شراء الأضحية إلى الأسعار المرتفعة بسوق الماشية هذه الأيام التي فاقت التوقعات، وهي ليست في متناول محدودي الدخل، وخلال جولتنا لاحظنا أن أسعار الأضاحي لم تختلف كثيرا في مختلف نقاط البيع، حيث تراوحت ما بين 3 إلى 6 ملايين سنتيم، وهي "مبالغ تعجيزية"، لا تتماشى مع القدرة الشرائية لأغلبية المواطنين، حيث قدرت أسعار الخرفان العادية التي يبلغ وزنها من 20 كلغ وحتى 25 كلغ 40 ألف دينار، أما التي يصل وزنها حتى 35 كلغ فيبلغ سعرها 60 ألف دينار، وهو سعر مرشح للارتفاع مع قرب موعد المناسبة الدينية العظيمة، حيث يفضل الكثير من المواطنين وبخاصة من المغلوب على أمرهم انتظار الأيام الأخيرة على أمل أن تنخفض أسعار الأضاحي. في حين لا يستبعد أن يصل سعر الأضحية ما بين 40 إلى 70 ألف دج وهو مبلغ بعيد عن متناول الكثير من المواطنين خصوصا مع تدني القدرة الشرائية ووجود مستلزمات اجتماعية أخرى ضرورية كالدخول المدرسي، وهو ما خلف تذمرا كبيرا لدى المواطنين نظرا إلى عدم قدرتهم على مسايرة هذا الغلاء ما وضع المواطن البسيط في حيرة من أمره. ومن جهتهم، أرجع موالون سبب الغلاء في أسعار الأضاحي إلى ارتفاع ثمن الأعلاف، معتبرين أنهم كغيرهم ضحية لهذا الوضع، بالإضافة إلى مشكل استغلال بعض التجار المناسبة لكسب المال الوفير حيث يشترونها بأسعار بخسة ويحاولون الكسب السريع عن طريق رفع قيمتها بطريقة غير معقولة. للإشارة، فإن الكثير من الجمعيات الفاعلة بالمنطقة تتسارع مع الوقت من أجل التحضير لتنظيم "الوزيعة" من بينها جمعية كافل اليتيم بمشدالة وتوزيع لحومها على المحرومين من الأيتام والأرامل ومن لم يسعفه الحظ في شراء أضحية العيد.