لم تعد مناسبة عيد الأضحى كسابقتها فيما مضى ولم تعد الأيّام تتكرّر بطيبها وحلاوتها في أوساط المجتمع وكأن الطبيعة أرادت أن تختلف الأيّام والسنوات ولم يعد بمقدور المواطن البسيط أن يلبّي حاجيات عائلته من مستلزمات الحياة اليومية كي يفكّر في إدخال الفرحة يوم العيد إلى قلوب أفراد عائلته غلاء من جهة وتقشّف من جهة أخرى ومخاوف تحيط به من كلّ الجهات فأغلبية أرباب العائلات لا يفكّرون في إحياء مناسبة الأضحى المبارك بالكيفية التي يعتادون عليها سلفا. وقد لاحظت (أخبار اليوم) أن العديد من الاصطبلات التي اعتادت بيع الكباش والخرفان مغلقة إلى إشعار آخر وفي هذا الشأن يقول (إلياس) وهو تاجر وصاحب إسطبل بمنطقة أيل البرج إنه تماطل في شراء الكباش من ولايات كالأغواط ومشرية والجلفة وغيرها بسبب الأسعار المرتفعة والتي لا تناسب إطلاقا ربّ العائلة أو العامل البسيط وحسب حديثه فهو يتخوّف من أيّ خسارة أو عدم توافد المواطنين للشراء بسبب الظروف المعيشية الصعبة الرّاهنة وفي الختام تمنّى أن يعود سوق الجملة أو مربّو المواشي للعدول عن الأسعار المطبّقة حاليا لتجاوز هذه المرحلة وتوفير الأضحية لكلّ عامل أو مواطن حسب قدرته على الاقتناء. أمّا (حكيم) وهو تاجر المواشي بمنطقة دار الناصر بمدينة بجاية فقد كشف عن مخاوفه التي تجعله يتردّد عن مزاولة نشاطه وتوفير الماشية وأضاحي العيد من خرفان وكباش ويأمل أن يستعيد السوق عافيته ليستأنف عمله ويوفّر العناء والرّاحة للزبائن الذين اعتادوا التوافد إليه كلّما حلّت مناسبة عيد الأضحى المبارك. لكن وفي نفس الشأن اكتشفنا أثناء زيارتنا لسوق المواشي بوادي أميزور التي تبعد بحوالي 30 كلم عن عاصمة الولاية أن أسعار العجول أحسن بكثير من الكباش والماشية حيث يقدّر سعر الكبش الواحد بأكثر من 05 ملايين سنتيم في حين أن سعر العجل الجائز شرعا للعيد يتراوح بين 5 و8 ملايين سنتيم ممّا يدفع المواطنين إلى التفكير في نحر العجول كأضاحي للعيد كما جرت العادة عند البعض وخاصّة العائلات الكبيرة. فهل تتدخّل وزارة التجارة لتنظيم سوق الجملة بهدف توفير وتسهيل على المواطن اقتناء أضحية العيد بالسعر المناسب والمعقول؟