تصوير: علاء الدين.ب أعاد المبدع الشاب دين الهناني محمد "البصيص" إلى المنافسة الرسمية في المهرجان الوطني للمسرح المحترف. فبعد أن فقد الأمل في مسقط رأسه سيدي بلعباس، يقول رفيقه فقيرة بارودي "قدم جهيد مشروع البصيص إلى المسرح الجهوي لأم البواقي. فلاقى القبول وعليه انطلق مباشرة في العمل مع ممثلين من المنطقة وآخرين من سيدي بلعباس في إطار الاحتكاك المطلوب لتنمية المواهب خاصة وأنه مسرح جديد " . الرحلة من الغرب إلى الشرق الجزائري أتت ثمارها، حسب بعض المختصين والممارسين الذين التقتهم " الشروق " ، على هامش نهاية العرض . خاصة وأن جهيد وفرقته من الشباب اعتمدوا منذ انطلاقتهم في المسرح الجامعي على أسس البحث والتجريب . وجمع النص بين الفلسفة والواقع من خلال قصة ضحايا زلزال التقوا تحت الأنقاض ورغم ذلك لم يتجاوزوا عقدهم ومشاكلهم وصراعاتهم. مجرم ومجنون وتلميذة أثقلتها المحفظة ورفضت التنازل عنها، وفتاة باعت نفسها للشيطان، ووالدها الذي انصرف عنها إلى الرشوة، والأم التي تركت أطفالها وخرجت للعمل . عينات من المجتمع جمعها الزلزال وفرقتها الأفكار . كانت ساعة مصارحة وصفاء فرضها قرب الموت بعد فقدان الأمل، لكن البصيص ظهر وأنقذوا جميعا إلا المجنون "سأبقى هنا ولكن ليس لأنكم تركتموني ولكن أنا من اخترت البقاء بدونكم". نص عميق، غاص في أعماق النفس. وأدى الأدوار كل من باديس مراد وتريعي عدلان وبردوك هشام وفقيرة بارودي وبوقرية صبرينة ولطرش لبنى وبراح نوارة . واجتهد رزيق بن نصيب في رسم معالم السينوغرافيا حتى تحاكي الزلزال الحقيقي ومخلفاته وفي نفس الوقت لتوظيفها حسب ما يحتاجه النص من حركات ومشاهد.كما فضل عبد العظيم خمري الاعتماد على الموسيقى البسيطة والهادئة لتهيئة النفوس على البوح بمكنوناتها التي فجرها فجأة اليأس في النجاة .