تستمر الأمطار الغزيرة الناجمة عن العاصفة الاستوائية هارفي في الهطول على جنوب شرق ولاية تكساس الأمريكية، ليصل منسوبها في بعض المناطق إلى أكثر من 60 سنتيمتراً، مسبباً سيولاً عارمة "تاريخية وغير مسبوقة" في عدد من مدن الولاية، أبرزها هيوستن، رابع أكبر مدينة أمريكية بالنسبة لعدد السكان. وتتوقع خدمات الأرصاد الوطنية ازدياد معدل هطول الأمطار في اليومين المقبلين، ليتراوح ارتفاعها بين 38 و63 سنتيمتراً، وقد تصل في بعض المناطق إلى 127 سنتيمتراً. وتسببت العاصفة التي ضربت ساحل تكساس، مساء الجمعة، كإعصار من الدرجة الرابعة، في حالتي وفاة مسجلتين حتى الآن. ويعني هذا أن منسوب مياه الأمطار قد يتجاوز 100 سنتيمتر في مدينتي هيوستن وغالفستون. وتعرضت المدينتان في الساعات الماضية لأمطار يزيد ارتفاعها عن 60 سنتيمتراً على الرغم من تراجع العاصفة الاستوائية نحو خليج المكسيك. وتصل سرعة الرياح المصاحبة حوالي 65 كيلومتراً شرق مدينة فيكتوريا، وتزداد حدتها لتصل إلى نحو 193 كيلومتراً جنوب غرب هيوستن. وأشارت تقديرات إلى تأثر ربع سكان تكساس بالعاصفة، أي ما يقرب من 6.8 ملايين شخص في 18 مقاطعة. ولعل هيوستن هي الأكثر تأثراً بالعاصفة كونها ذات كثافة سكانية كبيرة، إذ شلت العاصفة الحياة في المدينة تماماً، وأغرقت الأمطار كثيراً من ساحاتها وشوارعها وطرقها السريعة ومناطقها السكنية، لتحل الزوارق محل السيارات. وتسببت أيضاً بإغلاق المطار. وقالت إدارة الطوارئ في هيوستن، إن رقم هاتف الطوارئ تلقى 56 ألف اتصال من الساعة ال10، مساء السبت، وحتى الواحدة من ظهر الأحد. ويبلغ المعدل اليومي لاتصالات رقم الطوارئ في المدينة نحو ثمانية آلاف. وفعّلت الحكومة في تكساس 4000 من أفراد الحرس الوطني وحرس الولاية للمساعدة في جهود الإغاثة، وطلبت من السكان تقديم يد العون إن كانوا قادرين على ذلك، فيما أرسلت ولايات أخرى فرقاً للمساعدة. وتأثر قطاع البترول والغاز الطبيعي بالإعصار الذي انخفضت حدته إلى عاصفة، إذا توقفت بعض منشآت التكرير في الولاية عن العمل لتنخفض الطاقة التكريرية للولايات المتحدة بنسبة 11 في المائة، فيما انخفض الإنتاج البترولي من خليج المكسيك بحوالي الربع. وقد يعادل حجم الأضرار الناجمة عن الفيضانات المتسبب بها هارفي ما خلفه إعصار كاترينا في 2005، والذي يعد أكثر الكوارث الطبيعية تكلفة في تاريخ الولاياتالمتحدة، وفق تقرير ل"معهد معلومات التأمين". وأعلن البيت الأبيض، الأحد، أن الرئيس دونالد ترامب سيتوجه، الثلاثاء، إلى تكساس لمتابعة الوضع على الأرض. وضرب هارفي ساحل ولاية تكساس، ليل الجمعة، بسرعة رياح وصلت إلى 209 كيلومترات، متسبباً في سقوط أمطار غزيرة وانقطاع الكهرباء عن بعض المناطق. تغريدة تغريدة تغريدة