خابت آمال آلاف الطلبة الحائزين على بكالوريا 2017، للحصول على فرصة في التحويلات الجامعية الإلكترونية، التي أسدل ستارها أمس بعد فتح الموقع في 5 سبتمبر الجاري، لتضيع فرصة هؤلاء أمام شروط تعجيزية فرضتها الوزارة في ما أسمته بمرحلة "التغيير المسموح به". اصطدم الطلبة الراغبون في إيجاد فرصة أخيرة لتغيير التخصص أو الجامعة التي وجهوا إليها في مرحلة التوجيهات الأولية، بعدم وجود تحويلات أصلا، لأن الفرصة التي منحتها الوزارة على الموقع الالكتروني فتحت أرضيته للمعنيين في 5 سبتمبر وإلى غاية 6 سبتمبر، كانت مجرد إجراء شكلي فقط، لتمكينهم من المحاولة دون جدوى، حيث لم يجد الطلبة في الموقع سوى خيارات تتعلق بشعب عادية في الجامعات التي وجهوا إليها أو تخصصات لمعدلات دنيا، فتخصص الشعب الطبية على غرار الصيدلة وطب الأسنان والطب لا أثر لها في خيارات التحويل أو تغيير التوجيه المسموح به، وهو حال طالب جامعي نجح بمعدل 15.80 في البكالوريا وتم توجيهه لتخصص تربية النحل بقسنطينة، وعندما أراد التحويل لدراسة الصيدلة وقام بدخول موقع التحويلات تفاجأ بعدم تمكينه من التحويل للعلوم الطبية. واعتبر الأمين العام للاتحاد الطلابي الحر سمير عنصل في تصريح للشروق أمس أن هذه التحويلات مجرد إجراء شكلي، حيث سيستفيد منها 0.001 بالمائة من الطلبة في وقت لم يحصل 40 بالمائة منهم على رغباتهم، وهو ما سيحرم حسبه آلاف الطلبة من التحويل أو دراسة التخصص الذي يرغبون فيه، وهو ما سيساهم في احتقان الجامعة مع الدخول الجامعي الحالي، حيث سيلجأ الطلبة للتسجيل وحجز مقعد بيداغوجي مع إعادة البكالوريا والغش والرشوة للانتقال وإتمام السنة الجامعية. وذكر سمير عنصل بأن الإتحاد الطلابي الحر استقبل منذ أول يوم لفتح التحويلات عديد الشكاوى من الطلبة، خاصة الحاصلين على معدلات ما بين 14 و15 والذين تم توجيههم إلى تخصصات لا يرغبونها، ثم لم يجدوا أي تخصص متاح على موقع التحويلات، خاصة التخصصات الطبية والمدارس العليا، بالإضافة إلى الشروط التعجيزية لتمكين الطلبة من إعادة التوجيه، ومنها تقديم شهادة إقامة يكون صاحبها مسجلا في القائمة الانتخابية للاستفادة من رقم الداخلية، وهو الأمر المستحيل –حسبه- لأن الطلبة أغلبهم في سن صغيرة ولم يسجلوا بعد في القائمة الانتخابية، ومدة يومين لا تكفي لقيامهم بهذا الإجراء، ليضيف "بهذا الأسلوب وضعت الوزارة الطلبة أمام الأمر الواقع وحرمتهم من التحويلات". وتساءل ذات المتحدث كيف يمكن أن تضع الوزارة شرط الزواج للطالبة لتمكينها من تغيير المدينة الجامعية ليقول "هل كل الطالبات سيتزوجن في عمر 17 أو 18 سنة؟"، ونفس الشيء بالنسبة لشرط الانتساب للأسلاك الخاصة لتمكينهم من التحويل. وفي السياق، راسل مكتب الاتحاد الطلابي وزير التعليم العالي الطاهر حجار لمطالبته بتمديد آجال التحويلات الجامعية، خاصة أن الطلبة لم يتمكنوا من الولوج إلى الموقع بسبب الضغط الكبير عليه، ومنهم من لم يتمكن من تحضير كافة الأوراق الثبوتية الخاصة بالإقامة، وفي السياق أكد المكلف بالبيداغوجيا في الطلابي الحر عبد القادر حنيش، بأنه يستحيل أن تتم عملية التحويلات في فترة يومين، مشيرا إلى المشاكل التي اكتنفت العملية على غرار غلق باب التحويلات في أغلب الجامعات الكبرى على غرار جامعة الجزائر 3 و2 ومعهد التقنيات المتعددة بالحراش والمدارس العليا على اختلافها.