قال مسؤول حكومي سعودي، إن موجة الاعتقالات الأخيرة في السعودية تستهدف مواطنين يعملون وفق تعليمات قوى أجنبية من أجل تقويض النظام الملكي، كما نقل موقع "هاف بوست عربي" عن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، السبت. وكانت الصحيفة الأمريكية قد نشرت تقريراً قبل أيام عن الاعتقالات التي تمت في صفوف عدد من الدعاة والمفكرين السعوديين، قالت إن الحملة التي قامت بها الأجهزة الأمنية جاءت في إطار محاولة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، لإخماد أي صوت معارض له. وكانت السعودية قد اعتقلت على الأقل 16 شخصاً، وربما يزيد الرقم عن 30، في الأيام الأخيرة، وذلك في حملة قمع تستهدف أشخاصاً يُنظر إليهم باعتبارهم ناقدين لسياسات ولي العهد محمد بن سلمان. ويضم المعتقلون رجال دين بارزين، وصحفياً، وشاعراً، وسيدتين وأميراً على الأقل، وذلك وفقاً لأصدقاء هؤلاء المعتقلين وأقربائهم ومعارفهم. وتكهَّن المنتقدون لتلك الاعتقالات بأن الحكومة ترغب في إخماد الأصوات المعارضة للأزمة الخليجية داخل السعودية، أو أن العاهل السعودي، الملك سلمان، يستعد للتنازل عن العرش لنجله، ولي العهد محمد بن سلمان، حسب نيويورك تايمز. وقال المسؤول السعودي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المسألة، للصحيفة الأمريكية "إن الاعتقالات لا تهدف لترسيخ سلطة الأمير محمد بن سلمان كما يدعي المنتقدون، بل هي جزء من خطة أمنية لضمان استقرار المملكة". وأضاف أن أولئك المعتقلين قد حصلوا على دعم مالي من دولتين أجنبيتين مجهولتين، وكانوا يعملون مع جماعة الإخوان المسلمين وحركة الحوثيين، وهي الحركة المتمردة التي تقاتلها السعودية في اليمن المجاور، حسب الصحيفة الأمريكية. هذا وكانت السعودية قد صنفت كلا المجموعتين كتنظيمين إرهابيين. وأضاف المسؤول، أن المعتقلين تلقوا دعماً أجنبياً يهدف لزعزعة استقرار المملكة، كخطوة في طريق الإطاحة بالحكومة لمصلحة الإخوان المسلمين. ولم يفصح المسؤول عن أسماء أي من أولئك المعتقلين، قائلاً إن ذلك قد يؤثر على سير التحقيقات في أنشطتهم. كما لم يُفصح عن عددهم، حسب الصحفية الأمريكية. ونفى المسؤول أيضاً أن يكون الأمير عبد العزيز بن فهد، أحد أبناء الملك السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز ونجل شقيق الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز، خاضعاً للإقامة الجبرية كما أفاد أحد المقربين من العائلة المالكة وشخص آخر مطّلع على المسألة. وقال المسؤول، إن الأمير عبد العزيز موجود في السعودية، ويستقبل الزائرين، ويعيش بشكل طبيعي. وكان عدد من الحسابات التي دائماً ما تسرب أخباراً عن العائلة المالكة السعودية، زعمت أن الأمير عبد العزيز بن فهد يخضع للإقامة الجبرية.