كشف مسؤولون أميركيون وآخرون سعوديون مقربون من العائلة المالكة، أن ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، مُنع من السفر خارج السعودية، وهو تحت الإقامة الجبرية في قصره بمدينة جدة. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أمس الأربعاء عن مسؤولين حاليين وسابقين قولهم، أنه تم فرض هذه القيود الجديدة على الأمير محمد بن نايف، ومن غير الواضح كم ستطول مدتها.
وقال المسؤولون، الذين اشترطوا عدم الإفصاح عن هوياتهم لعدم تعريض علاقاتهم بالعائلة المالكة السعودية للخطر، إن القيود المفروضة على الأمير، الذي كان يدير وزارة الداخلية القوية في المملكة، تهدف إلى تقويض أي معارضةٍ مُحتَمَلةٍ ضد ولي العهد الجديد محمد بن سلمان، 31 عاماً.
وسارعت الرياض اليوم الخميس إلى نفي الأنباء التي نشرتها الصحيفة الأميركية، والتي تفيد بتحديد إقامة بن نايف في القصر ومنعه من السفر للخارج، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
الصحيفة الأميركية ذكرت أيضاً أن القيود فُرِضَت كذلك على بنات محمد بن نايف، وفقاً لمسؤول أميركي سابق على صلة بالعائلة الملكية السعودية.
وقال المسؤول إن السلطات أخبرت إحدى بنات محمد بن نايف بأن زوجها وطفلهما يمكنهما مغادرة المنزل في حين يتوجب عليها البقاء فيه.
وتابعت الصحيفة: “وقال سعودي مقرَّب من العائلة المالكة إن القيود الجديدة فُرِضَت مباشرةً بعد ترقية محمد بن سلمان. وعاد محمد بن نايف بعد التصريح إلى قصره في مدينة جدة، ليجد أن حراسه الموثوق بهم حل محلهم حراسٌ موالون لمحمد بن سلمان، وفقاً للمصدر السعودي والمسؤول الأميركي السابق.
ومنذ ذلك الحين منعته السلطات من مغادرة القصر. وأكد مسؤولٌ سابق آخر على صلةٍ وثيقةٍ بالعائلة المالكة أن محمد بن نايف ممنوعٌ من مغادرة المملكة، لكنه أضاف أنه لم يسمع بخبر إلزامه بالإقامة الجبرية في قصره.
وصدر في السعودية الأربعاء 21 جوان الماضي أمر ملكي قضى بإقصاء ولي العهد محمد بن نايف واستبداله بنجل الملك محمد بن سلمان.
وأشاد مؤيدو محمد بن سلمان بترقيته لولاية العهد، قائلين إن هذا يُعد تمكيناً لأميرٍ شابٍ طموح يطرح رؤيةً إيجابيةً لمستقبل المملكة.
لكن ووفقاً لنيويورك تايمز فإن هذه الترقية تحجب الآفاق السياسية التي كانت أمام الأمراء الكبار، الذين يعتبره بعضهم مُتهوِّراً، ونهِماً للسلطة، وغير مُحنَّك.
وبحسب ما ذكرت الصحيفة الأميركية، فإن هذه القيود على الأمير بن نايف، تعكس حالة الخوف التي انتابت أفراداً من العائلة المالكة من التغيير.
وترى الصحيفة الأميركية أن وسائل الإعلام السعودية سعت إلى تصوير انتقال ولاية العهد بأنه كان عبارة عن عملية سلسة، إذ أخذت مراراً وتكراراً تبث مقطع فيديو يُظهِر محمد بن سلمان يُقبِّل يد محمد بن نايف توقيراً له، ومحمد بن نايف يتمنى له التوفيق.
من جهته أخبر مسؤول سعودي رفيع المستوى شبكة CNN أن التقارير التي تزعم أن ولي العهد السعودي السابق، الأمير محمد بن نايف، وُضع تحت الإقامة الجبرية غير صحيحة ولا أساس لها من الصحة. وكان المسؤول يشير تحديداً إلى تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
وقال المسؤول إن الأمير محمد بن نايف يتمتع مع عائلته بحرية الحركة ويستضيف ضيوفه بدون قيود. ولم يطرأ أي تغيير على الأمير محمد، باستثناء التخلي عن منصبه الحكومي.
وأضاف أن الأمير يستقبل الضيوف ويغادر منزله على أساس يومي منذ أن تنحى. وعلاوة على ذلك، لا توجد قيود على حركته مهما كانت، سواءً داخل المملكة أو خارجها. وتابع المسؤول: “من الصادم أن صحيفة معروفة جداً ستنشر مثل هذه القصة الملفقة.
وإذا اتبع مراسلوها أدنى مستوى من الكفاءة المهنية، كان من السهل عليهم أن يدركوا أن هذه شائعات لا أساس لها من الصحة، نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية وحزب الله.”
واستطرد المسؤول السعودي: “نؤكد أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف له الحق الكامل في رفع دعوى قضائية ضد الصحيفة وأي شخص يشوه سمعته بنشر أخبار كاذبة عنه”.