اختلفت آراء الجزائريين بشأن قرار وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، تنظيم الأذان، بهدف توحيده على مستوى مساجد الجمهورية، والعودة به إلى المرجعية الدينية الوطنية، في وقت رأى الشركاء الاجتماعيون في القطاع، أن كيفية تأدية الأذان لا تثير جدلا في المساجد، بقدر ما تثيره المشاكل التي يتخبط فيها المؤذنون، وغالبيتهم متطوعون. رحّب كثير من الجزائريين بقرار وزارة الشؤون الدينية توحيد صيغة الأذان عبر مساجد الجمهورية، معتبرين أن القرار سيخمد فتنا لطالما عرفها كثير من المساجد مؤخرا، في ظل تنامي هيمنة بعض الطوائف على مساجد معينة خاصة السلفيين، واختلافهم في طريقة رفع الأذان. ويهدف القرار إلى توحيد صيغة الأذان وفق المذهب المالكي المعتمد في الجزائر، مع ضرورة تحسين الصّوت وضبط المكبرات في المسجد بشكل يحصل به السماع من دون إفراط، مع إلزاميّة التقيد بالرزنامة الرسمية للمواقيت الشرعية، المعدة من طرف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، فيما يُرفع الأذان الأول لصلاة الفجر نصف ساعة قبل رفع الأذان الثاني. "الشروق"، استطلعت آراء بعض المواطنين حول القرار، ومنهم الشيخ عبد الكريم من حسين داي، الذي لم يلحظ وجود اختلاف في كيفية تأدية الأذان عبر المساجد التي دخلها طيلة حياته، ولكن الإشكال حسبه هو في ضرورة تحسين صوت بعض المؤذنين، وحسب قوله "منهم من له صوت خشن جدا قد ينفر المستمعين، وآخر لا ينطق مخارج الحروف جيدا، وهؤلاء ينبغي عدم اختيارهم في هذا المنصب"، أما جميلة من القبة والدة لثلاثة أطفال منهم طفل رضيع، ولأن مسكنها يبعد قرابة 100 متر فقط عن المسجد، فقد رحبت بقرار ضبط مكبرات الصوت، قائلة: "ابني يستيقظ يوميا باكيا عند أذان صلاة الفجر، خاصة أن المؤذن قبل رفعه الأذان يقوم بتحريك المكبر، ما يتسبب في صدور أصوات مزعجة". أما لرجام فؤاد، مهندس صوت من المدنية، فدعا إلى الانتباه إلى ضبط مضخِّمات الصوت في المكبرات إلى مستوى طبيعي ومقبول للأذن، وحسب قوله: "المٌكبّر ينبغي ألاّ يتجاوز 60 ديسيبل إلى أذن أقرب ساكن أو موجود بجوار المسجد، خاصة أن الزيادة أكثر من هذا الرقم قد تسبِّب ضعفا للسّمع". ومن جهة أخرى، وبينما رحّبت التنسيقية الوطنية لنقابة الأئمة وموظفي الشؤون الدينية، بقرار تنظيم الأذان، حيث ثمن جلول حجيمي حسب قوله "بكل مجهود يؤطر الشعائر الدينية، ويدفع خطوة إلى الأمام لإصلاح أمور المجتمع". والاختلاف في كيفية الأذان يظهر بالخصوص في توقيت رفعه عند بعض الطوائف، وأيضا في "التثنية والتربيع" رغم أن كلاهما ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومع ذلك تؤكد التنسيقية على وجود إشكالات أكثر أهمية، وعلى الوزارة الالتفات إليها. فزيادة على ضرورة تحسين الجانب المهني والاجتماعي للمؤذنين، يتساءل حجيمي عبر "الشروق" "على من سنطبق قرار تنظيم الأذان؟ فأكثر من 80 بالمائة من المؤذنين عبر الوطن متطوعون، في وقت تضم الجزائر 26 ألف مسجد، من غير الزوايا والمدارس القرآنية التي يرفع فيها الأذان". وأكد المتحدث عدم وجود معاهد لتخريج المؤذنين وتأطيرهم، معاودا الحديث عن ظاهرة الاعتداء على الأئمة، "وهي الظاهرة الأكثر أهمية وتأثيرا على المجتمع"، حسب تعبيره.