أزاحت الأغاني التشجيعية للفريق الوطني من أمامها أغاني الأفراح من قاعات الحفلات ومواكب الأعراس في الجزائر، حيث صارت العائلات تحتفل بزفاف أبنائها وتحيي حفلاتها على وقع أهازيج الأغاني التشجيعية للفريق الوطني، الذي ينتظر منه الشعب الجزائري فرحة أكبر من فرحات الأعراس التي استشرت بين عناصره. انطلق موسم الأعراس بوتيرة متسارعة مطلع هذا الصيف، نظرا للموعدين الهامين اللذين سينقصان من طوله، وهما كأس العالم، وشهر رمضان المعظّم، ومع هذا التسارع حافظ الجزائريون على نشوة الفرح التي انتابتهم منذ تصفيات كأس العالم مع الفريق الوطني، إذ فضّلوا أن ترافقهم الأغاني التشجيعية حتى في زيجاتهم، سواء كانوا رجالا أم نساء. وقد اضطر هذا المطلب أغلب أصحاب »الديسك جوكي« أن يكيفوا أقراصهم للحفلات مع هذه الطبوع، حيث انحسرت مساحات الغناء لأبطال الحوزي من أمثال نعيمة، راضية عدّة، راضية منال وأمينة زهير، ليفسح المجال أمام المتغنين بأبطال الفريق الوطني من فرق جديدة ومجموعات الشباب، التي تمكّنت في زمن قياسي من إزاحة أعرق فن في قاعات الحفلات العاصمية في ظرف أشهر. فيكفي أن تتجول بشوارع العاصمة حتى تمر بك مواكب، تحسبها للوهلة الأولى أنها تحضر لنزول محاربي الصحراء، وما هي إلا مواكب أعراس تزف فيه فرحة الأزواج على متن الفرحة المتبقية من انتصارات الخضر على نظرائهم في تصفيات المونديال وكأس إفريقيا للأمم. ولم تكتف هذه العائلات بإقصاء نجوم الاعراس من صوتيات القاعات، بل إنهم صاروا يزينّون القاعات بالرايات الوطنية من أعلام كبيرة وصغيرة، حتى يخيّل للجالس بالقاعة أنه حضر تجمعا وطنيا لأحد الأحزاب السياسية، بعد أن كانت القاعات تزين بمختلف الوردود والسجادات الرفيعة الصنع. واقتحمت الألوان الوطنية هذه الأفراح حتى في ألبسة بعض المراهقات المعزومات بالحفل، حيث لا يتخيّلن أنفسهن يرقصن على أغنية "وان تو ثري فيفا لالجيري" مثلا، دون أن تنعكس عليهن في الألبسة والفرحة المفعمة بالروح الوطنية. هذا حال الأعراس الجزائرية قبل انطلاق المونديال، ترى كيف ستكون من بعده، خاصة وأن الكثير من العجائز تخشى أن تخصص العرائس لباسا وطنيا يتمشى مع هذه الموسيقى التشجيعية في جهازهن.