حرصت بعض العائلات الجزائرية على إضفاء لمسة إسلامية على الأعراس باستعمال ''ديسك جوكي'' إسلامي أعطى نكهة مميزة للأعراس بأناشيد محتشمة جمعت مختلف الطبوع الجزائرية دون استثناء، واستطاع أن يحقق التميز بكل جدارة وأن يمزج الفرح بالالتزام. تمتاز الأعراس الجزائرية بإظهار بالغ لمظاهر الفرح سواء عن طريق المواكب أو باستعمال الموسيقى العالية، وما ميز هذه الأخيرة حاليا هو التوجه نحو الالتزام وإصرار الكثير من العائلات على الاستعانة بالفرق الإسلامية التي تحيي الأعراس بالدف أو استعمال ما أصبح رائجا حاليا وهو ''الدي جي الإسلامي''، حيث لا يمضي موسم أعراس إلا ونشهد تزايدا في استعمال هذا النوع من الغناء الذي لم يعد مقتصرا على الملتزمين فقط، بل تجاوز استعماله إلى مختلف شرائح المجتمع إلى العائلات التي تحرص على احترام مدعوويها وجيرانها على حد سواء. يقول السيد عبد الله ''ما أصبحنا نشاهده ونسمعه من أناشيد دينية في الأعراس شيء مفرح ومبشر في نفس الوقت، لأن الناس بدأوا يدركون أن الفرح نعمة من عند الله ولا يجب أن نقيمه بطقوس لا ترضيه سبحانه وتعالى''. وقد عرفت هذه الظاهرة انتشارا منذ نهاية التسعينات، حيث أصبحت الأناشيد بديلا ناجحا عن الموسيقى العادية، في البداية كانت الأفراح تقام نادرا بالأناشيد الدينية ولم يكن الناس متعودين على هذه الفكرة، وكان استعمال الأناشيد مقتصرا على ما يتم استيراده من دول المشرق لمشندين مشارقة، لكن مع كثرة الإقبال وتزايد رغبة الناس في استعمال ''الدي جي الإسلامي'' تم تسجيل أشرطة انشادية بطبوع جزائرية مختلفة، سطايفية، عاصمية وقبائلية وغيرها وتقوم الفتيات بتشغيله داخل قاعات الأفراح المخصصة للنساء بأسعار تتراوح بين 10 آلاف دينار و15 ألف دينار والملاحظ أن كل الأناشيد يقابلها الدف فقط دون الآلات الموسيقية الأخرى. ''دي جي'' إسلامي يمزج الفرح بالالتزام بدأ استعمال ''الدي جي الإسلامي'' يشهد تصاعدا ملفتا واقتحم فعلا أجواء الأعراس الجزائرية بدون سابق إنذار وأصبحت موسيقى الأعراس تشهد تحولا تدريجيا نحو استعمال الأناشيد الدينية التي برع مصمموها في توظيف طبوع جزائرية مختلفة كالعاصمي والسطايفي والقبائلي وغيرها، تقول لطيفة ''أصبحت الأعراس في الجزائر تقام على نغمات الأناشيد الدينية مع أن الفكرة لم تدخل بعد عقول الجزائريين خاصة الفتيات اللاتي لم يتعودن بعد على الرقص على أنغام الأناشيد إلا أني أعتقد أن الفكرة جيدة وهي أحسن من أن يقام العرس كله بدون موسيقى وما لاحظته عند حضوري لمثل هذه الأعراس هو جمال الأناشيد خاصة ما تشهده من طبوع عاصمية وسطايفية وغيرها''. أصبح التوجه نحو إقامة الأفراح الملتزمة أمرا يسعى إليه الكثير من الناس بعد رواج هذه الفكرة، خاصة مع ظهور الفرق الإنشادية المخصصة للنساء التي تقوم بالإنشاد على وقع الدف، ثم تحول الأمر إلى استعمال أشرطة الأناشيد مع آلة ''الدي جي'' وهي فكرة نجحت إلى حد كبير، ووافقت طبيعة الجزائري الذي يركز على مظاهر إبراز الفرح، تقول ''لمياء'' إن شقيقها رفض فكرة أن يقام عرسه بالموسيقى واقترح عليهم الاستعانة بفرقة إنشادية، وأمام الإقبال الشديد عليها لم يستطع أن يحجز واحدة منها إلا أنه اهتدى إلى فكرة إحضار ''الدي جي الإسلامي'' الذي لم نكن نتوقع نجاحه إلى هذا الحد، حيث حول السكون الذي كان يخيم على العرس إلى بهجة عالية ورقص على أناشيده الكبار والصغار وإلى ساعة متأخرة. فرق إسلامية على وقع أنغام محلية أمام الإقبال الكبير على الأشرطة الإنشادية اهتدى الكثير من المنشدين إلى استعمال الطبوع الجزائرية، لإضفاء لمسة خاصة وأصيلة ترضى جميع الأذواق وتمنح الفرصة للمدعويين للتمتع بأجواء العرس في أجواء لا تخرج عن الدين، وتساعد في تحسين الذوق العام، ومن بين الفرق الجزائرية التي ظهرت لتحيي أعراس الجزائر فرقة الخنساء وفرقة الريحان والكوثر، وغيرها من الفرق، التي تضم فرقا إنشادية وآلات ''الدي جي''. وقد عرف اللجوء إليها تزايدا معتبرا كما تم افتتاح قاعات حفلات تقدم الأغاني الملتزمة كقاعة حفلات ''الزهور'' التي فرضت نفسها واستطاعت كسب ثقة الكثير من المواطنين. وما لاحظناه هو توجه فئة كبيرة من الناس إلى استعمال ''الدي جي الإسلامي'' كحل يجمع كل المدعويين ولا يفرقهم بعد أن أصبح الكثير منهم يقاطعون الأعراس التي تقام بالموسيقى، حتى ولو كانت لأقرب المقربين لهم، ويكتفون بالحضور بعد إتمام مراسم العرس للتهنئة، وفعلا فقد أراح ''الدي جي'' الكثير من العائلات، فمع المنافسة الشرسة التي يتعرض لها من قبل الديسك جوكي العادي، إلا أنه استطاع فرض نفسه وتم اتخاذه كحل وسط، فإقامة العرس بأناشيد إسلامية خير من أن يمر صامتا دون أن يفرق الناس بن نوع الوليمة التي تقام، وعن خطوة يجب أن تشجع في ظل الغناء الماجن الذي أصبح يصم الآذان.