اتفق وزراء خارجية دول جوار ليبيا (الجزائر وتونس ومصر)، على برمجة اجتماع بالعاصمة المصرية، القاهرة "قريبا"، يخصص لبحث تطورات الأزمة الليبية، بهدف دعم سبل الحل السياسي في إطار آلية التنسيق الثلاثي بين دول الجوار الثلاث. وحضر الاجتماع التشاوري، الذي انعقد الخميس، على هامش مشاركتهم في الدورة ال 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، كل من وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، ونظيره التونسي، خميس الجهيناوي، والمصري سامح شكري. وشكل هذا اللقاء فرصة للوزراء الثلاثة لبحث مستجدات الأزمة الليبية، والمبادرات التي تطلق من حين إلى آخر بهذا الخصوص، والتي من بينها الاجتماع رفيع المستوى حول ليبيا، الذي انعقد الأربعاء المنصرم برعاية الأممالمتحدة، والذي شارك فيه الوزراء الثلاثة. واتفق وزراء "آلية التنسيق الثلاثي" على مواصلة التشاور والتنسيق من أجل مرافقة الليبيين في مسعاهم الرامي إلى التوصل إلى حل نهائي يحفظ سيادة هذا البلد الذي يعيش على وقع قلاقل أمنية وسياسية باتت تهدد وحدته الترابية. وقالت الخارجية المصرية في بيان لها إن مساهل والجهيناوي وشكري اتفقوا على "عقد اجتماع في القاهرة قريبا (لم يحدد موعده) لتبادل وجهات النظر والرؤى بشأن جهود دعم التوافق الوطني الليبي"، وأكدت أن الوزراء الثلاثة استعرضوا الجهود التي تقوم بها كل دولة من أجل بناء التوافق الوطني الليبي، ودعم الحل السياسي الشامل في ليبيا بعيدا عن أي إملاءات خارجية. وخلص الاجتماع إلى "رفض تعدد المبادرات حول ليبيا"، وأكدوا بالمقابل دعمهم لجهود الأممالمتحدة ومبعوثها الخاص غسان سلامة، الذي تباحث بدوره مع عبد القادر مساهل بنيويورك نهاية الأسبوع وكان الموضوع هو الأزمة الليبية، وهي رسالة من الدول الثلاث تخفي عدم استعدادها للانخراط في أي مبادرة لا تنطلق من الجهود التي بذلتها الجزائر وتونس والقاهرة، على طريق حل أزمة ليبيا. وجاء اجتماع مساهل ونظيريه التونسي والمصري، بعدد سلسلة من المبادرات، كانت أبرزها اجتماع باريس الذي ضم قطبي الأزمة الليبية، وهما رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج المعترف به دوليا، وقائد الجيش الليبي العميد المتقاعد، خليفة حفتر، الذي يتخذ من بنغازي مقرا لنشاطه، وهو ما خلف استهجانا لدى بعض الدول المعنية بالأزمة الليبية، مثل الجزائر وتونس، وإيطاليا من دول الضفة الشمالية للبحر المتوسط، هذه الأخيرة كانت قد ردت على اجتماع باريس بإبرام اتفاق عسكري مع حكومة طرابلس، أزعج كثيرا خليفة حفتر والدول الداعمة له. وقبل ذلك، عقد اجتماع وزاري سداسي في ال 14 من الشهر الجاري، حضرته الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، والإمارات، ومصر، في العاصمة البريطانية، لندن، وخصص أيضا لبحث آخر مستجدات الوضع في ليبيا.