عاشت متوسطة حي المجاهدين في بريكة بولاية باتنة، الإثنين، على وقع الفوضى والاحتجاجات، حيث منع الأولياء أبناءهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة، وأغلقوا أبواب المتوسطة للمطالبة برحيل المديرة، التي قالوا إنها مدخنة، وتحمل وشما. وحسب من التقيناهم عند مدخل المؤسسة من الأولياء الذين كانوا في حالة غضب شديد، فإنهم لم يعودوا يطيقون تحمل الوضع السائد في المتوسطة، من حيث انعدام مستشار تربوي، ونقص في الأساتذة، فضلا عن نقص المساعدين التربويين، ناهيك عن غياب الأمن داخل وخارج المؤسسة، ما تسبب في كثرة الاعتداءات، مثلما حدث لأحد التلاميذ عندما تلقى طعنة بواسطة خنجر قبل يومين على يد تلميذ آخر، واعتداء على إحدى الأستاذات، حيث لم تجد سبيلا غير غلق باب القسم على نفسها وانهمكت في البكاء، ومما زاد الوضع تعقيدا عندما بلغت مسامعهم معلومات تقول بأن المديرة مدمنة على التدخين، وأنها تضع وشما على عضدها، ولا تأتي إلا متأخرة، لكونها تقطن خارج منطقة بريكة، وهو ما جعلهم يرفضون أنثى لكي تكون على رأس المتوسطة، مع الإشادة بدور المدير السابق وأصروا على ان يكون المدير ذكرا وليس أنثى؟ ولم نبرح المتوسطة إلا بعد الاتصال بالسيدة المديرة، حيث استغربت اتهامات الأولياء، واعتبرتها محاولة لتشويه سمعتها، موضحة بأنها أم لعدة أبناء، ومرضعة، ولها زوج يرافقها دوما، وتحدّت أن يكون تلميذ واحد ضبط بحوزتها سيجارة، أو شاهدها وهي تدخن، فهي لم تنتقل إلى الأقسام منذ مجيئها قبل أسبوع، وقالت بأنها مصدومة من تصريحاتهم، ومن اعتقد بأنها تدخن، سوى لأنه شم رائحة الدخان في مكتبها، فهو صادر عن المدير السابق، ومفتش الإدارة اللذين كانا معها، وكلاهما يدخن. ولم تنتظر سؤالنا عن الوشم، حتى أردفت وحدها قائلة: وماذا أيضا؟ الوشم؟ ورفعت كميها، وهي تردد: هذا كلام يخدش سمعتي، أرني أين هو الوشم؟ كما أوضحت بأنها لا زالت متربصة، وهي مديرة بالتكليف فقط، وكانت تشغل منصب أستاذة مادة الفرنسية، وأنها تعرضت لحادث سير فأصيبت بجروح على مستوى رأسها. كما أن غياب الأساتذة ونقص التأطير أثرا سلبا على التسيير، حيث تشتغل مع مستشار تربوي فقط، وحارسة عند مدخل المتوسطة. من جهته، قال زوج المديرة الذي يتولى نقلها إلى المتوسطة، يوميا، إنها سيدة محترمة وحريصة على آداء واجبها، وتربية أبنائها.