كشفت دراسة حديثة أعدتها الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث "فورام" في العديد من الثانويات والمتوسطات على مستوى العاصمة أن ثلث المتمدرسين في الجزائر من الجنسين، بمعدل مليوني تلميذ، يتعاطون التدخين داخل المؤسسات التربوية، أغلبهم يستهلكون علبة سجائر يوميا على الأقل، وهو الواقع الذي أثار مخاوف الأطباء والأساتذة الذين طالبوا باستحداث استراتيجية وطنية لوقف زحف التبغ على المدارس، ما يشكل حسبهم خطرا على الصحة العمومية. وأعدت الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث "فورام" أول دراسة ميدانية حول واقع التدخين في المؤسسات التربوية، كشفت عنها أمس بمناسبة اليوم العالمي للتدخين، وشملت الدراسة قرابة 10 آلاف تلميذ يدرسون في متوسطات وثانويات 12 بلدية بالعاصمة وهي كالتالي: الحراش، براقي، باش جراح، برج الكيفان، سيدي موسى، الدار البيضاء، رويبة، درقانة، عين الطاية، باب الزوار.. وركزت الدراسة على تلاميذ المتوسطات والثانويات الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و22 سنة، وتمثلت في أسئلة وجهت إلى التلاميذ من الجنسين تتمحور حول ظروفهم المعيشية وعلاقتهم مع الأولياء والأساتذة وقصتهم مع التدخين. وكان أول سؤال وجه إلى التلاميذ: "هل تعيش مع والديك؟" حيث كانت الإجابة صادمة ل 15 بالمائة من المستجوبين الذين أكدوا أنهم لا يعيشون مع أوليائهم، وكان السؤال الثاني: "ما هو مصدر مصروفك اليومي؟" حيث أكدت 10 بالمائة من عينة البحث أنهم يجنون مصروفهم اليومي من العمل. في حين كشف 20 بالمائة من التلاميذ أن مصدر "مصروفهم" هم الأقارب والجيران والأصدقاء. وكان أهم سؤال وجه إلى عينة البحث هو: "هل تدخن؟" حيث كانت الإجابة صادمة لتلاميذ الثانويات الذين أكد 34 بالمائة منهم "ذكور" أنهم مدمنون على التدخين، في حين أكدت 6،3 من التلميذات أنهن يدخن، ما يعني أن التدخين منتشر في الثانويات بين الذكور والإناث على حد سواء. وبالنسبة إلى تلاميذ المتوسطات أكد 18 بالمائة من المتمدرسين من الإناث والذكور أنهم يدخنون، والغريب في الأمر أن 30 بالمائة من المدخنين في المؤسسات التربوية يستهلكون علبة سجائر يوميا بالرغم من علم جميع التلاميذ بالأضرار الصحية للتدخين. وفي سؤال عن المكان المفضل للتدخين، أكد أغلب المستجوبين أنهم يدخنون في المراحيض والأقسام. وأكد 33 بالمائة من التلاميذ عموما أن أولياءهم يدخنون ما شكل لهم حافزا في تجربة التدخين وبعد ذلك الوقوع في فخ الإدمان على السجائر. وخلصت الدراسة إلى العديد من النتائج حول أسباب انتشار التدخين في الوسط المدرسي أهمها أن 10 بالمائة من التلاميذ يعيشون بعيدا عن أوليائهم، بالإضافة إلى أن 11 بالمائة منهم يتميزون بالاستقلالية المالية حيث يمارسون العمل في أوقات الفراغ.