تعيش المملكة العربية السعودية جدلا دينيا واجتماعيا وحتى سياسيا، على خلفية السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، حيث خاض في الموضوع الكثير من العلماء، من مختلف التيارات خاصة من السلفيين الذين تمسكوا بمنع المرأة من السياقة ومنهم الشيخ صالح الفوزان، لكن كل المؤشرات تؤكد أن المملكة العربية السعودية ستمنح أول جواز سياقة في تاريخ المملكة، للمرأة في خريف 2017. كانت مختلف دول الخليج العربي باستثناء الكويت قد تأخرت في السماح للنساء بالقيادة، ومنها على وجه الخصوص قطر وسلطنة عمان، في الوقت الذي كانت فيه مصر السباقة في منح رخص السياقة للنساء إذ حصلت سيدة صعيدية تدعى عباسية أحمد فرغلي على جواز السياقة في سنة 1920، وتبعتها لبنان إذ توفيت الفنانة إسمهان شقيقة فريد الأطرش، في حادث سير وهي تسوق سيارتها في سنة 1944. وفي تونس كانت الفنانة حبيبة مسيكة (1903 - 1930) أول امرأة تقود سيارة في هذا البلد المغاربي. أما في الجزائر، فقد سألنا السيد زين الدين أحمد أودية رئيس الاتحادية الوطنية لمدارس تعليم السياقة عن عدد المدارس التي تديرها نساء، فأحصى خمسين فقط على المستوى الوطني، من بين أكثر من سبعة آلاف مدرسة سياقة، كما أحصى عشر نساء معلمات ممتحِنات من بين 379 معلم ممتحن في الجزائر، وتم فتح أول مدرسة سياقة تديرها امرأة في سنة 2001 في الجزائر العاصمة، لتلتحق بها الكثير من الولايات مثل بومرداس وقسنطينة وعنابة ووهران. وقال السيد زين الدين أحمد أودية ل"الشروق اليومي" إنه متيقن من أنه قبل الاستقلال لم يسبق للفرنسيين أن منحوا جواز سياقة لجزائرية، إلى أن تحصلت الجزائر على استقلالها، وعلمنا من أرشيف ولاية العاصمة بأن أول سيدة تحصلت على رخصة سياقة بالجزائر العاصمة تدعى رحيمة قادري، في شهر فيفري، من سنة 1963، وكانت أول امرأة قادت السيارة في شوارع الجزائر العاصمة. السيد أودية أكد أنه من ضمن الممتحِنين حاليا في نحو سبعة آلاف مدرسة، ستون بالمائة منهم من الإناث اللائي تفوقن على الرجال في عدد طالبي رخصة السياقة.