كشفت استخبارات غربية وإفريقية عن وجود اتصالات بين "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، ومتشددين في نيجيريا، من أجل توسيع نشاط الجماعة الإرهابية، باتجاه منطقة جنوب الصحراء، التي تضم واحدة من أكبر الدول اكتظاظا بالسكان في القارة السمراء. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول موريتاني مكلف بمحاربة الإرهاب، قوله إن "قرار الاتصال بمتشددين مسلمين في نيجيريا اتخذ، وبالنسبة لفرع الجماعة السلفية للدعوة والقتال في منطقة الساحل الذين يتنقلون في المنطقة بسهولة، لا سيما في النيجر المتاخمة لشمال نيجيريا، فالأمر ليس صعبا". وقال دبلوماسي غربي في العاصمة الموريتانية نواكشوط "جرت محاولات اتصال بين الجماعة السلفية ومتشددين من نيجيريا. التقى بعض الأشخاص وتحدثوا"، غير أنه لم يشر إلى طبيعة مسؤوليات هؤلاء الأشخاص في التنظيم الإرهابي، مشيرا إلى أن السمعة الدولية التي يتمتع بها تنظيم "القاعدة" وضرباته الاستعراضية في مختلف بقاع العالم، أصبحت تجلب المزيد من الأتباع لهذا التنظيم الارهابي. وتعيش نيجيريا على وقع اضطرابات عرقية ودينية في السنوات الأخيرة، تسببت في سقوط الآلاف من الضحايا في شبه حروب وقعت بين مسلمين ومسيحيين، وهو الوضع الذي حاول استغلاله قائد "الجماعة السلفية"، المدعو عبد المالك درودكال، من خلال اتصاله بجماعة "بوكو حرام" النيجيرية، على حد ما أوردته الاستخبارات الغربية. وتستند هذه المصادر في ترويجها لمشروع تمدد جماعة درودكال الإرهابية نحو بلدان جنوب الصحراء، بعد توطين نفوذها في منطقة الساحل، على النداء الذي وجهه زعيم "الجماعة السلفية"، مطلع فيفري المنصرم على الانترنت إلى المتشددين في نيجيريا قال فيه "إننا مستعدون لتدريب أبنائكم على التعامل مع الأسلحة ومساعدتهم كيفما أمكننا، سواء بالرجال أو الأسلحة أو الذخائر أو المعدات، لتمكينهم من الدفاع عن شعبنا في نيجيريا". وذكر الباحث الفرنسي جان بيار فيليو واضع تقرير لصالح مركز كارنيغي الأمريكي للأبحاث بعنوان "هل يمكن أن تصبح القاعدة افريقية في الساحل؟" إنه "بالرغم من أن أسباب العنف في نيجيريا محلية وغير مستوردة، فإن عرض دروكدال خدماته أوحى بأن نيجيريا باتت الشاغل الأساسي للجماعة السلفية". وأضاف "في الوقت الراهن، يقتصر الأمر على عدد من الأفراد هم عناصر على الأرض، ممن انضموا إلى الجماعة السلفية من نيجيريا (...) وتم ذاك الانضمام على أساس إجرامي ومن خلال شبكات العصابات أكثر مما هو توافق عقائدي". ويأتي التخوّف من تمدد نشاط "الجماعة السلفية" من منطقة الساحل جنوبا باتجاه نيجيريا، في وقت تعيش فيه دول الساحل والصحراء على وقع أطماع غربية، تسعى للتدخل في المنطقة، بداعي محاربة الإرهاب، غير أن هذه المخاوف تبدو واهية في نظر الكثير من المتتبعين المحايدين، الذين ينظرون إلى هذه القضية من وجهة نظر استراتيجية، تتمحور حول سعي القوى العظمى، ممثلة في الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا، على وجه التحديد، إلى السيطرة على ثروات المنطقة، مثل اليورانيوم والذهب، سيما في كل من مالي والنيجر، والنفط والغاز في نيجيريا، التي تعتبر واحدة من أكثر الدول المنتجة لهذا النوع من الطاقة في العالم.