قبل خمس سنوات من تفجيرات 11سبتمر2001، التي خطط لها بنيويرك، اهتزت" أوكلاهوما سيتي "على وقع انفجار راح ضحيته 168 شخص ، منهم 19 طفلا وأصيب 500 آخرون، كالعادة اتجهت أصابع الاتهام في البداية نحو دول الشرق الأوسط، ليكتشف الشعب الأمريكي بعد أسابيع أن سبب هذه المأساة التي أصابته يوم التاسع عشر من إفريل 1996، هو مواطن أمريكي يدعى " تيموثي ماكفاي " ، هذا الأخير كان قد تلقى أعلى تدريب عسكري على يد جماعات إرهابية أمريكية، تمارس أنشطتها داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية ذاتها، ولد "ماكفاي" عام 1968 في بلدة "بيندلتون "بالقرب من مدينة "بافالو" بنيويورك ، حيث تربى في كنف أسرة كاثوليكية تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، عرف عنه حبه الشديد لاستخدام الأسلحة، مما دفعه إلى الالتحاق بقوات المشاة البحرية الامريكية،حيث شارك في حرب الخليج الأولى ، مع مرور الوقت عبر عن استيائه الشديد من الطريقة الوحشية التي عاملت بها الولاياتالمتحدة الشعب العراقي، ليصبح بذلك يحمل كراهية عنيفة ومدمرة للحكومة الفيدرالية الأمريكية، قبل إعدامه في جويلية من عام 2001 وصف "ماكفاي" تفجير مبنى "أوكلاهوما سيتي "بقوله..".إنه عمل عظيم ضد حكومة تنتهك حقوق مواطنيها " . في السياق ذاته كشفت التحقيقات الأمنية أن المجتمع الأمريكي ينام على أفكار إرهابية مناهضة للحكومة الفيدرالية، فالمتهم "ماكفاي" حسب نتائج التحريات التي تخاف أمريكا الإعلان عنها، ما هو إلا واحد من ضمن 5 ملايين أمريكي ينتمون إلى جماعات متطرفة كجماعة " الوطن الآري "، و "مالكو السلام في أمريكا "، و "الجيش الشعبي " و " كوكلوس كلان " و "الفهود السود" و "الوطنيون المسيحيون" ، جماعات إرهابية متطرفة عقدت اجتماعا عام 1992 ، بولاية" كولورادو "لوضع استراتيجية تهدف إلى محاربة ما يسمى النظام العالمي الجديد، وتكوين جمهورية مسيحية أصولية بيضاء في الولايات المتحد ة، ومن أجل بلوغ أهدافها قررت هذه الجماعات تشكيل ميليشيات وطنية مسلحة، تحمل إسم "الميليشيات الحرة "، وصل عدد أعضائها إلى 12 ألف مسلح منتشرون في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة. في عام 1994 أصدرت الجماعات الإرهابية الأمريكية بيانا باسم " المبادئ التي تبرر تسليح الميليشيا "، حددت فيها أسس التنظيم الداخلي. دستور الميليشيات الوطنية نص على عدم تجاوز الفرد لدوره في الجماعة، وعليه ألا يتعرف على القائد الأعلى، كما يدين الأعضاء بالولاء الكامل للقيادات، التي لا يقابلونها ولا يعلمون عنها أي شيئ، ولاعن طبيعة مناصبهم فحسب ما جاء في بنود هذا الدستور "إذا وقع عنصر في قبضة السلطات الأمنية لا يؤدي هذا إلى سقوط العناصر الأخرى"، وفي السياق ذاته أقرت الاتفاقية على ترك التدريب والعمليات العسكرية، إلى عناصر صغيرة يتم تقسيم كل عناصرها داخل" الميليشيا الحرة"، إلى خلايا يمكن تكاثرها إلى خلايا أخرى منفصلة، ولا يجوز معرفة أو نشر أسماء أعضاء كل خلية لأن الأمر مقتصر فقط على أعضاء الخلية وزعيمها . خلال سنوات الثمانينيات عادت الحركات الإرهابية، إلى نشاطها السابق بالولاياتالمتحدة، عبر عملية سطو دموية حدثت بحي" نانويت النيويوركي" ذهب ضحيتها ثلاثة من رجال الشرطة . حادثة صغيرة أثارت اهتمام الإدارة الأمريكية، على مستويات مختلفة فالحادثة بحد ذاتها تبدو بسيطة، لكنه أثار ت اهتمام إدارة الرئيس "رونالد ريغان " وعادت به إلى عشر سنوات، لأن الرعب الجديد سببه، الجماعات الإرهابية التي انصرفت إلى السرية في بداية السبعينيات والتي توحدت بصيغة اتحاد فيدرالي .. التنظيم الجديد ضم للمرة الأولى في تاريخ الولاياتالمتحدة، بيضا وزنوجا يجمعهم هدف واحد وهو محاربة السلطة بالعنف. التنظيم الجديد له خلايا موزعة عبر كل ولاية، بعضها معتدل، والبعض الآخر متطرف يميل إلى ممارسة العنف، الحركة الإرهابية الجديدة نظمت عمليات سطو دموية خلال الأشهر الأخيرة في نيويورك ، بالذات حيث يقع مقر قيادتها المركزية، من أجل تمويل عملياتها الإرهابية المستقبلية . وقد تمكنت الحركة في عملية حي "نانويت النيويوركي" من الاستيلاء على أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون من الدولارات، بعد أن اغتالت رجال شرطة والملحقين بأمن المصارف. في بادئ الأمر سارت تحقيقات الشرطة الاتحادية "اف. بي .اي". والاستخبارات "سي .اي . أي"، على خطين، خط داخلي وآخر خارجي لاستطلاع ما إذا كانت هذه العملية لها علاقة بالإرهاب الأوروبي .حيث كانت الدوائر الأمريكية ترى بأن المجموعات الإرهابية الأمريكية، التي عادت إلى الساحة موحدة بعد عشر سنوات من العمل السري ، تلقت مساعدات مالية وأسلحة من التنظيمات المماثلة تنشط في دول أوروبية ، أما الخط السياسي فاتجه نحو " إيرا" " الإيرلندية". وبين الخطين ذهبت أنظار بعض المحققين الأمريكيين بعيدا لتستقر على وجود علاقة مع جماعات في دول الشرق الأوسط، وإيطاليا بعدها قيل بأن الأجهزة الشيوعية، هي التي توجه الاتحاد الفيدرالي الإرهابي في الولاياتالمتحدةالأمريكية. إلا أن المتتبعين للشأن الأمريكي كشفوا بأن عودة الإرهاب إلى ساحة الولاياتالمتحدة، تزامن مع أزمات اجتماعية واقتصادية زلزلت أركان الحكومة وهو ما فسر وقتها على أنه بمثابة رد فعل على السياسة المتبعة وقتها. وفي هذا السياق كان مواطن أمريكي يدعى "دانيال مالدونادو" البالغ من العمر 28 سنة قد تم القبض عليه منذ سنتين من طرف قوات الجيش الكيني عندما دخل كينيا فارا من الصومال، بعد هزيمة "المحاكم الإسلامية "أمام الجيش الإثيوبي، الذي دخل الصومال لحماية النظام الحاكم ، "دانيال مالدونادو" بعد تسليمه إلى السلطات الأمريكية اعترف للمحققين أنه اعتنق الإسلام مضيفا أنه سافر خلال عام 2005، إلى إفريقيا ليحط الرحال بالصومال برفقة زوجته وأطفاله الثلاثة وعن سبب توجه إلى هذا البلد أجاب "دانيال" أنه جاء ليقدم دعمه ل"المحاكم الإسلامية" ، وأنه أرسل إلى معسكرات التدريب ليتمرن على استعمال الأسلحة والمتفجرات، بعد ن تسلم على حد قوله رشاشا من نوع" أي كاي47" ولباسا عسكريا. كاشفا في اعترافه أنه كان برفقة عناصر من" القاعدة." " كينيث وينشتاين" المدعي العام الأمريكي لشؤون الأمن القومي قال بشأن "دانيال مالدونادو "الملقب ب"الجغيفي "و"أبو محمد": "أن توجيه الاتهام إلى هذا الأخير بممارسة الأعمال الإرهابية ، هو الأول من نوعه ضد أمريكي شارك مع المتطرفين الإسلاميين في الصومال " "دانيال" لم يكن الأمريكي الوحيد الذي دخل الصّومال من أجل دعم" المحاكم الإسلامية"، فمواطنه "أمير ميشال" البالغ من العمر 24 سنة، المنحدر من مدينة " نيوجيرسي" كانت عناصر مكتب ال"اف.بي.اي" بكينيا قد اعتقلته في نفس الظروف التي اعتقل فيها "دانيال مالدونادو" من طرف الجيش الكيني ،" ميشال لم يحاكم أمام المحاكم الأمريكية، بل تم نقله إلى أحد سجون إثيوبيا بدل سجنه في أحد السجون الأمريكية وهنا اللغز ؟ إثيوبيا التي تحتضن مقر الاتحاد الإفريقي، أصبحت مركزا للعمليات الإرهابية المرتبطة بالجماعة المسماة "الالتزام بالكتاب والسنة"، وقد وصل امتدادها إلى غاية الصومال ، التي تنشط بها جماعة" الاتحاد الإسلامي" التي تلقى عناصرها تدريبات عسكرية بين سنوات1992 و1993 في معاقل" بن لادن" الذي كانت له علاقات جيدة مع وكالة المخابرات الأمريكية، التي زارته بأحد مستشفيات دبي قبل شهرين من أحداث نيويورك، في هذا الإطار كشفت عدة مصادر عن انخراط العديد من الأمريكيين، في صفوف شبكات إرهابية التي أطلقت عليها أمريكا وحلفاءها إسم" القاعدة". الأوروبيون هم كذلك كان أبناؤهم قد دخلوا مستنقع الإرهاب العالمي، جندوا لهندسة مخططات إرهابية لتوفيرجو اللااستقرار الذي يسمح بالتدخل الأجنبي ، الطامع في استعمار الثروات . مدينة الدار البيضاء، بالمملكة المغربية كانت يوم 16 ماي 2003 مسرحا لعملية إرهابية،خلفت مقتل 43 شخصا، وقتها وجهت السلطات الأمنية التهمة إلى الجماعة الإرهابية المغربية، التي كان يترأسها" محمد الكربوسي" . بعد اعتقال نحو 900 مشتبه فيهم، اكتشف الأمن المغربي وجود رعية فرنسية يدعى "ريشارد روبار" الذي يلقب بالأمير ذو العيون الزرقاء ضمن المنفذين لعملية"كازا بلانكا"هو صديق المدعو "عبدالكريم مجاتي" أحد الرؤوس المدبرة لمثل هذه العمليات. المغرب أصبح مركزا للعديد من الجماعات الإرهابية المشبوهة . كتنطيم" السلفية الجهادية "التي قادها الشيخ" محمد البشيري" إلى غاية اعتقاله عام 1999، التنظيم ماهو إلا فرع من فروع" الجماعة الإسلامية المسلحة" المغربية، والتي كانت قد أعلنت انضواءه تحت لواء "القاعدة المؤمركة"، بعد أن دعم في ربيع 2002 محاولة ضرب بواخر حلف" الناتو"، التي تجوب مضيق "جبل طارق"، العملية أجهضت بعد اعترافات أحد السجناء المغاربة المحجوزين ب"غوانتانامو". ظهور جماعات إرهابية في المغرب العربي أصبح كالفطريات، فبالإضافة إلى المغرب، أصبحت تونس هي كذلك مركزا لتواجد ثلاث جماعات إسلامية مقربة من "القاعدة المؤمركة "، أقواها "حركة النهضة" التي يقودها "رشيد الغنوشى " اللاجىء بلندن الذي مازال يشجع الثورة الإسلامية العالمية، حيث كانت عناصر من حركته قد شاركت في مؤامرة اغتيال القائد الأفغاني" شاه مسعود"، تضاف اليها حركة" أنصار" الإسلامية المقربة من إيران ،هي كذلك من اتباع" القاعدة"، لها تواجد كثيف في الوسط الجامعي يقودها المدعو"علي بن طهير" الذي قدم الدعم للجماعة المسلحة " الجيا" بالجزائر ، وكان وراء التسهيلات التي استفادت منها عناصر إرهابية، في تنفيذ عملية بجزيرة" جربة" يوم 11 اكتوبر 2002، في هذا السياق تمكنت السلطات الأمنية بتونس، من تفكيك شبكة إرهابية تضم 27 عنصرا كانوا قادمين من معسكرات "السلفية" بالجزائر، أحدهم يدعى" لسعد ساسي" الذي أقام بإيطاليا خلال سنوات التسعينيات، ودخل الجزائر من أجل تكوين الشبكة التونسية.. "القاعدة" ربطت علاقاتها كذلك منذ مدة ب"الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية" التي يقودها " أنس الليبي" أحد مسؤولي" القاعدة "في أوروبا ،والذي اعتقل بلندن في ماي2002. هذه المنظمة كانت قد حاولت اغتيال معمر القذافي في نوفمبر 1996. الأزمة الأمنية التي عاشتها الجزائر منذ بداية عام 1990 جعلت منها محطة أنظار الكثير من التنظيمات الإسلامية المخترقة، من طرف أجهزة المخابرات الغربية، وعلى رأسها ال"سي. أي.أي" ، جماعات مسلحة تبنت العمل المسلح لإسقاط أنظمة الحكم في البلدان العربية والإسلامية، حيث أصبحت منطقة المغرب العربي وبعدها بلدان الساحل الإفريقي، ضمن استراتجية" جماعات الموت" ذات البعد العالمي ،ك"الجبهة الإسلامية العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبيين" و"القاعدة الأمريكية " فيما بعد. فالمغرب العربي بحكم موقعه الاستراتيجي وقربه من القارة الأوروبية ، ووجود جاليات من بلدانه بها أصبح يحتل مكانة خاصة ل"الإرهاب السلفي ". الذي أصبحت جرائمه في خدمة أطراف أجنبية كما قال الرئيس عبد العزيز بوتقليقة. في هذا الشأن كان وزير الاعلام اليوغسلافي السابق "غودات مانبش"قد كشف يوم 25-11-1999 ، أن السلطات الأمنية لبلاده ألقت القبض على خمسة عناصر كانوا يشكلون فرقة" العنكبوت" الدموية كلهم من جنسية صربية تولى تنظيمها وهيكلتها رجال الاستخبارات الفرنسية، أوكلت لهم حسبه مهمة اغتيال الرئيس الصربي ميلوزوفتش". " تقرير مصالح الأمن اليوغسلافية آنذاك كشف بأن المدعو "يوغسلاف بيتروزبتش" صربي حائز على الجنسيتين اليوغسلافية والفرنسية جند تحت إسم "بالادان" كان عضوا سابقا في مصالح الاستخبارات الفرنسية، شارك في مذبحة" سيبرنتشا" ومجزرة بالجزائر سنة 1994، إلى جانب تصفية 50 فردا في عمليات مختلفة . ويضيف التقرير أنه أثناء حملة" الناتو "على يوغسلافيا أوكلت لمجموعة "العنكبوت" الدموية مهمة تصفية الرائد "ريمي" أحد قادة جيش تحرير" كوسوفو"، غير أن المهمة لم تنجح. وحسب اعترافات فرقة " العنكبوت" الدموية فإن عناصرها تتلقى التعليمات من مسؤولين سامين في جهاز المخابرات الفرنسية، على رأسهم" باتريك فور"، مضيفين بأن الفرقة كانت قد أنشئت بغرض القيام بأعمال إرهابية وتصفية شخصيات في العديد من الدول . انكشاف أمر فرقة "العنكبوت" تزامن مع تصريح المرتزق الفرنسي "بوب دينار" الذي قال " لم أكن طيلة حياتي الحافلة بالاغتيالات والأعمال الإرهابية، التي قمت بها في إفريقيا وآسيا وجزر القمر، أريد الحصول على مقابل مادي لأنني كنت رجل السياسة، أأعرف تماما المصالح الاستراتيجية لبلادي فرنسا، فكنت أنسق مع ساساتها ورجال مخابراتها في جميع عملياتي"، مثل هذه الأمور لم تعد فضيحة في السياسة الخارجية الفرنسية، التي تتحمل مسؤولية كبيرة في حروب إفريقيا المعاصرة، السلطات الفرنسية ظلت تتعامل مع الأزمة الجزائرية من خلال تغذيتها لأطروحة "من يقتل من؟" وذهبت إلى أبعد من ذلك ببثها في القناة التلفزيونية الرسمية تحقيقا يتهم الجيش الجزائري بالضلوع في مجزرة "بن طلحة"، ملحة على حيازتها على صور لأقمار صناعية تدعم ادعاءاتها، وفي زمن غير بعيد أدعت مصالحها المخابراتية، على وجود مجموعة إرهابية قرب الحدود الجزائرية النيجيرية، كشفتها حسبها صور للأقمار الصناعية، ادعاءات تزامنت قبل انطلاق سباق " رالي باريس دكار "الذي يمر عبر الأراضي النيجيرية، وقد تبين بعدها أن المجموعة الإرهابية ما هي إلا قافلة تابعة للأمير الكويتي الذي كان يصطاد بالقرب من الحدود النيجيرية الجزائرية، وفوق الأراضي الجزائرية فأين هي مصداقية هذه المصالح وأقمارها الصناعية ؟. الجماعات الإرهابية التي انخرط فيها أمثال" دانيال" والأمير "ميشال" و"ريشارد روبار" و "يوغسلاف بيتروزبتش" وآخرون وفرت لأمريكا وحلفاءها ذريعة التدخل في شؤون البلدان الإفريقية والمغاربية، بحجة محاربة الإرهاب الدولي، الذي تريد أمريكا من ورائه جعل إفريقيا قاعدة عسكرية لها،بعدما أدعت أنها فشلت في القضاء على" بن لادن" وأتباعه والتي ظلت منذ أحداث 11.سبتمبر2001 تستثمر في معادلة محاربة الارهاب لتحقيق أهدافها الاستراتيجية بالاستحواذ على البترول العالمي، فكل الدلائل والمعطيات أكدت أن أحداث 11 /09 والأحداث التي سبقتها كانت من فعل الأمريكان والصهاينة لتفجير العرب والمسلمين، وهو ما أكده خبراء من أبنائها، فبعد احتلال أفغانستان الذي استغل فيه الجهاد باسم الإسلام لإخراج الروس، واحتلال العراق الذي اتهم بعلاقته مع "القاعدة" وامتلاكه للأسلحة النووية، وتطويق لبنان بعد حادثة اغتيال الحريري، ثم ترويض كوريا الجنوبية، ليأتي الدور على إيرانوالجزائر وسوريا واليمن، رباعي صنفته أمريكا وحلفاءها على أنه مناهض لأطماعها في المنطقة العربية والإسلامية. بعد الإعلان عن إنشاء مايسمى" الجماعة السلفية للدعوة والقتال" في 14.سبتمبر1998.بقيادة" حسان حطاب" المدعو" أبوحمزة "، وهو عسكري سابق وأمير الجماعة المسلحة بالمنطقة الثانية، التي كانت متمركزة بالقبائل، أعلنت انضمامها إلى" الجبهة الإسلامية العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبيين" التي أنشاها المصري الدكتور "أيمن الزهيري"، أحد كوادر" القاعدة "، عناصر" الجماعة السلفية للدعوة والقتال" كان يبلغ عددهم في بداية 1998، 27 ألفا نزل في السنوات الأخيرة بين 700 و900 عنصر، مجموعة هي الأخطر من حيث الاستعدادات للقيام بعمليات إرهابية أكثر دموية، ذات أبعاد دولية، هذه المجموعات أصبحت تتمركز في منطقة القبائل والصحراء بالحدود المالية النيجيرية، بدأ نشاطاته الإرهابية مع بداية عام 2002 بنواحي شمال شرق العاصمة،بومرداس، تيزي وزو، بويرة ب180 إرهابي يقودهم "عبد الحميد سعداوي "المدعو" أبو يحي" و "أبوالهيثم" ،كما تمركز نشاطها في عنابة، سوق اهراس، تبسة، باتنة،سطيف، بنحو150 عنصرا يقودهم "عمار صايفي" المدعو" البارا" المسجون حاليا، أما منطقة الجلفة والصحراء فقد اسندت مهمة قيادتها إلى الإرهابي "مختار بن مختار" المدعو "أبو العباس" الذي أصبح يؤمن خط مالي النيجر بقيادته لعدة عمليات تهريب لضمان التموين" اللوجستيكي" لأفراد "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" . حيث أصبح مثلث برج عمار إدريس، تمنراست،جانت ملجأ آمنا لجماعة" بلمختار" للمرور بانتظام إلى موريتانيا، النيجر وشمال مالي، هنا تتلقى عناصره الدعم من طرف جماعة الدعوة المؤثرة في المنطقة (90 في المائة منهم مسلمون) تربطهم علاقة وطيدة في مجال تجارة الأسلحة، والسيارات وتهريب المخدرات والسجائر . كما تحولت أدغال" الفراس وكيدال "بشمال مالي الى مكان آمن لتجمع "الجهاديين الإسلاميين" من مختلف البلدان، وفي هذا السياق كشفت مصادر أمنية جد مطلعة عن وجود مراكز إرهابية، بمنطقة "تاوديني " القريبة من" تومبوكتو" انضمت إليها مجموعة من قدماء الجيش المالي . فحسب مركز الدراسات الأمريكي " استراتفور" فإن الرقم الثاني في "القاعدة " "أيمن الطواهري" كان قد كلف في بداية 2006." الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بتكوين قيادة موحدة لمجمل الجماعات الاسلامية المتواجدة في دول المغرب العربي بهدف تنسيق العمل الإرهابي، في سبتمبر 2006 تجسد إعلاميا التحاق التنطيم الإرهابي المعروف ب" ج.س.ب.ص".بعد إعلان" أيمن الظواهري "على هذا الانضمام في شريط فيديو بثته قناة" الجزيرة". الكثير من كوادر" القاعدة" ينحدرون من أصول مصرية كانوا فيما سبق ينشطون في جماعة" الإخوان المسلمين "المشهورة باغتيال الرئيس المصري أنور السادات عام1981، وحركة" الجهاد الإسلامية" التي هي عضو كامل الحقوق ضمن" الجبهة الإسلامية العالمية للجهاد ضد اليهود والنصارى "التي انشأها " أسامة بن لادن "، الجماعة الإسلامية التي ظهرت في عام1970 ، بقيادة "عمر عبد الرحمان" المسجون حاليا بأمريكا أكدت بشأنه عدة مصادر أمنية أنه عميل ديني للمخابرات الأمريكية جماعة" عمر عبد الرحمان" هي كذلك انضوت تحت "القاعدة المؤمركة" بعد تبنيها لهجمات الأقصر التي استهدفت سواح أجانب في 17.نوفمبر1997 ، أدت إلى مقتل 57 شخصا مع بداية عام 2003 ، انفصلت عن "القاعدة "بعد إطلاق سراح قائدها "كزام الزهدي " الذي قضى 22.سنة في السجن لضلوعه في مقتل السادات. السودان أصبحت هي كذلك ضمن مخططات "القاعدة البنلادنية"، حيث كانت جماعة "جهاد إريتريا "قد أعلنت انضمامها ل"القاعدة" منذ أن التقى قائدها السياسي "الشيخ عدادة "ب"بن لادن" أثناء إقامته بالسودان بين عامي1992.و1996 في هذا الشأن تحدثت مصادر أمنية سودانية عن احتمال وجود علاقة بين " بن لان" و"حسن الترابي" رئيس المؤتمر الإسلامي. إثيوبيا التي تحتضن مقر الاتحاد الإفريقي ، أصبحت ل"القاعدة " مركزا للعمليات عن طريق ارتباطها بالجماعة المسماة" الالتزام بالكتاب والسنة "، وقد وصل امتدادها إلى غاية الصومال، التي تنشط بها جماعة "الاتحاد الإسلامي " التي تلقى عناصرها تدريبات عسكرية في معسكرات القاعدة بين سنوات1992. و1993 حسب ما ذكرته الصحف الهندية الصادرة بعد يوم من حدوث العملية الإرهابية التي استهدفت فندق" تاج محل" ببومباي شهر نوفمبر 2008 ، فإن أجهزة الاستخبارات الهندية كانت قد وجهت تحذيرات حول احتمال حصول اعتداءات في بومباي، والتي تم تجاهلها وفي هذا الإطار ذكرت صحيفة "هندوستان تايمز" أن أجهزة الاستخبارات كانت تملك معلومات دقيقة منذ عشرة أشهر على الأقل تتعلق بتحضير مجموعة "عسكر طيبة"، التي تتخذ من باكستان مقرا لها لهجوم على فنادق خمسة نجوم في بومباي وتضيف الصحيفة بأن هذه معلومات كشفها عنصر ينتمي لهذه الجماعة، كان قد جرى اعتقاله شهر فيفري 2008 في شمال الهند، هذا الأخير كان قد أقام بفندق بومباي نهاية السنة الماضية، حيث درس بدقة كل طابق من الفندقين الفخمين"تاج محل" و"اوبيروي ترايدنت " اللذان استهدفتهما الهجمات الإرهابية. صحيفة "تايمز اوف إينديا" ذكرت هي كذلك أن أجهزة الاستخبارات الهندية كانت قد حذرت خلال شهر سبتمبر 2008 مجلس الأمن القومي الهندي من احتمال حدوث عمل إرهابي ببومباي، نفس الأجهزة حذرت في 12 نوفمبر من أن الاعتداء سيأتي من البحر . وقد نقلت الصحيفة عن مصادر في مكتب الاستخبارات العسكري الهندي أنه تم رصد مكالمات هاتفية يقول فيها قائد عسكر الطيبة أن "الشحنة في الطريق" وقد نقل مضمونها إلى البحرية وحرس السواحل في 18 نوفمبر. في نفس السياق نفلت وسائل الإعلام الأمريكية عن مسؤولين لم تكشف عن هويتهم قولهم إن الولاياتالمتحدةالأمريكية حذرت الهند من خطر محتمل قبل شهر من وقوع هجمات مومباي، وعن عدم أخذ كل هذه التحديرات محمل الجد من طرف الأمريكان والهند، كشف قائد البحرية الهندية عن وجود خلل جذري في أمن البلاد وجهاز الاستخبارات في حين ذكر بعض المتتبعين بأن الأجهزة الأمنية الهندية والأمريكية لم تتدخل في وقف هذه العملية بغرض استغلالها إعلاميا في توسيع دائرة الاتهامات إلى بعض الدول وعلى رأسهم باكستان واحتمال كبير حسب ذات المصادر بأن عناصر "عكسر طيبة" كانت موجهة من طرف مخابرات الهند والأمريكان..