كشف عديد المختصين في الأورام السرطانية عن تأخر فادح في تسجيل عديد الأدوية المبتكرة والمتداولة في بعض الدول الشقيقة التي تساهم في تحسين التكفل بالمرضى وتجنيبهم الموت المحقق وكذا المضاعفات التي يعانونها بسبب الأدوية التقليدية. وفي السّياق كشف البروفيسور كمال بوزيد رئيس مصلحة الأورام الطبية بمركز بيار وماري كوري بالعاصمة ورئيس الجمعية الوطنية للأورام الطبية عن تأخر فاق 6 سنوات في تسجيل كثير من الأدوية التي لطالما ألح عليها المختصون ومن بينها العلاج المناعي والعلاج المستهدف وتمس بالأخص سرطان الرئة والجلد والمعدة... وبالنسبة للعلاج المناعي يؤكد بوزيد أنهم ينتظرون تسجيله منذ أزيد من عامين ونصف العام بعد بدء العمل به برخصة مؤقتة استفاد من العلاج بها 5 مرضى، لكن للأسف، لم تجدّد ليواجه المرضى مصيرا مجهولا أدى إلى وفاة أحدهم بينما عاود البقية العلاج بالطريقة التقليدية. تصريحات بوزيد جاءت على هامش الطبعة الأولى "قمّة روش للأورام" التي نظمت مؤخرا بفندق الشيراتون وجمعت قرابة 400 شخص بين مختصين في الأورام وأمراض الدم وعلم الأمراض والتشريح وكذا صيادلة المستشفيات. واستغرب البروفيسور بوزيد في حديثه مع "الشروق" ازدواجية الخطاب الرسمي للحكومة التي أكد وزيرها الأول الحالي والسابق عدم تأثر قطاع الصحة بالأزمة المالية التي تمر بها الجزائر، لكن بالمقابل نرى على أرض الواقع تأخرا في استفادة المرضى الجزائريين من علاجات تنقذهم من الموت. يحدث كل هذا أمام التزام وزارة الصّحة والسكان وإصلاح المستشفيات الصمت وعدم تقديم إجابات مقنعة، حيث يؤكد رئيس الجمعية الوطنية للأورام الطبية مراسلتهم الوزارة واستفسارهم لديها عن الوضع في عديد المرّات من دون الحصول على رد صريح. واستشهد المختص بدولة المغرب الشقيقة التي توفر هذا النوع من الأدوية في الوقت الضروري وهو ما دفع كثيرا من الأطباء إلى وصف تلك العلاجات لمرضاهم الذين يستطيعون الحصول عليها من المغرب وتركيا لعلاجهم بها. وأضاف المختص أن "الأمر ليس سهلا وليس في متناول كل المرضى وهو ما يجعلنا أمام حقيقة صادمة تمنح حق الحياة للأثرياء ويحرم منه الفقراء والمعوزون، سيما وأن ثمن العلاج يناهز 3 آلاف أورو فمن يستطيع الحصول عليه؟". وتناولت "قمة روش للأورام" مواضيع تتعلق بالتطوّرات الأخيرة لتحديد العلاج ودور المؤشرات الحيوية "بيوماركور"، وكذا جديد علاج سرطان المستقيم والثدي والمبيض، بالإضافة إلى مناقشة التكفل بالسرطانات اللمفاوية والدراسات الاقتصادية الصيدلانية. وصرّح أمين صخري المدير العام ل"روش الجزائر" قائلا "تعمل فرقنا كل يوم لوضع ابتكاراتنا في خدمة المرضى الجزائريين من خلال العمل عن كثب مع مختلف الجهات الفاعلة في الصحة في بلادنا لتلبية احتياجاتهم والمساهمة في تطوير الصحة في الجزائر".