عادت " الزحمة" المرورية لتضرب بأطنابها، مجددا، هذه الأيام مقارنة بالسنة الماضية وما قبلها إذا ما تم احتساب حدود مداخل العاصمة التي تبدأ منها طوابير السيارات، فلم تسلم الجهة الشرقية ولا الغربية ولا حتى الجنوبية، بل وصلت ذروتها كل أيام الأسبوع أكثرها يومي الأحد والأربعاء حتى بات قطع 10 كيلومترات يقابل ساعة من الزمن، أمام خروج نواب الشعب في وقت واحد عبر "الجيروفار" غير آبهين بما ينغص حياة من انتخبوهم. يتساءل كل من يلج العاصمة أو حتى قاطنوها والعاملون بها هذه الأيام وبإلحاح عن مشروع الشراكة الإسبانية الجزائرية التي أسالت العديد من الحبر خلال السنوات الأخيرة، لأجل الحد من الازدحام المروري، هذا المشروع الذي قد يعطي متنفسا لعاصمة البلاد التي يعتبرها بعض العارفين بالمجال أنها من أكثر العواصم التي تعاني من "الزحمة" المرورية في ظل غياب استراتيجية ونية حقيقية للخروج من الأزمة التي أنهكت كل الشرائح.. والأدهى في الإشكال أن نواب الشعب الذين كان لا بد عليهم أن ينزلوا منزلة من انتخبوهم للوقوف على معاناة هؤلاء تجدهم يتسابقون يوميا ويفرون عبر الرواق الاستعجالي عن طريق تنصيب "الجيروفار" بمركباتهم وذلك بمساعدة مصالح الأمن التي تهيئ لهم الرواق بمنع السير فوقه على طول الطريق السريع الغربي الآتي من زرالدة باتجاه الدار البيضاء، حيث يستقل كل نائب سيارته الخاصة الفاخرة مرفقا بسائقه الخاص، معلنين عن قدومه على بعد أمتار لتسريح الطريق لهم وهي المشاهد التي تتكرر يوميا تصل إلى غاية حمل بعض من أبناء المسؤولين المتمدرسين عبر الطريقة نفسها وباستعمال جهاز "الجيروفار" الذي يبدو أنه أصبح في متناول الكل، وهو ما أثار استهجان المواطنين الذين طالبوا نوابهم الذين يمثلونهم في مجلس الشعب والأمة بالتنازل عن هذا "الامتياز" وعيش الواقع الذي يعيشه من انتخبوهم حتى يمثلوهم ورفع عنهم الغبن أو استغلال حافلة من النوع الكبير خاصة بهم تنقلهم من مكان إقامتهم نحو مقرات تجمعهم خاصة وأنهم يخرجون في وقت واحد صباحا ويصلون إلى موقع متقارب. وبالعودة إلى المشروع الإسباني الجزائري لتنظيم حركة المرور، عن طريق تنصيب إشارات ضوئية عبر 500 موقع بالعاصمة، لا يزال يراوح مكانه بل حتى الحديث عن المشروع شحيح جدا، من جهتنا حاولنا الاتصال بمدير النقل لولاية الجزائر لمعرفة آخر المستجدات غير أنه تعذر علينا ذلك.