44 بالمائة من تعداد مصالح الأمن مكلفون بتنظيم حركة المرور.. 7 ملايين و300 ألف مركبة في الحظيرة الوطنية 3866 موكبا للوفود والشخصيات الرسمية رافقتها مصالح الأمن العمومي سنة 2013 تحولت حياة ملايين الجزائريين الذين يرتادون المدن الكبرى في الجزائر إلى جحيم لا يطاق، بسبب الاختناقات المرورية التي تحاصرهم صباح مساء، فبمجرد خروجهم من منازلهم تبدأ معاناتهم، مما جعل الكثير من الأولياء يحرصون على مغادرة المنزل مع أبنائهم فجرا طيلة أيام الأسبوع لتحاشي الزحمة المرورية والتمكن من إيصال أبنائهم إلى المدرسة في الوقت المحدد على الساعة الثامنة، ثم الالتحاق بمناصب عملهم، الأمر الذي جعل الازدحامات المرورية كابوسا ينغص على الجزائريين حياتهم. فالمواعيد متأخرة بعدة ساعات والموظفون يواجهون مشاكل في العمل جراء زحمة المرور، والطلبة تفوتهم الامتحانات والدروس، وأغلبية السيارات تآكلت مكابحها أو تكاد تحترق محركاتها، عائلات بأكملها تغادر منازلها في الظلام وتدخلها في الظلام، بسبب الاختناقات المرورية، الموظفون عبر مختلف الإدارات والمؤسسات العمومية والخاصة يغادرون عملهم في حدود الرابعة والنصف أو الخامسة مساء، بعد يوم شاق من العمل، ليبدأوا رحلة أخرى شاقة من أجل الوصول إلى منازلهم، حيث يجدون أنفسهم عالقين في الازدحامات المرورية التي تخنق الطرقات لمدة تصل إلى أكثر من ثلاث ساعات في بعض الأحيان. ويحاول العديد من السائقين الاستنجاد بالممرات الأقل ارتيادا لتفادي الطرق الرئيسية، إلا أن كل محاولتهم للنجاة تبوء بالفشل، وفي النهاية يعودون للالتقاء على الطريق نفسه، وغالبيتهم يقضون عدة ساعات محاصرين، لا سيما داخل الجزائر العاصمة، ولا يدخلون منازلهم إلا في حدود الثامنة أو التاسعة ليلا منهكين في حالة يرثى لها من التعب، ليس بسبب العمل بل من شدة الضغط على الفرامل، حتى يخيل إلى البعض عند دخول بيوتهم، أنهم قدموا من سفر بعيد، في حين أنهم لم يقطعوا سوى بعضة كيلومترات من بلدية إلى أخرى داخل الولاية نفسها، الأمر الذي يتسبب في حالة تذمر شاملة وعامة لدى سكان المدن، لا سيما في العاصمة، وبعضهم يترددون عدة مرات قبل اتخاذ قرار الخروج من المنزل، وكأنهم يتوجهون لمواجهة أسوأ ما يمكن في الطرقات. المسافة التي يقطعها السائقون خلال 5 دقائق خارج العاصمة تتطلب ساعتين داخلها فالمسافة التي يقطعها الجزائريون خلال خمس دقائق خارج العاصمة يستغرقون ساعة أو ساعتين لقطعها داخل العاصمة وهي مدة تكفي للوصول إلى ولاية البويرة أو عين الدفلى في الحالات العادية، أو إلى ولاية البويرة شرق العاصمة أو ولايتي الشلف والمدية غربا. هكذا هي يوميات عشرات الآلاف من الجزائريين في المدن الحضرية، ولا سيما في الجزائر العاصمة. خاصة أن الخروج من قلب الجزائر العاصمة أو الدخول إليها وحده، يتطلب ساعتين أو ثلاثا لا سيما عند منتصف النهار، حين تكتظ الشوارع بالراجلين الذين يسيرون مع السيارات جنبا إلى جنب، بسبب اكتظاظ الأرصفة، بالمارة، أما في أوقات الذروة بين الرابعة والخامسة مساء، فإن الخروج من وسط العاصمة في ظرف نصف ساعة يعتبر ضربا من المستحيل، فعبور مفترق الطرق بالبريد المركزي أو بساحة أول ماي أو طريق تافورة أو شارع حسيبة بن بوعلي وطريق غرمول يتطلب ساعتين على الأقل. كما يسجل السائقون نقطة سوداء يوميا في رحتلهم، على مستوى طريق سويداني بوجمعة المؤدي إلى حيدرة، والمتفرع عن طريق المرادية، حيث تتوقف حركة المرور يوميا إلى غاية جسر حيدرة "لاكولون"، ونقاط سوداء أخرى على مستوى الكاليتوس وبراقي والشراقة، والحراش وبن عكنون وحسين داي وباب الوادي والقبة وبولوغين وبوزريعة وباش جراح وعين طاية. على سبيل المثال فإن طريق بن عكنون أصبح نقطة سوداء في حياة سكان غرب العاصمة، ذهابا وإيابا، وتبدأ الزحمة المرورية يوميا انطلاقا من العناصر إلى غاية سعيد حمدين ثم على مستوى بن عكنون وعين الله ذهابا وإيابا. أما مرتادو شوفالي فيشتكون من الازدحام المروري الشديد الذي يتسبب فيه الحاجز الأمني الثابت على مستوى طريق 5 جويلية، كما أن ساحة كينيدي في الأبيار أصبحت تشكل هي الأخرى جحيما بالنسبة لمرتاديها، وكذلك كيطاني بباب الواد، ومفترق الطرق الرئيسي في القبة، والطريق الرابط بين العناصر وبئر مراد رايس، وكذا مفترق الطرق الرئيس لبئر مراد رايس، ومفترق الطرق "عمارة" بالشراقة، بينما يشكل مفترق الطرق المحاذي لحي رابية الطاهر بباب الزوار أكثر الأماكن ازدحاما شرق العاصمة. أكد الكثير من الراكبين الذين تحدثت إليهم "البلاد" على مقربة من حاجز الرغاية، عند مدخل الجزائر العاصمة، أنهم يقضون أزيد من ساعتين في الحواجز الأمنية على الأقل، فالقادمون إلى العاصمة عبر الطريق الوطني رقم 5 يتوقفون عند حاجزي عمال وبني عمران بولاية بومرداس، ثم يتوقفون عند حاجز بودواو الذي عادة ما يتسبب في توقف السيارات القديمة عن السير بسبب سخونة محركاتها، وبعده مباشرة يأتي حاجز الرغاية الذي يتسبب في شل حركة المرور لعدة كيلومترات، ويقضي فيه السائقون في بعض الأحيان أزيد من ساعتين، ثم يتوقفون عند حاجز باب الزوار، ثم عند حاجز حسين داي، وأخيرا ينتهي بهم المطاف عند الزحمة المرورية، التي تشل الطرقات بتافورة وشارع زيغود يوسف وعسلة حسين، وباستور، وكذلك شارع عميروش وحسيبة بن بوعلي ومحمد بلوزداد، وشارع ديدوش مراد، وطريق الدكتور سعدان المار بقصر الحكومة وطريق كريم بلقاسم، وشارع محمد الخامس والعربي بن مهيدي، كلها تعتبر نقاط سوداء في العاصمة تغيب فيها الإشارات الضوئية... ناهيك عن حواجز أخرى في كل من براقي والحراش والسماء وباش جراح. نائب مدير الأمن العمومي عميد الشرطة نايت الحسين أحمد ل"البلاد" :"يجب إنشاء مراكز لضبط الحركة المرورية في المدن" ^ عدد قليل جدا من الإشارات الضوئية مقابل 500 مفترق طرق بالعاصمة كشف نائب مدير الأمن العمومي عميد الشرطة نايت الحسين أحمد في لقاء مع "البلاد" أن "44 بالمائة من مستخدمي الأمن الوطني مسخرون لتنظيم حركة المرور، مرجعا الشلل الذي تعرفه الطرقات بمختلف ولايات الوطن إلى "مركزية الإدارات في المناطق الحضرية، ولا سيما بالجزائر العاصمة التي تعتبر حالة خاصة بسبب مركزية كل الإدارات والسفارات والقنصليات والمستشفيات الكبرى والوزارات فيها. كما أرجع شلل حركة المرور إلى نقص وسائل النقل الجماعي، فالتراموي والميترو لا يضمنان النقل إلا في الجهة الشرقية من العاصمة، بينما لاتزال طرقات وسط وغرب والعاصمة تختنق بالسيارات، فبمجرد التوغل نحو قلب العاصمة باب الوادى أو التوجه نحو الأبيار وبن عكنون وبوزريعة أو شوفالي تبدأ الزحمة". وعن أسباب اختناق الطرقات يقول المتحدث إن "كل المواطنين يفضلون المجيء بالسيارة إلى العاصمة، لأنهم لا يجدون بدائل تغنيهم عن السيارة، بسبب نقص وسائل النقل وازدحام الطرقات، إضافة إلى عدم تحيين الجهات المعنية لمخطط للنقل، وما تتسبب فيه الحافلات من توقف تام لحركة المرور خلفها عندما تتوقف في المحطات لنزول وركوب المسافرين أو عندما تغادر مكان توقفها". وأوضح نائب مدير الأمن العمومي أنه "أصبح من الضروري أن تنشئ الجزائر مراكز لضبط الحركة المرورية في المدن الكبرى والمناطق الحضرية على غرار ما هو معمول به في الدول المتقدمة"، مشيرا إلى أن "الجزائر هي البلد الوحيد تقريبا، التي ما تزال توكل مهمة تنظيم حركة للشرطة بمفردها". وأشار نايت الحسين إلى "غياب حظائر السيارات، مما يجعل الراكبين لا يتوقفون عند المكان الذي يقصدونه بل يقضون عدة ساعات من التجول بسياراتهم، بحثا عن مكان لركنها، مما يجعل الطرقات تكتظ بهم"، يضاف إلى ذلك "عدم توفر النقل المدرسي للتلاميذ في الجزائر، وما يتسبب فيه من زحمة مرورية، فكل الأولياء ينقلون أبناءهم في الصباح والمساء بمفردهم، وهو ما يفسر أن العديد من المدن الجزائرية تتنفس الصعداء خلال فترات العطل المدرسية. وما يعقد الأمر أكثر حسب المتحدث هو "تزامن أوقات الذروة، حيث إن كل الموظفين يلتحقون بعملهم في التوقيت نفسه، ويغادرون العمل في التوقيت نفسه، لكون الإدارات كلها تعمل في المواقيت نفسها، وكلها تستقبل الزوار في التوقيت نفسه". وقال نايت الحسين "إن هناك ندرة بل نقصا فادحا في الإشارات الضوئية على المستوى الوطني وليس في الجزائر العاصمة فقط. ففي العاصمة هناك 500 مفترق وملتقى طرق، في حين أن عدد الإشارات الضوئية يعد على أصابع اليد الواحدة، ويقابل ذلك نقص الأنفاق في هذه المفترقات مما زاد من كثافة الضغط عليها"، موضحا أنه "لا بد من الإكثار من الاتجاهات الأحادية الاتجاه وتفضيلها للتخفيف من الزحمة المرورية". رئيس مكتب الإعلام والعلاقات العامة بمديرية الأمن رابح زواوي ل«البلاد": الحظيرة الوطنية للسيارات ارتفعت إلى 7,3 ملايين مركبة وشبكة الطرقات بقيت على حالها كشف محافظ الشرطة رئيس مكتب الإعلام والعلاقات العامة بمديرية الأمن العمومي رابح زواوي، في لقاء مع "البلاد"، أن أسباب الزحمة المرورية في المناطق الحضرية، تعود أولا إلى الكثافة السكانية العالية في المدن الحضرية بسبب تمركز السكان في المدن، كما تعود إلى التطور السريع لحظيرة السيارات فيما لم تشهد شبكة الطرقات تطورا يوازي تطور حجم الحظيرة الوطنية. وحسب الأرقام التي قدمها لنا محافظ الشرطة رابح زواوي فإن حجم حظيرة السيارات ارتفع من 4,3 ملايين مركبة سنة 2003، إلى 5,4 ملايين مركبة سنة 2008، ثم إلى 6,1 ملايين مركبة سنة 2010، ثم ارتفع إلى 6,7 ملايين مركبة سنة 2012، وأخيرا ارتفع عدد المركبات على مستوى الوطن إلى 7,3 ملايين مركبة سنة 2013، بينما بقيت شبكة الطرقات مثلما تركها الاستعمار الفرنسي في غالبية المدن ولم يتم توسيعها. وما يؤزم الوضع أكثر هو قلة وندرة مواقف وحظائر السيارات، مقابل تمركز المؤسسات والمقرات الحكومية والمرافق العامة كلها بالجزائر العاصمة والمدن الكبرى، إضافة إلى نقص ثقافة النقل الجماعي للمسافرين وعدم استجابة المحطات المتوفرة لنقل المسافرين للمقاييس المطلوبة لتدفق المسافرين، وعدم التغطية الكاملة للنقل الجماعي الحضري المتمثل في الميترو والترامواي والسكك الحديدية والمصاعد الهوائية، زيادة على أن خدمات النقل الجماعي للأشخاص لا ترقى إلى تطلعات المواطنين. كما أن النقل الحضري يتمركز في المدن الكبرى فقط، وفي أجزاء محدودة فقط من المدن، مما جعل المواطنين لا يثقون في وسائل النقل للوصول إلى الأماكن التي يريدونها، بل لا يثقون إلا في سيارتهم التي توصلهم حيثما يشاؤون. وأكد المتحدث أن الاستعمال اللاعقلاني وغير الضروري للمركبة في غالب الأحيان مقابل عدم جدية مخططات النقل في بعض المدن ونقص التخطيط العمراني الإستراتيجي المدروس الذي يتماشى وفق الكثافة السكانية وشبكة الطرقات. كلها عوامل ساهمت في الزحمة المرورية، خاصة أن ذلك يصطدم بنقص الإشارات المرورية في الوسط الحضري وتوافق مواقيت العمل وأيام الاستقبال في الإدارات العمومية، في وقت يغيب النقل البحري للأشخاص والمسافرين تماما بين المدن الجزائرية بالرغم من أنه ممكن. 23.15 بالمائة من حوادث المرور تقع في أوقات الذروة وكشف محافظ الشرطة محمد زواوي أن 23.15 بالمائة من حوادث المرور تحدث خلال الفترة المسائية الممتدة من 3 إلى 8 مساء التي تمثل أوقات الذروة، تليها الفترة الصباحية الممتدة من 9 إلى منتصف النهار حيث إنها تمثل 19,90 بالمائة من المجموع الكلي لحوادث المرور المسجلة سنة 2013، في حين أن الفترة الليلية الممتدة من منتصف الليل إلى غاية السادسة صباحا شهدت 3,36 من الحوادث. وقال أن مصلح الأمن جندت 874836 دورية راجلة و1041795 دورية راكبة و4255 عملية لطاقم الرادار ورافقت 3866 موكب رسمي للوفود والشخصيات الرسمية سنة 2013، مؤكدا أن تعداد مصالح الأمن العمومي سواء كانوا جنود خفاء أو رجال ميدان وإطارات وأعوانا يقدر ب 49962 مسخرين كلهم من أجل العمل على أمن الأشخاص والممتلكات ومحاربة ومواجهة كل أشكال العنف المروري والمساس بالنظام العام على التقليل من الزحمة المرورية والعمل على تفكيك مسبباتها بالتنسيق مع جميع الأطراف المعنية من أجل تقديم خدمة ترقى إلى مستوى تطلعات المواطن. عميد الشرطة سابقا وخبير أمن الطرقات، محمد العزوني: "غياب الإشارات الضوئية وتعويضها بالشرطي يخنق مفترقات الطرق" وفي هذا الخصوص، قال عميد الشرطة سابقا الخبير في أمن الطرقات محمد العزوني، الذي اشتهر باسم الشرطي المخفي، في لقاء خاص مع "البلاد" إن "النقص الفادح في مواقف السيارات أحد الأسباب الرئيسية في اكتظاظ الطرقات بالسيارات التي تتجول بحثا عن مكان للتوقف، ولا سيما في الجزائر العاصمة التي أصبحت مليئة بإشارات ممنوع الوقوف والتوقف دون أي سبب وجيه، حسب العزوني الذي أضاف "كان من المفروض منع الوقوف والتوقف عند المواقع الحساسة فقط كالثكنات العسكرية مثلا". وأوضح العزوني أن اللافتات وإشارات ممنوع المرور توضع بطريقة عشوائية ودون مراعاة قدرة الطرقات على الاستيعاب، وتابع يقول "كان الأجدر والأولى بالدولة أن تجهز الطرقات بإشارات المرور واللافتات بدلا من صرف الملايير على غرس النخيل ليتفرج عليها السائقون وهم عالقون في الطرقات". وأضاف "الملايير أيضا تنفقها الدولة على تلوين الطرقات، بالخطوط البيضاء التي سرعان ما تنمحي وتزول في ظرف 15 يوما، بسبب النوعية الرديئة للطلاء المستعمل، ليعاد طلائها كل 15 يوما". وأوضح العزوني أن "مأساة المدن الجزائرية هي المخطط العشوائي للمرور، خاصة فيما يتعلق بإشارات المرور، التي باتت توضع عشوائيا في المدن الكبرى وفي أحيان كثير توضع استجابة لرغبة مسؤولين في الدولة يقطنون في تلك الشوارع، وبعضها تم إغلاقها نهائيا أو تحولت إلى أحادية الاتجاه مما زاد من الضغط على طرقات أخرى والأمثلة على ذلك لا تنتهي. "السلطات وضعت إشارات تعسفية لمنع توقف السيارات بالعاصمة" انتقد المتحدث غياب الإشارات الضوئية في غالبية مفترقات الطرق التي حلّ محلها الشرطي الذي عادة ما يتعب ويتحول إلى مصدر انزعاج لدى المواطنين، متسائلا لماذا لا نحذو الجزائر حذو العديد من الدول المتقدمة التي أصبحت تستعمل الإشارات الضوئية الذكية، وهي إشارات ضوئية مجهزة بنظام إلكتروني ذكي يلتقط الزحمة المرورية عن بعد، مما يمكن هذه الإشارات من التنسيق فيما بينها، عبر مختلف مفترقات الطرق المجهزة بإشارات المرور الضوئية الذكية، تتحكم تلقائيا في تنظيم وعبور السيارات من خلال أعطاء الأولوية للطريق الأكثر ازدحاما، متسائلا "لماذا لا تخصص مساحات لركن السيارات في المدن، لاسيما في العاصمة التي توجد بها الكثير من الطرق صالحة لركن السيارات من الجانبين، غير أن السلطات وضعت إشارات تعسفية لمنع توقف السيارات مما ساهم في الضغط المروري. أخصائي التهيئة الحضرية محمد بالغربي: "الاقتصاد الوطني يخسر الملايير بسبب الاختناقات المرورية" اقترح أخصائي التهيئة الحضرية المهندس محمد بالغربي ل«البلاد على السلطات العمومية استغلال الواجهة البحرية للعاصمة التي تأخذ شكل حدوة الحصان من أجل تفعيل النقل البحري الحضري، من وسط العاصمة إلى قصر المعارض وبرج الكيفان وتمنفوست، لأن هذا من شأنه تخفيض الضغط على الطرقات ب 50 بالمائة وتخفيض العدد الهائل للسيارات التي تقضي ثلاث ساعات يوميا في حركة المرور من أجل الوصول إلى الناحية الشرقية، متسائلا "لا أفهم سبب غياب النقل البحري الداخلي في المدن رغم أنه استعمل من قبل وكان ناجحا". وقال المتحدث إن مشكل الاختناقات المرورية لا يخص قطاع النقل وحده، بل لا بد من وضع منظور شامل يأخذ بعين الاعتبار كل محاور الحياة الاقتصادية تشارك فيه مختلف القطاعات الوزارية الفاعلة، كالأشغال العمومية، النقل، الداخلية، والسكن للتنسيق فيما بينها، ووضع آليات تدخل فعالة. أما تدخل الشرطة فيأتي في المرحلة الأخيرة، ولا نترك الطرقات والشوارع تسبح في فوضى عارمة ثم نطلب من الشرطة تنظيمها"، مؤكدا أن الاقتصاد الوطني يخسر الملايير بسبب شلل حركة الأشخاص والبضائع والمركبات في المدن نتيجة غياب نظرة شاملة وعدم تجهيز مفترقات الطرق بأضواء المرور".