شرع رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف، مساء الإثنين، في زيارة رسمية إلى الجزائر تدوم يومين بدعوة من الوزير الأول أحمد أويحيى، حسب بيان أصدرته مصالح الوزارة الأولى. وعشية زيارته للجزائر، أكد رئيس الوزراء الروسي، دميتري مدفيديف، في حوار مع وكالة الأنباء الجزائرية، استعداد بلاده للتعاون مع الجزائر في المجال النووي، قائلا: "في حالة اتخاذ الجزائر قرار تطوير الصناعة النووية الوطنية، نحن مستعدون لتقديم تكنولوجياتنا والحلول التقنية". وأشار إلى أن "موسكو تقوم حاليا بتدريب الكوادر المتخصصين في هذا المجال"، مؤكدا "جاهزية موسكو للتجاوب مع مشاريع جزائرية في مجالات الطاقات المتجددة عبر إنجاز محطات الطاقة الشمسية ومحطات الرياح واستخدام الثروات الباطنية والنقل المائي والتكنولوجيا المتطورة والفضاء والبناء والأدوية وذلك ضمن اتفاق الشراكة الإستراتيجية الذي وقعه البلدان في أفريل 2001". وأضاف ميدفيديف أن الجزائروروسيا لهما "إمكانيات" لتطوير شراكة ذات منفعة متبادلة، مشيرا إلى أن الجزائر "شريك يمكن الاعتماد عليه ويلعب دورا كبيرا في شمال إفريقيا". وأوضح بقوله إن "الجزائر تلعب دورا كبيرا في شمال إفريقيا وهي إحدى الدول المحورية في هذه المنطقة ذات الأهمية الإستراتيجية. وما يزيد من أهميتها بالنسبة لروسيا هو أن الجزائر شريك يمكن الاعتماد عليه ومنفتح للتعاون في كافة المجالات". وأعرب المسؤول الروسي عن قناعته بأن "الفرص متوفرة" مشيرا في هذا الصدد إلى "الدور الرئيسي" الذي تلعبه اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية الروسية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني، حيث عقدت اجتماعها الثامن شهر سبتمبر المنصرم بالجزائر العاصمة. وأضاف ميدفيديف يقول "لقد رسمنا خطط التعاون في مجالات مثل الصناعة والنقل والإعمار والجيولوجيا والزراعة والصحة والعلوم والفضاء والتكنولوجيات المعلوماتية"، مؤكدا على استعداد بلده "لتقديم الدعم لشركائنا الجزائريين الذين يعملون في الفترة الراهنة على تحويل بلادهم إلى مركز الصناعة والطاقة في شمال افريقيا". وأعرب عن ارتياحه لديناميكية الشراكة التي قال إنها "أيضا نتاج حوار قائم بين المقاولين بالتوازي مع وجود اتصالات على المستوى الحكومي"، مؤكدا أن منتديات الأعمال العديدة "تساعد في تعزيز الروابط بين دوائر الأعمال وخلق الظروف المواتية للمشاريع المشتركة الجديدة (...) وينبغي للحكومتين الروسية والجزائرية أن تقوما بخلق البيئة الجاذبة لرجال الأعمال لكي يكون باستطاعتهم تحقيق هذه الفرص". وعلى سبيل المثال ذكر ميدفييدف أنه مباشرة بعد عقد الاجتماع الثامن للجنة الحكومية المشتركة وصل إلى الجزائر ممثلو الشركات الروسية الكبرى مثل "غاز بروم"، "ترنسنفط" "نوفاطيق" "إينتير راو– إنجينيرينغ"، المجمع العلمي للإنتاج "اورالفاغونزافود" والشركات الكثيرة الأخرى مؤكدا أنه "تم التركيز بشكل خاص على توسيع التعاون ليشمل مجال الاستثمارات". وبخصوص التعاون الاقتصادي بين موسكووالجزائر، أوضح ميدفيديف، أن الجزائر "كانت تعتبر على مدى سنوات عديدة أحد شركائنا البارزين في المجال الاقتصادي والتجاري في إفريقيا والعالم العربي"، وفي سنة 2016، تضاعف التبادل التجاري بين روسياوالجزائر ليبلغ قرابة 4 ملايير دولار". وأشار في ذات السياق، إلى أن مصنع رونو في روسيا هو الذي يزوّد مصنع رونو في الجزائر بهياكل السيارات، فضلا عن توقعات بإبرام صفقات تشتري الجزائر بموجبها طائرات مدنية وسيارات وتجهيزات زراعية والسكة الحديدية.
تأكيد على تعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب من جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء الروسي، ديميتري ميدفيديف ، أن موسكووالجزائر تتقاسمان في العديد من قضايا الساعة الدولية، مواقف متطابقة مؤسسة على احترام ميثاق الأممالمتحدة ومبدأ سيادة القانون الدولي. وصرح ديميتري ميدفيديف ، بأن "روسياوالجزائر تتمسكان بالمواقف المتطابقة من أنه لكل شعب القدرة والحق في تحديد مصيره وفي حل مشاكله الداخلية بطريقة مستقلة وبوسائل سلمية في إطار القانون". واعتبر رئيس الوزراء الروسي أن التدخل الخارجي غير مقبول في هذا الشأن وأنه "انطلاقا من ذلك فقط من الممكن إيجاد الحل للنزاعات في سوريا وليبيا واليمن ومالي وإنقاذ سكانها من المأساة والحروب وإعطائهم فرصة الحياة العادية والهادئة وما الأهم الحياة السلمية". وأوضح ديميتري ميدفيديف أن "روسياوالجزائر تدعمان تعزيز الدور الرائد للأمم المتحدة ومجلس الأمن في حفظ السلام والاستقرار الدولي ونؤيد النظام العالمي المتعدد الأقطاب"، مؤكدا أن الدولتين متضامنتين، فلا بد من تسوية النزاعات الإقليمية بوسائل سلمية على أساس ميثاق الأممالمتحدة استنادا على مبدأ سيادة القانون الدولي". وأشار ديميتري ميدفيديف إلى تطابق وجهات النظر بين الجزائروروسيا بشأن التهديدات مثل الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود. وأضاف يقول "نفهم أن الإرهاب يعتبر تحدياً دولياً اليوم. لا يمكننا مواجهة الإرهاب إلا معاً وبتوحيد جهودنا وتنسيقها"، مؤكدا على أنه حان الوقت لوضع الدول خلافاتها وطموحاتها جانباً ولتوحيد صفوفها وذلك لأجل هزيمة داعش (المجموعة الإرهابية المسماة +الدولة الإسلامية+) والتنظيمات الإرهابية الأخرى التي تهدد الحضارة الإنسانية. وأعرب رئيس الوزراء الروسي عن إرادة روسيا في تعزيز تعاونها مع الجزائر في تلك المجالات، وخلص بالقول أنه "سنواصل تنسيق مواقفنا من مسائل السياسة الخارجية ومن بينها قضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء"