أكد وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، أمس، أن زيارة رئيس وزراء فيدرالية روسيا، ديميتري ميدفيديف، إلى الجزائر، ستدشن "مرحلة جديدة في توسيع العلاقات المتميزة بين الجزائر وموسكو"، مؤكدا رغبة البلدين في "توسيع التعاون الثنائي القائم في المجالين السياسي والأمني إلى المجال الاقتصادي وخصوصا في ميدان الزراعة والتجارة والطاقة وميادين أخرى". جاء ذلك في تصريح لرئيس الدبلوماسية الجزائرية، السيد عبد القادر مساهل، على هامش الاحتفال بيوم الدبلوماسية الجزائرية، الذي احتضنه المركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، مضيفا أن المسؤول الروسي سيقوم خلال الزيارة ب«عقد لقاءات مع مسؤولين في الدولة، كما سيتم إبرام اتفاقيات لتعزيز العلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين". كما سيتم خلال الزيارة التي تدخل في إطار التشاور الدائم بين البلدين، مناقشة بعض القضايا ذات الاهتمام المشترك مثل "النزاعات في المنطقة أو في الشرق الأوسط من خلال التطرق للأوضاع في سوريا والعراق واليمن". للإشارة، كان رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف، قد أكد في حوار لوكالة الأنباء الجزائرية عشية زيارته للجزائر، أن للبلدين إمكانيات لتطوير شراكة ذات منفعة متبادلة، مشيرا إلى أن الجزائر "شريك يمكن الاعتماد عليه ويلعب دورا كبيرا في شمال إفريقيا". المسؤول الروسي أعرب عن قناعته بتوفر الفرص بين البلدين، مشيرا إلى "الدور الرئيسي" الذي تلعبه اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية الروسية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني، حيث عقدت اجتماعها الثامن شهر سبتمبر المنصرم بالجزائر العاصمة. السيد ميدفيديف أضاف في هذا السياق "لقد رسمنا خطط التعاون في مجالات مثل الصناعة والنقل والاعمار والجيولوجيا والزراعة والصحة والعلوم والفضاء والتكنولوجيات المعلوماتية"، مؤكدا على استعداد بلده "لتقديم الدعم للشركاء الجزائريين الذين يعملون في الفترة الراهنة على تحويل بلادهم إلى مركز الصناعة والطاقة في شمال إفريقيا". كما أعرب عن ارتياحه لديناميكية الشراكة التي اعتبرها "أيضا نتاج حوار قائم بين المقاولين بالتوازي مع وجود اتصالات على المستوى الحكومي"، مؤكدا أن منتديات الأعمال العديدة "تساعد في تعزيز الروابط بين دوائر الأعمال وخلق الظروف المواتية للمشاريع المشتركة الجديدة (...) وينبغي للحكومتين الروسية والجزائرية أن تقوما بخلق البيئة الجاذبة لرجال الأعمال لكي يكون باستطاعتهم تحقيق هذه الفرص". على سبيل المثال، ذكر السيد ميدفيديف أنه مباشرة بعد عقد الاجتماع الثامن للجنة الحكومية المشتركة وصل إلى الجزائر ممثلو الشركات الروسية الكبرى مثل "غاز بروم" "ترنسنفط" ،«نوفاطيق" "إينتير راو إنجينيرينغ"، المجمع العلمي للإنتاج "اورالفاغونزافود" والشركات الكثيرة الأخرى، مؤكدا أنه "تم التركيز بشكل خاص على توسيع التعاون ليشمل مجال الاستثمارات". كما أكد السيد ميدفيديف أن الإعلان عن الشراكة الإستراتيجية الموقع بين البلدين في أفريل 2001 أعطى "زخما جديدا" لتطور العلاقات بين البلدين اللذين يتعاونان بشكل ناجح في مجالات عديدة من الطاقة إلى السياسة الدولية، مشيرا إلى أن الشراكة الروسية الجزائرية تدوم منذ عقود". لدى تطرقه لوجهات النظر المتشابهة حول العديد من القضايا المعاصرة أكد أن روسياوالجزائر تدعمان "تعزيز الدور الرائد للأمم المتحدة ومجلس الأمن في حفظ السلام والاستقرار الدولي وتؤيدان النظام العالمي المتعدد الأقطاب"، مضيفا في هذا السياق "نحن متضامنون: لا بد من تسوية النزاعات الإقليمية بوسائل سلمية على أساس ميثاق الأممالمتحدة استنادا إلى مبدأ سيادة القانون الدولي". للإشارة، تدوم زيارة رئيس وزراء فيدرالية روسيا ديميتري ميدفيديف إلى الجزائر يومين وذلك بدعوة من الوزير الأول أحمد أويحيى، كما تأتي عقب انعقاد الدورة الثامنة للجنة المشتركة للتعاون في سبتمبر المنصرم وستكون فرصة للجزائر وروسيا لتعميق وتعزيز حوارهما الاستراتيجي وتعاونهما المتعدد الأشكال القائم على بيان الشراكة الموقع بموسكو في أفريل 2001 تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ونظيره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.