اتخذ الوزير الأول أحمد أويحيى أولى القرارات المستعجلة لتحسين تسيير ملف الأدوية في الجزائر أحد أهم ملفات قطاع الصحة وأعقدها، حيث أمر أويحيى في تعليمة وجهها لوزارتي الصحة والمالية تلزم المصالح البنكية والمستوردين إتمام إجراءات استيراد جميع الأدوية الحيوية ذات الطابع الإستعجالي "في ظرف 24 ساعة" لتغطية النقص والعجز المسجل في لقاحات الرضع والأدوية الحساسة المتعلقة أساسا بالأمراض المزمنة مباشرة بعد تسلمه لتقرير مفصل حول القطاع. أمر أمس، الوزير الأول أحمد أويحيي في تعليمة وجهها إلى وزارتي الصحة والمالية باستيراد أي دواء حيوي ذي طابع استعجالي في غضون 24 ساعة لإنقاذ حياة المرضى، حيث أجاز المسؤول الأول في الحكومة تخفيف إجراءات استيراد الأدوية، خاصة الموجهة إلى الحالات الإستعجالية قصد تفادي حدوث مضاعفات وتعقيدات صحية للمصابين بالأمراض المزمنة والخطيرة تهدد حياتهم، ولتغطية العجز المسجل منذ أكثر من ستة أشهر في لقاحات التهاب الكبد الفيروسي والأدوية الحساسة لمرضى السرطان والقلب وبعض الأمراض المزمنة الأخرى. ورفع جمال ولد عباس وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات للوزير الأول تقريرا مفصلا حول قطاعه مباشرة بعد استلامه لحقيبة وزارة الصحة إثر تلقيه أوامر من أويحيى بإعداد تقرير تشخيصي للقطاع، حيث كلف مفتشين ومديرين مركزيين بدائرته الوزارية بإجراء تحقيقات معمقة بالصيدلية المركزية حول ندرة لقاحات الرضع والأدوية في الجزائر لتشخيص وضعية تسيير ملف الأدوية ومعرفة الأسباب الحقيقية لندرة لقاحات الرضع وبعض الأدوية في الجزائر بعد أن تجاوزت أزمة الندرة الستة أشهر. وذكرت مصادر مسؤولة بوزارة الصحة أن لجنة وزارية مختصة بصدد ضبط قائمة الأدوية الحيوية ذات الطابع الإستعجالي والمفقودة في السوق سواء الموجهة للمرضى المقيمين في المستشفيات وحالتهم الصحية خطرة أو للمرضى الماكثين في بيوتهم ويتلقون العلاج عن بعد لاستقرار حالتهم الصحية، حيث تقضي تعليمة أويحيى بتفعيل جميع الميكانيزمات بالتنسيق مع البنوك ومخابر الأدوية لاستيراد الكميات اللازمة من الأدوية الحيوية وفق صيغة الاستيراد الإستعجالي لتغطية العجز المسجل في مخزون الأدوية الحيوية في أقل ظرف زمني ممكن. وشهدت مختلف صيدليات مستشفيات الوطن وصيدليات الخواص فضلا على الصيدلية المركزية للمستشفيات منذ مطلع السنة الجارية ندرة حادة في مخزون لقاحات الرضع، خاصة اللقاحات المضادة للكبد الفيروسي والسل بالإضافة إلى عجز كبير في تلبية طلبات ذوي الأمراض المزمنة من الأدوية الحيوية، حيث أرجع المتتبعون للقطاع أسباب الندرة إلى زجّ القائمين على وزارة الصحة بمختلف مديريات ومصالح وهيآت قطاع الصحة في حملة مواجهة وباء أنفلونزا الخنازير منذ منتصف السنة المنقضية وإلى غاية مطلع السنة الجارية على حساب تسيير ملفات القطاع الأخرى وتعطيل مختلف الإجراءات فضلا عن الاضطرابات الإدارية التي شهدها معهد باستور، الجهة التجارية الوحيدة المخولة باستيراد اللقاحات ما انعكس سلبا على وفرة الأدوية واللقاحات في المستشفيات والسوق الجزائرية.