أقرّت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف إجراءات جديدة لتعيين الأئمة الخطباء، واشترطت التحقق من الخلفيات الفكرية والدينية للإمام قبل اعتلاءه المنبر لمنع وصول أي فكر دخيل إلى مساجد الجمهورية، كاشفة في نفس الوقت عن مخطط أمني لتطهير المساجد من كتب الفتنة على حد - وصفها-. قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، إن الناجحين في المسابقة الوطنية لاختيار 500 إمام سيتلقون تكوينا في المعاهد، حيث سيخضعون لتربص داخلي لتشجيعهم على تولي هذه المهنة النبيلة، مؤكدا في نفس الوقت أن مصالحه ستكون بالمرصاد لمنع وصول أي فكر دخيل عن المرجعية الوطنية، قائلا: "سنحقق من فكر وتوجهات كل إمام قبل صعوده إلى المنبر"، مضيفا خلال ندوة صحفية عقدها، الأحد، بدار الإمام، أن الناجحين في هذه المسابقة خضعوا لامتحان شفهي يراد من خلاله كشف الخلفية الفكرية للطالب استعدادا ليكون إماما في مسجد الجزائر، مضيفا "نشترط من هؤلاء أن يتماشوا مع المرجعية الوطنية، أي الذين لهم استعداد على أن يجعلوا معارفهم وخطبهم خدمة للدين والوطن". وفيما يخص المسابقة الوطنية الخاصة بالدخول لمعاهد تكوين الإطارات الدينية، أشار الوزير إلى أنه "سيتم اختبار المترشحين حول استعدادهم للتكوين في مجال الإمامة في ظل تنامي الطوائف والجمعيات التبشيرية التي تريد ان يكون لها موطئ قدم في الجزائر"، كاشفا عن وجود لجنة تعمل بالتنسيق مع المصالح المعنية لمراقبة الكتاب الديني بمناسبة الصالون الدولي للكتاب الذي سينطلق قربيا بالجزائر، مبرزا أن مصالح التفتيش التابعة لوزارته تقوم بمراقبة الكتب داخل المساجد بصفة "دورية ومستمرة". وأضاف الوزير "التحديات الآن أصبحت جديدة، خاصة وأن الغزو النحلي للجزائر في تطور، لهذا نحن نعمل على اجتثاث كتب الفتنة من المكاتب، وقد مست هذه العملية أيضا مكتبات مراكز إعادة التربية والسجون التي راجعناها ونزعنا منها الكتب ذات المحتوى التي تدفع إلى التشدد والتطرف". وبخصوص القروض الحسنة، قال الوزير إن هذه الأخيرة ليست مالا ضائعا كما يراد البعض ترويجه، بل هي قروض أعطيت لشباب بعضهم فتح بها مؤسسات صغيرة ولم يستطع أن يرجع القرض الحسن إلى الصندوق، وبعضهم لم يفتحها أصلا، وآخرين لم يستخرجوا المال، مؤكدا في نفس الوقت استمرار عملية الإحصاء، حيث يوجد لدى بنك البركة 45 مليار سنتيم على - حد قوله - ، وتم في هذا الإطار أيضا – يضيف - الوزير إعداد قائمة وطنية للذين استفادوا من القرض الحسن تشرف عليها مديرية الأوقاف أو المديرية الفرعية للزكاة لإحصائهم.