قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، الأحد، إن الميليشيات المدعومة من إيران التي اشتركت في قتال تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق يجب أن تعود إلى "ديارها"، لأن المعركة مع التنظيم توشك على الانتهاء. وشدد تيلرسون على أنه يجب على كل المقاتلين الأجانب مغادرة البلاد وترك العراقيين يعيدون بناء بلدهم. جاءت تصريحات تيلرسون خلال زيارة للسعودية في سياق جولة في المنطقة أشارت تقارير إلى أن من أهدافها الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة. وأعقبت هذه الزيارة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبني سياسة أكثر تشدداً في مواجهة إيران. وتقاتل الولاياتالمتحدة وحلفاؤها العدو نفسه الذي يقاتله الإيرانيون في المنطقة، وهو تنظيم "داعش"، بيد أن واشنطن تعارض وجود إيران في هذه الحرب. وتقاتل القوات الحكومية العراقية، التي تحظى بدعم أمريكي، مسلحي التنظيم ويساندوها مقاتلو الحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل مسلحة شيعية في الغالب، يحظى العديد منها بدعم من إيران. وقد أُتهم عدد من هذه الفصائل بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين السُّنة، ضمنها عمليات تعذيب وقتل، خلال عمليات سابقة لاستعادة مناطق كانت خاضعة للتنظيم المتشدد في العراق. وقد ساهمت فصائل الحشد الشعبي الأسبوع الماضي مع القوات الحكومية في السيطرة على مساحات كانت تخضع منذ عام 2014 لقوات البشمركة الكردية التي سيطرت عليها خلال انسحاب الجيش العراقي أمام هجمات مسلحي تنظيم "داعش" وسيطرتهم على مساحات واسعة في شمال العراق. ويطالب تيلرسون المقاتلين الشيعة في هذه الفصائل بالاندماج في الجيش العراقي أو إلقاء أسلحتهم، حسب تصريح مسؤول أمريكي ل"بي بي سي"، الذي شدد على القول إن المقاتلين المدعومين من إيران يجب أن يغادروا البلاد. من جهته، عبر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، الاثنين، عن استغرابه لتصريحات وزير الخارجية الأمريكي عن وحدات هيئة الحشد الشعبي المدعومة من إيران. وأضاف المكتب نقلاً عن مصدر مقرب من العبادي: "لا يحق لأي جهة التدخل في الشأن العراقي". وقد حضر تيلرسون إطلاق هيئة مشتركة جديدة بين العراق والسعودية لتنسيق التنمية الاقتصادية ونشاطات مكافحة الإرهاب، أطلق عليها اسم مجلس التنسيق السعودي العراقي. وقال تيلرسون، إن المجلس سيساعد العراقيين على الوقوف على أقدامهم بعد المعركة ضد "داعش"، كما سيساعد في مواجهة بعض النفوذ الإيراني في البلاد. وتقول وكالة رويترز للأنباء، إن المجلس المشترك اتفق على إعادة فتح مكتب الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) ومنح الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني (سالك) رخصة استثمار في العراق. وزار وزير الخارجية الأمريكي قطر بعد السعودية. ويأمل تيلرسون في التوصل إلى حل الأزمة المتواصلة منذ خمسة أشهر بين قطر والسعودية وحلفائها، بيد أن مثل هذا الهدف قد تعرقل. وقال تيلرسون في أعقاب محادثاته في الرياض مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان: "ليس ثمة مؤشر قوي على أن الأطراف المختلفة مستعدة لإجراء محادثات بعد".