إن التقوى خير زاد يدَّخره المرء ليوم الميعاد، فقد قال تعالى: (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى) (البقرة:791)؛ و''التقوى'' كلمة جامعة لها أبعاد تنبثق منها دلالات ومدلولات: قال شيوخ مدرسة التفسير الإشاري: التقوى بحسب حروفها، ''التاء'' إشارة للتوكل على الله، و''القاف'' إشارة لقول الحق، و''الواو'' إشارة إلى الورع، و''الياء'': إشارة إلى اليقين''. التقوى: رباط يعقل النفوس من أن تنطلق حسب رغباتها ووفق هواها، وقيد وثيق محكم لا يستطيع المؤمن التفلت منه. التقوى: مراقبة الله والحرص على مرضاته، والخوف من عذابه. التقوى: هي طاعة الله وذكر دائم له، وشكر لآلائه ونعمه.. وجميع عطاياه. التقوى: باب الآخرة!.. أكرم الناس: من اتقى الله؛ والكريم هو التقي، والكرم التقوى. الصمت يجلب التقوى، وباب الذكر.. التقوى. الإيمان عريان، لباسه التقوى! كما أن حقيقة الشكر.. التقوى. المؤمن التقي: قوّام على نفسه، يحاسبها قبل غيره. حقيقة التقوى: هي تنزيه القلب عن الذنوب، وأن يعلم العبد ماذا يتقي.. ثم يتقي! المتقون: هم الحلماء الأبرار أهل الفضائل.. منطقهم الصواب، وسترهم التواضع.. عظُم الخالق في نفوسهم، فصغر ما دونه في عيونهم، قلوبهم محزونة وشرورهم مأمونة، أنفسهم عفيفة، وأجسادهم نحيفة، وحاجاتهم خفيفة. التقوى في كتاب الله العظيم تطلق على 3 أشياء: 1 الخشية والهيبة: "وإياي فاتقون" (البقرة: 14). 2 الطاعة والعبادة: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته" (آل عمران: 201)؛ وقال ابن عباس في تفسيرها: "أطيعوا الله حق طاعته''، وقال مجاهد: "أن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى". 3 تنزيه القلب عن الذنوب: "ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون" (النور: 25). وقيل في تفسيرها: "أي من يطع الله في الفرائض، ورسوله في السنن، ويخش الله فيما مضى، ويتقه فيما هو آت فقد فاز فوزاً عظيماً؛ والفائز من زحزح عن النار وأُدخل الجنة.. وهي آية جمعت كل ما في الكتب السماوية".