عرفت ولاية البويرة في ظرف 24 ساعة الأخيرة تساقط كميات هامة من الأمطار بلغت حسب مصدر من مصالح الأرصاد الجوية بعين بسام 20 ملم، وهي أمطار كما هي نعمة على الفلاحين بالخصوص، تحولت إلى نقمة بالنسبة لسكان العديد من الأحياء ومستعملي الطرقات عبر مختلف بلديات الولاية التي تحولت إلى برك من الأوحال وغمرت الأمطار مساكنهم، ناهيك عن الطرقات التي عرفت انسدادا بفعل تراكم الأمطار التي لم تجد منفذا لها وكذا الثلوج بالمرتفعات. لم تجد التطمينات المبكرة لمصالح التطهير وكذا البلديات بولاية البويرة تجسيدا لها في أرض الواقع، حيث ذابت وعود الأخيرة بشتاء دون برك مائية وطرقات مقطوعة مع تساقط أولى الأمطار بالولاية، لتتحول أحياء إلى برك من الأوحال عزلت سكانها وحولت منازلهم إلى مسابح مغطاة على غرار ما حصل بالحي القديم بأولاد بوشية عند مخرج عاصمة الولاية، في حين تحولت العديد من مفترقات الطرق إلى مسابح على الهواء الطلق جراء انسداد البالوعات واستحالة تصريف المياه المتراكمة، وهو الحال الذي لمسناه بالقرب من مجلس القضاء بعاصمة الولاية وحي حركات وحي تيزي البير بالأخضرية وسور الغزلان، وسط سخط كبير لدى المواطن البويري الذي صب جم غضبه على مصالح بميزانيات عجزت عن السيطرة على قطرات من الأمطار المتساقطة ومشهد يتكرر في كل مناسبة. واكتست نهار السبت مرتفعات تيكجدة بأعالي جرجرة بالحلة البيضاء لأول مرة هذا الموسم مع تساقط الثلوج طيلة ليلة الجمعة إلى السبت، ليستيقظ سكان تلك المناطق على منظر طال انتظاره هذه السنة هو محل جذب للعائلات الراغبة في الاستمتاع بمشهد الثلوج الممزوج بمناظر الطبيعة الخلابة، إلا أن تساقط الثلوج وتراكمها تسبب في المقابل حسب مصدر من الدرك الوطني في غلق طريقين وطنيين هما الطريق الوطني رقم 33 الرابط بين الأسنام بالبويرة وبومهدي بتيزي وزو على مستوى تيكجدة بمسافة 2 كلم، إضافة إلى الطريق الوطني رقم 15 الرابط بين بلديتي الشرفة وأغبالو بالبويرة على مستوى منطقة عين زبدة، اين تتواجد مصالح الدرك الوطني رفقة مصالح الأشغال العمومية وآلياتها قصد إزاحة الثلوج وإعادة حركة السير إلى شكلها الطبيعي. من جهتهم، فلاحو الولاية استبشروا خيرا بكميات الأمطار المتساقطة طيلة اليومين السابقين بما ينبئ بمسم فلاحي وفير لاسيما بالنسبة لمزارع البطاطا وكذا اشجار الزيتون، موجهين نداءهم إلى الجهات المعنية قصد الاهتمام بعامل جمع المياه المتساقطة لاحتياجهم إليها في سقي محاصيلهم في فصل الصيف بدل ان تذهب سدى في الشعاب كما قالوا، مضيفين بأنهم باشروا موسمهم الفلاحي بالحرث والبذر في انتظار جني محاصيل وافرة في حالة تواصل الموسم بتساقط الغيث بشكل وفير.