أصبحت الزيادات العشوائية في أسعار الحليب ظاهرة، تعوّد عليها المواطنون على مضض، إلى درجة لم يعد يهمهم السؤال عن سبب ومصدر الزيادة، فالأهم الظفر بكيس حليب مهما كلّف الأمر... فبين سعر 25 دج للكيس مرورا ب 30 دج ووصولا حتى 50 دج للكيس، يبدو أن الطبقات الوسطى ستعاني الأمرّيْن في المستقبل القريب، بسبب غياب الرقابة على موزعي الحليب وأصحاب المحلات. تفاجأ المواطنون الأشهر الأخيرة، بالزيادات العشوائية وغير المبررة في أسعار أكياس الحليب المدعمة وغير المدعمة، باختلاف المناطق، فبالعاصمة وبينما تتوفر أكياس الحليب المدعمة ذات سعر 25 دج عبر معظم محلاّت بلدية جسر قسنطينة، تقترب قليلا نحو بلدية القبة لتتفاجأ بأسعار الحليب المدعم ارتفعت إلى 30 دج، أما ببلدية حسين داي، فنادرا ما تجد كيس حليب مدعم، فالمتوفر أكياس حليب البقر التي لا يقل ثمنها عن 40 دج، لنتفاجأ منذ يومين بهذه الأكياس يرتفع ثمنها إلى 50 دج، وعندما احتجّ الزبائن لدى صاحب أحد المحلاّت، أخبرهم بأن الزيادة جاءت مباشرة من الملبنة. فيما يرى كثير من المواطنين أن الزيادات في أكياس الحليب صار يتحكم فيها أصحاب المحلات وبعض المٌوزعين ويفرضون السِّعر الذي يُريدون، في ظلِّ سكوت وتقبل الزّبائن لأي سعر يفرض عليهم. أحد المواطنين أكد لنا شرءاه كيس حليب البقر من "رويسو" ب 50 دج منذ يومين، رغم أن الثمن كان 40 دج قبلها بيوم، وعندما استفسر الأمر من صاحب المحل، أكد له الأخير أن الملبنة هي التي رفعت السِّعر، ليتفاجأ بعدها بيوم بالعودة إلى السعر القديم أي 40 دج بعد احتجاج المواطنين، وحتى أكياس الحليب المدعمة من الدولة التي لا يتعدى ثمنها 25 دج، أصبح يتلاعب بها من جهات مجهولة، لترتفع أسعارها منذ أشهر ما بين 30 دج و35 دج في ظل غياب الرقابة من مديريات التجارة.
رفع أكياس الحليب المدعم إلى 30 دج إلى ذلك، علمت "الشروق" من مصدر من داخل مصنع الحليب ببئر خادم، أن أسعار أكياس الحليب لم ترتفع مثلما يروج له بعض أصحاب المحلات، وسعرها محدد ب 25 دج للكيس، فيما لا تتعدى أسعار أكياس حليب البقر 40 دج، وحمّل مصدرنا أسباب زيادة الأسعار إلى أصحاب المحلات، الذين يفرضون على زبائنهم زيادة غير منطقية، في ظل سكوت المواطنين، "فلو أبلغ المواطنون أقرب مركز للشرطة أو مديريّات التجارة، بالزيادة العشوائية للأسعار لتنظّمت الأمور" يقول محدثنا. كما يتلاعب بعض موزعي الحليب– حسبه- بالأسعار، حيث قد يتفقون مع صاحب محل في غير المنطقة التي يوزعون فيها أكياس الحليب، ليأخذ الأخير جميع الأكياس بسعر مضاعف، لغرض استعمالها في استخلاص مادة اللبن، وهذا ما يسبب ندرة في أكياس الحليب".
تجار يساومون الزبائن ومن جهة أخرى، أكدت الجمعية الوطنية لحماية المستهلك، تلقيها مئات الشكاوي من مواطنين، يؤكدون التلاعب بالأسعار وأيضا ندرة حليب الأكياس المدعم، فالبعض لم يدخل حليب الأكياس المدعم منازلهم منذ أكثر من شهر، حسب تأكيد رئيس الجمعية، مصطفى زبدي، معتبرا أن هذه الممارسات التي يلجأ إليها بعض التجار والموزعين، لا تشجع إطلاقا على ترقية منتج الحليب بالجزائر"، متأسفا، لكون غالبية المواطنين لا يفرقون بين أنواع الحليب من غير المدعم، فالحليب منزوع الدسم يختلف عن الحليب كامل الدسم ومع ذلك يباعان بالسعر نفسه، وهذا حسب تعبير محدثنا "تغليط للمواطن". كما تأسف لسلوك بعض الباعة الذين يجبرون المواطن على شراء كيس لبن أو علبة ياغورت، إذا أراد الحصول على كيسي حليب، مناشدا المستهلكين الاتصال على الرقم الأخضر للجمعية 3311 للتبليغ عن التجاوزات.