وصل البابا فرانسيس، الاثنين، إلى ميانمار (بورما)، في أول زيارة باباوية إلى هذا البلد، الذي اتُهم خلال العام الجاري على نطاق واسع بالتطهير العرقي ضد الروهينغا. وسينصب التركيز على إذا ما كان بابا الفاتيكان سيستخدم لفظ "الروهينغا"، في وصف الأقلية المسلمة في ميانمار، حسب ما ذكر موقع قناة "بي بي سي عربي". ويرفض المسؤولون الرسميون في ميانمار هذا اللفظ بشدة، ويثيرون مخاوف من أنه قد يتسبب في إثارة بعض العنف إذا ما استخدمه البابا. ومن المقرر أن يلتقي البابا مع أونغ سان سو كي الحاكمة الفعلية لميانمار، ومع قائد الجيش هناك. ثم يزور البابا بعد ذلك بنغلاديش، حيث يلتقي مع مجموعة من صغيرة من لاجئي الروهينغا في زيارة رمزية. ويعرف عن البابا الأرجنتيني، البالغ من العمر 80 عاماً، آراؤه المعتدلة واستعداده لرفض الظلم حول العالم. وفر أكثر من 800 ألف مسلم روهينغي من ميانمار إلى بنغلاديش المجاورة، منذ أوت الماضي، عندما بدأت حملة عسكرية عنيفة في إقليم راخين (أراكان). واستخدم البابا لفظ "إخواننا وأخواتنا من الروهينغا"، حينما عبر عن رفضه اضطهادهم، لكن الكاردينال الكاثوليكي الوحيد في ميانمار طلب منه تجنب استخدام هذا اللفظ خلال الزيارة، بسبب مخاوف من أن تؤدي إثارة الحساسيات المحلية إلى عنف في البلد ذي الغالبية البوذية. ولا يستخدم المسؤولون الرسميون في ميانمار لفظ الروهينغا، حيث يقولون إن الروهينغا جاؤوا بطريقة غير قانونية من بنغلاديش إلى ميانمار، ولذلك لا يجب أن يدرجوا ضمن المجموعات العرقية في ميانمار. ويقولون إن الحملة العسكرية في إقليم راخين تستهدف اقتلاع المتمردين، الذين يستخدمون، حسب المسؤولين، العنف. لكن الأممالمتحدة تصف أعمال العنف هناك بأنها "مثال حرفي للتطهير العرقي"، وهو الرأي الذي ردده منتقدون دوليون. ووقعت ميانمار وبنغلاديش اتفاقاً الأسبوع الماضي، لإعادة مئات الآلاف من الذين غادروا ميانمار عبر الحدود، لكن وكالات إغاثة تثير مخاوف من أي عودة قسرية ما لم تضمن سلامتهم. وقال مساعدون للبابا، إنه سيستخدم الرحلة، التي تستغرق ستة أيام، من أجل تشجيع الحوار والمصالحة، بعد الاتفاق الهش بين البلدين الأسبوع الماضي. وكانت زيارة البابا قد جرى ترتيبها قبل تلك الأزمة، حينما التقى مع سان سو كي في الفاتيكان، في ماي الماضي. وتواجه سو كي، التي حازت على جائزة نوبل للسلام، انتقادات حادة بسبب صمتها على اضطهاد الروهينغا. ويتوقع عدد كبير من الأقلية المسيحية القوية في ميانمار، البالغ عددهم 660 ألف شخص، أن يروا البابا في قداس في يانغون عاصمة ميانمار. وسوف يصبح البابا بعد ذلك أول زعيم ديني كاثوليكي، يزور بنغلاديش منذ عام 1986، حينما يصل إلى هناك الخميس المقبل.