يفاجئ صندوق الضمان الاجتماعي كل مرة المرضى، بإلغاء التعويض عن دواء معين، وهذه السنة شمل الإلغاء 22 دواء كلها. والغريب أن جميعها مطلوب بكثرة ويستعمله أصحاب الأمراض المزمنة، والإجراء أثار استياء المرضى وبعدهم الصيادلة الذين وقعوا في حرج مع زبائنهم، بعدما ألغي التعويض عن بعض الأدوية بطريقة غير مباشرة. يدفع كثير من المرضى مستقبلا فاتورة كبيرة عند اقتنائهم الدواء بواسطة بطاقة الشفاء، لأن الأخيرة لن تعوض مستقبلا جميع الأدوية، بما فيها المخصصة لأصحاب الأمراض المزمنة. والظاهرة أثارت استياء الصيادلة، حيث أكد الصيدلي وعضو بالمنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه بمكتب غليزان، عبد الحكيم بوزانة، في اتصال مع "الشروق"، أن صندوق الضمان الاجتماعي ألغى تعويض 22 دواء، ولكن بطريقة غير مباشرة، حيث إن هذه الأدوية غير مدرجة في القائمة المرجعية للدواء غير المعوض الصادرة مؤخرا بالجريدة الرسمية، ولكن تعويضها مرتبط بشروط. وحسب توضيح محدثنا، بعض الأدوية أصبحت غير معوضة بالكامل، ومنها مضادات الحساسية وأهمها تلفاست، أما أدوية أخرى فمعوضة بشروط، وأهمها دواء أسبيجيك الذي أصبح معوضا للأطفال فقط، في حين لن يتمكن الكبار من شرائه بواسطة بطاقة الشفاء لاستثنائهم من التعويض، رغم أن الأسبيجيك مستعمل بكثرة لدى الكبار حاملي الأمراض المزمنة، على غرار السكري، مرضى القلب والنساء الحوامل. وأيضا مرهم الحروق بيافين، الذي صار معوضا لأصحاب الحروق الناتجة عن العلاج بالأشعة فقط "راديو تيرابي"، في وقت لن يعوض لمن احترق مثلا بالزيت الساخن أو الماء أو بالنار، رغم غلاء هذا المرهم، حيث يقدر ثمنه ب 500 دج في الصيدليات. دواء أخر صار معوضا بشروط، وهو بيتاسيرك لعلاج الدوخة، حيث صار معوضا لأنواع معينة من الدوخة فقط. ويؤكد بوزانة أن إلغاء تعويض الكثير من الأدوية له انعكاسات سلبية على المرضى، الذين سيدفعون مبلغا ماليا أكبر عند الشراء بواسطة بطاقة الشفاء، وهو ما ينتج عنه مشاكل مع الصيادلة. والإجراء استنكرته المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك وإرشاده، مطالبة السلطات بإيجاد حلول أخرى غير المس بحقوق أساسية ودستورية للمواطن في الاستفادة من الضمان الاجتماعي.