في قصيدة للشاعر الفلسطيني محمود درويش نظمها عندما غزا الجيش الإسرائيلي لبنان في الثمانينيات من القرن الماضي وطرْد منظمة التحرير الفلسطينية وجيش تحرير فلسطين من لبنان، وكيف تنبأ بتطبيع أنظمة عربية مع العدو الصهيوني بما فيها الجزيرة العربية مهبط القرآن. يعبر الشاعر عن صمود الفلسطينيين أمام التحديات التي شملت حتى بعض العرب الذين تنكروا للقضية الفلسطينية ، فيخاطب الفلسطيني قائلا: حاصر حصارك ... لا مفرُّ سقطت ذراعك فالتقطها واضرب عدوك .. لا مقرُّ وسقطتُ قربك، فالتقطني واضرب عدوك بي... فأنت الآن حرُّ حرٌّ........ وحرُّ ويعبر عن انحراف بعض العرب الذين صاروا عملاء للغرب الذي سماه الروم على حساب المبادئ العربية الإسلامية التي تعتبر القضية الفلسطينية جوهرها فيقول: سقط القناع عربٌ أطاعوا رومهم عربٌ وباعوا روحهم عربٌ ... وضاعوا ويؤكد أن الفلسطيني صار وحده في الميدان متخلين بعض العرب عنه وعن قضيته ، لكن سيبقى يدافع عن فلسطينالمحتلة التي يرمز لها بشجرة الزيتون، فيقول: وعليك أن تحيا وأن تحيا وأن تعطي مقابل حبّة الزيتون جلدك كم كنت وحدك لاشيء يكسرنا ، فلا تغرق تماما في ما تبقى من دم ٍ فينا لنذهب داخل الروح المحاصر بالتشابه واليتامى يا ابن الهواء الصلبِ ، يا ابن اللفظة الأولى على الجزر القديمة يرى الشاعر أن خلاص الفلسطيني في أن يبعد قضيته عن استغلال الحكام العرب لها، الذين رموك في بئر وقالوا لك لا تسلِّم، فيقول: فتقمص الأشياء كي تتقمص الأشياء خطوتك الحراما واسحب ظلالك من بلاط الحاكم العربي ّ حتى لا يعلقها وساما واكسر ظلالك كلها كيلا يمدوها بساطا ً أو ظلاما كسروكَ ، كم كسروك كي يقفوا على ساقيك عرشا وتقاسموك وأنكروك وخبّأوك وأنشأوا ليديك جيشا حطّوك في جحرٍ .. وقالوا : لا تسلّم ورموك في بئر ٍ .. وقالوا : لا تسلّم ثم يؤكد على أن الفلسطينيين سيدمرون الهيكل أي المحتل الإسرائيلي رغم حصارهم وتجويعهم وتخلي الإخوة العرب عنهم ، ثم يأمر الفلسطيني بأمر رائع فيقول له حاصر حصارك: سندمر الهيكل …. سندمر الهيكل أشلاؤنا أسماؤنا . لا … لا مفر ُّ سقط القناع عن القناع عن القناع سقط القناع لا إخوة ٌ لك يا أخي ، لا أصدقاء ُ يا صديقي ، لاقلاع لا الماء عندك َ ، لا الدواء ولا السماء ولا الدماء ُ ولا الشراع ولا الأمام ولا الوراء حاصر حصارك َ ….. لا مفر ُّ ويقول إن الفلسطيني كان البداية في هذه الأرض ، واضطر للهجرة والاغتراب ، أجساده من قصب أي في المخيمات، ومحاطون بخطباء عرب ومسلمين بدجل يدعون لعودة الأندلس وحلب محاصرة: نحن البداية والبداية والبداية .كم سنة كنا هناك . ومن هنا ستهاجر العرب ُ لعقيدة ٍ أخرى وتغترب ُ قصب هياكلنا وعروشنا قصب ُ في كل مئذنة ٍ حاو ٍ ، ومغتصب ُ يدعو لأندلس إن حوصرت حلب ُ فلسطين عرفت قنبلة ذرية هيروشيما، أطلقتها علينا أمريكا بدعمها لإسرائيل، أمريكا هي الطاعون الذي ينتشر بيننا: هيروشيما هيروشيما وحدنا نصغي إلى رعد الحجارة وحدنا نصغي لما في الروح من عبث ٍ ومن جدوى وأمريكا على الأسوار تهدي كل طفل لعبة للموت عنقودية يا هيروشيما العاشق العربي أمريكا هي الطاعون ، والطاعون أمريكا نعسنا . أيقظتنا الطائرات وصوت أمريكا وأمريكا لأمريكا ويرمز للشتات الفلسطيني بالحقيبة، فهو يهيم على وجهه من مكان إلى مكان، فوطنه حقيبة، وفلسطين ضائعة بضياع العرب فهي الأندلس الأخرى: وطني حقيبه في الليل أفرشها سريرا ً وأنام فيها أدفن الأحباب فيها أرتضيها لي مصيرا ً وأموت فيها كفِّي على النجمة النجمة / الخيمه وطني حقيبه من جلد أحبابي وأندلس القريبة وطني على كتفي بقايا الأرض في جسد العروبة يشير الشاعر إلى مدينة خيبر بالحجاز التي كان يقيم بها اليهود قبل الإسلام، ومعنى ذلك أن التطبيع وصل الجزيرة العربية ومهبط القرآن الكريم فيقول: هل نستطيع الموت في ميلادنا الكحليِّ أم نحتل مئذنة ونعلن في القبائل أن يثرب أجَّرت قرآنها ليهود خيبرْ