مرت مراسيم إطلاق اسم الفنان محمد الطاهر الفرقاني، عميد أغنية المالوف، على المسرح الجهوي لقسنطينة بسلام، ولم تظهر ردود أفعال رافضة للخطوة مثلما حدث السنة الماضية بعد إعلان وزير الثقافة عن القرار. وأشرف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في أجواء هادئة، الإثنين، على إطلاق اسم عميد أغنية المالوف الفنان الراحل محمد الطاهر الفرقاني رسميا على مسرح قسنطينة الجهوي، وكان ذلك بحضور السلطات المحلية للولاية وعائلة الفنان ومحبيه من فنانين وأصدقاء، وتأتي هذه المبادرة تزامنا مع ذكرى رحيل الفنان الأولى، حيث أكد وزير الثقافة في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن هذه التسمية جاءت بقرار من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بحكم أن محمد الطاهر الفرقاني يعد واحدا من كبار الفنانين. وأضاف في نفس السياق أن الحاج محمد الطاهر الفرقاني أفنى عمره في خدمة الفن الأصيل، ف70 سنة من العطاء جعلته مدرسة دون منازع، ليترك وراءه إرثا كبيرا، وعائلة فنية، وهو يستحق منا أكثر من هذا، ولم يفوت المتحدث الفرصة ليذكر الجميع بأن المهرجان الدولي للمالوف يجب أن يرفع دوما إلى روح الفنان محمد الطاهر الفرقاني لأنه هو من حافظ عليه منذ سنوات طويلة وضحى من أجله، ومحمد الطاهر الفرقاني ليس الوحيد من أطلق اسمه على فضاء ثقافي بل كان التقدير كذلك للفنان الراحل بلاوي الهواري وملحن شهيد قسما محمد فوزي، فالحاج محمد الطاهر الفرقاني كان مدرسة تعلم وسيتعلم منها الأجيال أصول الفن الأندلسي الأصيل. وأكد الفنان سليم الفرقاني ل "الشروق"، على هامش هذا الحدث الثقافي نيابة عن كل العائلة، أن هذه الالتفاتة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تعد مفخرة وشرفا كبيرا لكل العائلة، فالرئيس "قدره في حياته وأيضا في مماته"، شاكرا للرئيس هذا التكريم، مضيفا أن المبادرة لها وقع كبير على أنفسهم، بحكم أنها تزامنت مع ذكرى رحيل الحاج الأولى الموافقة لل07 ديسمبر، فوالدي رحمة الله عليه ضحى بسني عمره من أجل أن يبقى لقسنطينة وللجزائر إرث ثقافي كبير، وهو فنان الجميع، ومن واجبنا نحن اليوم أن نحافظ على الفن الأصيل الذي تركه، ونضمن استمراريته، ليكشف أن والده كانت أمنيته أن يطلق اسمه على مسرح قسنطينة، وهاهي اليوم تحققت لكن بعد وفاته. ومن أبدوا رفضهم من قبل للفكرة، فأنا أقول لهم اليوم: سامحكم الله". ويذكر ابنه رشيد، أنه في آخر خرجة للفنان الراحل محمد الطاهر مع عائلته بقسنطينة في شهر ماي من سنة 2016، طلب من ابنه أن يمر على وسط المدينة وهناك قال له: ألا يزال مسرح قسنطينة دون اسم؟ يا ريت يطلق اسمي عليه بعد وفاتي". وللعلم، فإنه تم بالمناسبة توزيع بطاقات الفنان لمجموعة من فناني قسنطينة، بمن فيهم عائلة حشاني (دار بحري)، الفنان عاشور وحيد، حجاج كمال، قنفوذ محمد الشريف، داودي هشام وغيرهم.