الواقعة التي حدثت يوم الأربعاء بجنوب إفريقيا و التي كان بطلها اللاعب رفيق صايفي الذي راح يتخلى مرة أخرى عن قيمه الأخلاقية و يعتدي على امرأة(نعم امرأة) ما هو سوى حلقة واحدة من مسلسل أسود حول علاقة الصحافة الجزائرية بلاعبي و مسئولي المنتخب الوطني ... علاقة لم تعرف يوما الهدنة ،بل طبعها دائما التصعيد الخطير بين الجابين ، لا سيما في السنوات و الأشهر الأخيرة ،و بالضبط منذ ركب "الخضر" قطار تصفيات المونديال ،و السفريات الكثيرة التي خاضها الصحفيون مع المنتخب الوطني إلى أدغال إفريقيا و مختلف الدول الأوروبية , و لأن العلاقة بين المنتخب الوطني و الصحافة ميزها دائما الجري وراء السبق و الأخبار الطريفة حتى ولو تعلق الأمر بالحياة الخاصة للاعبين،فالمواجهات بين الطرفين بلغت أعلى درجات التعفن و التوتر ، فانتهج اللاعبون أسلوب التفضيل بين الصحف فكل لاعب لديه جريدته الخاصة التي يتحدث لها دون غيرها و هو ما أصبح خلق نوعا من الشحناء و الغضب بين الطرفين ،فأصبحت في المنتخب الوطني مجموعتين أو بالأحرى مجموعات ،كل لاعب محسوب على جريدة ما ،بينما بقية الصحف "غير المنحازة" تدفع وحدها ثمن ذلك التفريق و تكاد لا تنال شيئا من هذا اللاعب أو ذاك طالما أنها لا تنتمي لأحد الطرفين . و الحقيقة أن صايفي هذا ليست المرة الأولى التي يبادر بالهجوم و الاعتداء على نفس الصحفية ،فما فعله يوم الأربعاء هي الحلقة الثانية،و ستكون ربما الأخيرة طالما أن اللاعب ختم مشاركته الدولية بتلك اللقطة و سيعلق الحذاء "الدولي"لا محالة في الأيام القليلة المقبلة، فقد اعتدى عليها بنفس اللقطة بعد نهاية مباراة الجزائر –الأورغواي بملعب 5جويلية ،كما حضرت الصحافة لمشاهد أخرى مماثلة في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة بأنغولا لما قاطع اللاعبون الصحافة الجزائرية ،و راح هؤلاء يردون عليهم بطريقتهم الخاصة يوم أداروا لهم ظهورهم بعد المباراة أمام مالي،و هي اللقطة التي هزت استقرار المنتخب و كانت بمثابة مادة دسمة للصحافة العالمية الحاضرة بعين المكان ،و حتى الناخب الوطني الوطني ركب قطار المقاطعة آنذاك لما صرح أن بعض الصحفيين المتواجدين في أنغولا خونة،،و لحسن الحظ أن الأمور عادت إلى نصابها بمجرد تدخل رئيس الفاف. كما عاشت الصحافة نفس المتاعب خلال تربص ألمانيا لما رفض بعض اللاعبين التصريح لما اتهموا بعض الصحفيين بضرب استقرار المنتخب لما نشروا بعض الأرقام بخصوص العلاوات التي قد ينالونها نظير التأهل إلى الدور الثاني ،قبل أن يعود الهدوء إلى الواجهة ،لكن التربص انتهى بواقعة أخرى فريدة لما تشابك أحد أعوان المنتخب مع صحفي جزائري ،لكن النار أخمدت بسرعة عشية تنقل الفريق إلى جنوب إفريقيا ،وهاهو صايفي يتألق مرة أخرى و يخطف الأضواء مكرسا "الحرب الباردة "بين المنتخب الوطني و الصحافة ،حرب لاشك أنها لن تنتهي في غياب قنوات اتصال حقيقية بين الفاف و أصحاب المهنة خصوصا قيل و خلال المواعيد الهامة.