عندما أعلن اللاعب الكبير زين الدين زيدان عن مجيئه إلى أرض الوطن للمشاركة في دورة كروية استعراضية داخل القاعة، ظنّ البعض أنّها مجرد وعود لن تتجسد على أرض الواقع، بما أن الأمر لا يتعلق بزيارة رسمية كتلك التي حظي بها سابقا تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، بل بمجرد دورة كروية استعراضية من تنظيم الودادية الجزائرية للاعبين القدامى لكرة القدم وفقط، لكن “زيزو” طبق المثل القائل وعد “الحر دين عليه” ووفى بوعده هذا وحل منتصف نهار أمس بأرض والديه وأجداده وأجداد أجداده، وشارك في الدورة الكروية التي احتضنتها القاعة البيضاوية... وأمتع الحضور بفنياته وسحره وغادر بعدها من حيث أتى، حاملا معه كل معاني الاحترام الذي يكنه له الجزائريون الذين ذهلوا في وقت سابق لتواضعه ووطنيته، وها هم يقطعون الشك باليقين ويتأكدون للمرة الألف بأن من دافع بالأمس القريب عن ألوان منتخب “الديكة”، جزائري أصيل ابن جزائري أصيل أيضا، لبى نداء وطنه عندما دعي، وساعد أبناء جلدته عندما اقتضت الضرورة أيضا، ورحب بالتواجد وسط أهله رغم أن الأمر يتعلق بدورة كروية استعراضية داخل القاعة فقط. لبى دعوة فخامته وحضر وزار موطنه وحظي باستقبال لا مثيل له ولا تعد الزيارة التي قام بها زيدان أمس إلى أرض الآباء والأجداد لا أوّل ولا آخر زيارة يقوم بها هذا اللاعب الكبير، لأنه وفضلا عن الزيارات التي كان يقوم بها إلى مسقط رأس والده في منطقة القبائل لما كان طفلا صغيرا، لبى بعد 20 سنة كاملة من الغياب دعوة فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في آخر شهر من سنة 2006 وأبى إلا أن يزور بلده الأصلي، وكانت تلك أول زيارة رسمية لنجم ريال مدريد آنذاك إلى موطنه الأصلي، حيث لبى الدعوة بصدر رحب، وخص باستقبال حار وسط حشود من الجماهير الجزائرية التي سعدت لمجيئه، وقضى يومين كاملين خص فيهما بكرم ضيافة لم يخص بها من قبل ربما في أي بلد، وأثبت بذلك أنه وطني حتى النخاع وأنه “ما يحول ولا يزول”، فاستقبل من طرف فخامته، وزار مسقط رأس والديه، وزار المعاقل التي كان يلعب فيها وهو طفل صبي صغير، بل وحضر مباراة لحساب البطولة الوطنية بين اتحاد العاصمة وشبيبة بجاية، وأعطى إشارة انطلاقتها، وتابعها باهتمام شديد، ونشط ندوة صحافية بعدها أجاب من خلالها على كافة أسئلة الصحافيين دون حرج أو تردد وغادر، بل ولبى خلال تلك الزيارة رغبات كل المعجبين الذي اقتربوا منه لالتقاط صور مع لاعب كبير وشخصية كروية من طينته. رحّب ب “الهدّاف“ في مدريد ووعد من هناك: “سألعب لقاء إستعراضيا في الجزائر يوما ما“ تلبية زيدان لدعوة فخامة رئيس الجمهورية لم تكن سوى واجبا قام به هذا اللاعب الكبير تجاه وطنه ورئيسه، لأن الالتفاتات الطيبة التي تستحق التنويه والتي قام بها الجزائري الأصل والجذور تجاه بلده الأصلي كثيرة وكثيرة جدا، ولعل ما قام به سنة 2005 عندما استضاف بعثة “الهداف” في معقل ريال مدريد عندما كان لاعبا في صفوف النادي الملكي لخير دليل على ذلك، حيث استقبلنا بمعية صاحب لقب أفضل لاعب جزائري في تلك السنة موسى صايب وسلمه الكرة الذهبية بعد أن تعذر عليه الحضور للجزائر من أجل تسليمه إياها بسبب ارتباطاته مع ناديه الملكي، بل وخصنا يومها بحوار أتذكر أنه وعد من خلاله في إجابته على سؤال زميلنا حول ما إذا كان سيشارك في مباراة العودة بين المنتخبين الفرنسي والجزائري، بأن يأتي إلى الجزائر يوما للمشاركة في مباراة كروية استعراضية، وها هو يفي بذلك الوعد الذي قطعه علينا وعلى الشعب الجزائري منذ خمس سنوات كاملة، ويحل فعلا بأرض الوطن، ويشارك في مباراة كروية استعراضية رفقة نجوم فرنسا لسنة 1998 ونجوم الجزائر، وهو ما يدل على أنه صاحب كلمة بحق. زار اللاعبين في “كاستولي“ ووعد بأن يكون في الجزائر خلال مارس ووفى زيدان أيضا بزيارته هذه بالوعد الذي قطعه لأشبال المدرب رابح سعدان في تربص فرنسا ب “كاستولي“ تحضيرا لنهائيات كأس إفريقيا التي جرت مؤخرا بأنغولا، إذ وفي زيارته المفاجئة سرّا في ليلة من اللّيالي الباردة لشهر ديسمبر الماضي، التقى اللاعبين وشكرهم على مشوارهم الرائع في الإقصائيات المزدوجة، وعلى نجاحهم في التأهل إلى نهائيات كأس العالم، وشجعهم على ضرورة تشريف الكرة الجزائرية في أنغولا، قبل أن يغادرهم بوعد يتمثل في زيارة الجزائر خلال شهر مارس الجاري، وهو الوعد الذي وفى به بمجيئه أمس ومشاركته في الدورة الكروية الاستعراضية التي كانت القاعة البيضاوية مسرحا لها، وهو ما أثبت من خلاله أيضا مرة أخرى على وطنيته وانتمائه إلى هذا الوطن، وعلى أنه رجل كلمة بحق وحقيقة أيضا. أرسل قميصه إلى عائلة ڤاسمي بعد وفاته وقفات النجم زيدان مع أبناء وطنه لم تقتصر عند كل هذه الزيارات، بل أن للاعب الكبير كانت له وقفة لازالت “الهداف” تتذكرها ولا زالت عائلة المرحوم حسين ڤاسمي تذكرها على الخصوص، فعندما توفي المرحوم ڤاسمي سنة 2000 تعذر على “زيزو” المجيء إلى الجزائر من أجل تقديم تعازيه إلى عائلة الفقيد وكافة الأسرة الرياضية التي تأثرت بذلك المصاب الجلل، وذلك بسبب ارتباطاته آنذاك وناديه الإيطالي “جوفنتوس”، لكنه قام بالتفاتة طيبة مسحت ولو قليلا من دموع عائلة المرحوم الحزينة لفراق ابنها، عندما أرسل قميصا خاصا به إلى عائلته في “الكاليتوس” تعبيرا منه على مساندته لها ولأفرادها في تلك الفترة العصيبة بالذات، وهي التفاتة تعكس مدى اهتمام زيدان في تلك الفترة بكل ما يتعلق ببلده الأصلي، وتميط اللثام أيضا عن وجهه الآخر، الوجه الحنون والطيب لإنسان مخلص لوالديه وموطنهما الذي هو موطنه الأصلي في الحقيقة. زار الصحراء وتمتع بسحرها وجمالها “زيزو” الجزائر لم يلب دعوة فخامة رئيس الجمهورية مرة واحدة، بل لباها مع مطلع سنة 2009 وبالضبط في منتصف شهر فيفري عندما زار الصحراء رفقة رفقة زوجته وأبنائه وعائلته الكبيرة المتمثلة في والديه وبعض من أشقائه، حيث زار منطقة جانت في أقصى الجنوبالجزائري وقضى أياما رائعة في صحراء بلاده تمتع خلالها بالمواقع السياحية التي تزخر بها هذه الصحراء من جبال الطاسيلي وغير ذلك من المناطق الأثرية لهذه المنطقة، واستغل تواجده هناك وقام بمنح العديد من الهدايا القيمة لأطفال الجنوب الذين غادرهم على وعد وأمل التقائهم مجددا في المنطقة نفسها مستقبلا. لبى دعوة جزائري بسيط في كندا وشارك من أجل إنجاح دورته وطنية زيدان وشعوره بالانتماء إلى كل ما هو جزائري كرستها أيضا الالتفاتة الطيبة التي أقدم على القيام بها الصائفة الماضية تجاه أحد الجزائريين المقيمين في كندا، حيث أقدم هذا الجزائري على تنظيم دورة كروية هناك دعا إليها زيدان من أجل إنجاحها، ولبى “زيزو“ الدعوة دون أن يتفاوض على الشق المالي، ومن دون أن يناقش حتى القيمة التي منحها له هذا الجزائري، وشارك هناك رفقة نجوم كروية عالمية وأمتع الحضور بفنياته وسحره، بل وبتواضعه أيضا عندما قال ل“الهداف” في تصريح حصري هناك: “جئت إلى كندا تلبية لدعوة ابن جلدتي الذي أراد أن ينجح هذه الدورة، حيث دعاني ولبيت دعوته بصدر رحب، وأتيت من أجله ومن أجل الجماهير التي كانت ترغب في الاستمتاع بتواجدنا هنا”، تصريح كاف ليؤكد أن ابن منطقة القبائل أصيل وابن الأصول أيضا. الموعد عن قريب وزيدان يعرف الموعد جيّدا وهكذا كان زيدان دائما وأبدا عندما يتعلق الأمر ببلد الأجداد والآباء، مرحبا بالتواجد وسط أهله وأبناء جلدته، ومرحبا في الرد على مطالبهم، متواضعا في التعامل معهم، خجولا في الرد على أسئلتهم واستفساراتهم، وهكذا كانت خرجات زيدان مع الجزائر وأبنائها، وهكذا لبى دعوتي فخامته في مناسبتين، وهكذا لبى دعوة قدامى الجزائر للمشاركة في الدورة الكروية أمس، وهكذا تذكر مرحوم الكرة الجزائرية حسين ڤاسمي، وهكذا لبى دعوة مواطن جزائري بسيط يعيش في كندا، عندما شارك في الدورة الكروية التي نظمها ونجح في تنظيمها، وهكذا استضاف “الهداف“ لما تعلق الأمر بتكريم لاعب كبير من طينة صايب، ومن المؤكد أن للقصة حلقات وفصول أخرى، ستتجسد في المستقبل بزيارات أخرى مفاجئة ومبرمجة لا ندري مسبقا متى ستكون لكن “زيزو” الوحيد الذي يدري موعدها فلننتظره سويا عندما يأتي مستقبلا. ---------- 11 أكتوبر 2003... زيدان: “صور زلزال 2003 سبّبت لي إضطرابا” في ال 11 أكتوبر من سنة 2003، أي أربعة أشهر ونصف بعد زلزال ماي الذي ضرب منطقتي بومرداس والعاصمة، برمج النجم العالمي زين الدين زيدان مباراة خيرية في مدينة مرسيليا خصص مداخيلها لضحايا هذه الكارثة، وقد اختار في ذلك الوقت جريدة “الهداف” من أجل التعبير عن تضامنه مع ضحايا هذه المأساة وكذا تأثره الشديد بسبب كل ما حدث في بلده الأصلي ولأبناء جلدته، وقد صرح لمبعوتنا الخاص في مرسيليا آن ذاك قائلا: “الزلزال الذي ضرب الجزائر العاصمة وضواحيها أثر في كثيرا، الصور التي شاهدتها بعد حدوث الكارثة سببت لي اضطرابا، فلا لا أعتقد أن أي إنسان لم يشعر بالحزن جراء ما شاهده في الجزائر بسبب هذا الزلزال. مشاهدة كل ذلك العدد من الضحايا والخسائر المادية أثرت في وجعلتني أفكر كثيرا في الكيفية التي يمكنني بها تقديم المساعدة للعائلات التي تضررت، وقد جاءتني فكرة برمجة لقاء ودي تكون مداخيله موجهة للمنكوبين، هنا فكّرت مباشرة في المنتخب الفرنسي الفائز بكأس العالم 1998 والذي يمثل علامة مسجلة لدى الفرنسيين والعالم بأسره ويمكن الجزم بنجاح العملية، أما المنافس فقد فكّرت في فريق مرسيليا الأكثر شعبية في فرنسا، بعدها اتصلت مباشرة بأبطال العالم 98 عبر جمعية منتخب أبطال العالم 98، وقد أعطى الجميع موافقته على هذا الأمر”. وأضاف “زيزو”: “فكّرت في مدينة مرسيليا لأنها أولا وقبل كل شيء المدينة التي ترعرعت فيها وعشقت كرة القدم من خلالها، ملعب “الفيلودروم” هو ملعب عالمي كنت أذهب لمشاهدة مباريات أولمبيك مرسيليا فيه، وكنت دائما أتمنى أن أجري فيه أفضل مبارياتي، لهذا قررت إجراء هذا اللقاء في هذه المدينة، وقلت إنه المكان الأنسب لإنجاح المبادرة، من جهة أخرى فريق مرسيليا لديه شعبية كبيرة في فرنسا وخارج فرنسا ومن الطبيعي أن يقبل مسيروه المشاركة في مبادرة نبيلة”. “كل ما يخص الجزائر يخصني” وفي بقية حديثه مع مبعوثنا إلى مرسيليا آنذاك، ركز زيدان خلال حديثه عن تعلقه الشديد ببلده الأم الجزائر، والتي كان دائما يشعر بالحنين إليها ويعتبر نفسه قريبا جدا منها، وقد أكد على أن أي شيء يخص الجزائر يخصه ويعنيه وقال: “أنا من أصول جزائرية، هذا الأمر لم أنكره يوما ولن أفعله، عندما يتعلق الأمر بمساعدة الناس الذين يعانون يجب أن أكون حاضرا لأنه واجبي، لدي عائلة تعيش في الجزائر وقد قلقنا كثيرا بعد سماعنا أخبار الزلزال والكارثة التي ألمت بالشعب الجزائري، فكل ما يخص الجزائر يخصني ويعنيني، أنا أشعر دائما أني مرتبط بالجزائر.” “نعم لازلت أحب شبيبة القبائل وأملك ثلاثة أقمصة لهذا النادي في منزلي” قبل أن ينهي حواره معنا، سأل مبعوثنا الخاص زيدان عما إذا كان يتابع أخبار الكرة الجزائرية، خاصة المحلية بما أنه نجم عالمي ولا يجد دائما الوقت الكافي لمتابعة كل شيء، لكن “زيزو” فاجأ الجميع لما أكد أنه يعشق شبيبة القبائل ولازال يحب هذا النادي، حتى أنه يحتفظ بثلاثة أقمصة للشبيبة في منزله، وقال حينها: “لازلت أحب شبيبة القبائل وأحاول أن أعرف أخبارها، كنت أحمل هذا النادي دائما في قلبي ولا أزال كذلك، أؤكد لك أني أملك ثلاثة أقمصة لشبيبة القبائل في منزلي، أحتفظ بها منذ مدة ولم أرمها”. 26 أفريل 2005... “إجراء لقاء آخر بين الجزائروفرنسا سيكون أمرا رائعا” مثلما ذكرناه في السابق فإن زين الدين زيدان كان دائما يحلم بإجراء لقاء آخر بين الجزائروفرنسا ويلعب في الجزائر، هذه الرغبة أعرب عنها في العديد من المرات، ومرة أخرى قبل “زيزو” أن يتحدث مع جريدة “الهداف” ويؤكد لها رغبته هذه وهذا حينما استقبل مبعوثنا الخاص في مدريد، خلال إحدى الحصص التدريبية للنادي الملكي في مركز النادي (لاروزس)، وقد كشفنا من خلال حوارنا الحصري معه عن بعض الأمور المتعلقة بحياة اللاعب وقدمناه للجمهور الجزائري بصورة لم يسبق أن شاهدها عنه، حيث تعرف الجزائريون يوم 26 أفريل 2005 على نجمهم المفضل “زيزو” بطريقة خاصة قربتها لهم جريدتهم الأولى “الهداف” و”لوبيتور”، والتي استقبلت هذا النجم مرة أخرى حين قدّم الكرة الذهبية للنجم الجزائري موسى صايب، وقال خلال هذا الحوار: “موسى صايب لاعب موهوب ومن طينة الكبار، في بدايتي الكروية كنت أقارن نفسي به كثيرا، فهو يذكرني دائما بأصولي الجزائرية، ليس هذا اللاعب فقط الذي أعرفه من الجزائر، بل هناك الكثير منهم على غرار علي بن عربية، جمال بلماضي ورفيق صايفي. هؤلاء اللاعبين أحبهم كثيرا.” بعدها تحدث زيدان عن لقاء الجزائر- فرنسا، الذي كان يحلم بإجرائه في الجزائر عقب ذلك الذي أجري في فرنسا في حديقة الأمراء يوم 6 أكتوبر 2001 وتوقّف بسبب اجتياح بعض الأنصار الملعب الباريسي، وقال في هذا الصدد: “لا زلت آمل في إجراء لقاء آخر بين الجزائروفرنسا، وأتمنى أن يكون في الجزائر، أحتفظ في ذاكرتي بصورة كل أولئك الذين جاؤوا من البلد من أجل مشاهدة اللقاء بين فرنساوالجزائر في 2001، سيكون أمرا رائعا لو نجري هذا اللقاء من جديد وفي الجزائر”. تجدر الإشارة إلى أن النجم زيدان ومثل ما هو معروف عليه استقبل مبعوثنا الخاص إلى مدريد جيدا وخصّه بمعاملة خاصة، وقد قدمنا له قميص المنتخب الوطني الجزائري يحمل اسمه والرقم عشرة، وهو القميص الذي وقع عليه واحتفظ به بكل فخر في خزانته المليئة بالتتويجات. 2006... “ أنا سعيد بالتواجد في بلدي” أما خلال زيارته الرسمية للجزائر سنة 2006 فقد فضل زيدان أن يتوجه للصحافة الجزائرية بصفة عامة حتى لا يحدث أي مشكل، وقد عقد ندوة صحفية تميزت “الهداف” من خلال تغطيتها الشاملة لها. وقد عبر “زيزو” خلال هذه الندوة عن سعادته الكبيرة بتواجده في بلده وبين أبناء جلدته وقال: “أنا سعيد جدا بالتواجد على أرض بلدي الأصلي، منذ وصولي شعرت بشيء خاص....اليوم حققت حلما ومشروعا كان يدور دائما في ذهني”، كما صرح كذلك بعد عودته مرة أخرى إلى العاصمة: “شعرت بحاجة وحنين للعودة لبلد أجدادي ووالدي... قضاء 5 أيام في بلدي والشعور بالجمال الطبيعي للبحر والشمس وكل ما يميز الجزائر ومنطقة القبائل أمر رائع”. 01 جويلية 2009... “إذا ذهبت الجزائر إلى المونديال، سأذهب لمشاهدتها حاملا علما بين يدي” وكالعادة، قبل زيدان مرة أخرى أن يخص جريدة “الهداف” بحوار حصري، أكد من خلاله أنه لا يمكنه أن يرفض أي رغبة تأتيه من أبناء بلده. الحوار أجري في الفاتح جويلية 2009 في كندا أين كان يشارك النجم في لقاء ودي نظمه أحد الجزائريين المقيمين هناك وهو عدلاني أحسن، وقد تمكن مبعوثنا الخاص خلال هذا الحوار من جعل زيدان يتحدث عن المنتخب الوطني وعن حظوظه في المرور إلى كأس العالم بجنوب إفريقيا 2010، وقال: “أتابع منذ مدة نتائج المنتخب الوطني الجزائري، شاهدت بعض الملخصات، لكني أتابع أكثر النتائج التي حققها... أعرف أنه على رأس مجموعته في التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى “الكان” 2010 وكأس العالم 2010، وصراحة سأكون سعيدا للغاية بمشاهدة “الخضر” في المونديال القادم...فلم نشاهد الجزائر منذ فترة طويلة في المحافل الدولية، لم نشاهد كذلك الجزائر تلعب بهذه الطريقة الجميلة منذ فترة. التغلب على فرق كبيرة مثل مصر يؤكد أننا في الطريق الصحيح، على كل حال سأكون سعيدا للغاية لو يتمكن المنتخب الجزائري من التأهل إلى كأس العالم 2010 وسأذهب إلى مشاهدتهم في جنوب إفريقيا حاملا الراية الوطنية بين يدي”. 28 ديسمبر 2009...“موعدنا في الفاتح مارس” ومثلما أشرنا إليه سابقا، فقد وعد زيدان الجمهور الجزائري بملاقاته في الفاتح مارس من سنة 2010، وقد وفى فعلا “زيزو” بوعده حيث كان حاضرا أمس بالقاعة البيضوية رفقة نجوم فرنسا 98، هذا الأمر كان قد صرح لنا به حصريا يوم 28 ديسمبر 2009 خلال حوار معه أثناء زيارته المفاجئة التي قام بها ل “للخضر” في تربص “كاستولي” والتي كانت “الهداف” الوحيدة التي غطتها، وقال يومها: “كنت أتمنى لو أن هذه الزيارة جرت بعيدة عن أعين الصحفيين، لأنها أولا وقبل كل شيء شخصية وعائلية، أردت أن أستغل تواجد المنتخب الجزائري في مرسيليا من أجل التعرف على اللاعبين وتهنئتهم على الإنجاز الذي حققوه من خلال تأهلهم إلى كأسي العالم وإفريقيا 2010، وقد أردت أن أخبر اللاعبين إلى أي حد أنا فخور بهم وأشكرهم بهذه المناسبة لإدخالهم السعادة في قلوب كل الجزائريين، وفي الوقت نفسه أشجعهم على تقديم كل ما بوسعهم في “الكان” القادم. صراحة، لقد اكتشفت مجموعة رائعة تكوّن المنتخب الوطني، تسودها أجواء حميمية جدا وهو الأمر الذي يبشر بمستقبل زاهر للمنتخب وأغتنم هذه الفرصة لأضرب موعدا للجمهور الجزائري في الفاتح مارس حيث سأذهب إلى الجزائر إن شاء الله.”