أعلنت مجموعة من الشخصيات البرلمانية والنضاليّة والحزبيّة الجزائرية، رفقة ممثلين عن الفصائل الفلسطينية عن إطلاق مبادرة شعبية حرّة لنصرة القدس ومؤازرة قضية الأمّة المركزيّة. ومن مقرّ جريدة "الشروق"، الذي احتضن أمس، فعاليات ندوة مفتوحة حول آليات مواجهة قرار الإدارة الأمريكية بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، أجمع المشاركون، على أنّ الرهان القادم هو تفعيل العمل الشعبي، والضغط البرلماني والإعلامي والدولي من أجل إجهاض مخطط الرئيس ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلّة. وبالمناسبة، شدّد ضيوف "الشروق"، ومنهم وزراء سابقون وبرلمانيون ورؤساء أحزاب وكتاب ومثقفون، فضلا عن ممثلي الفصائل الفلسطينية في الجزائر، على أن قرار ترامب قد بعث القضية المركزية للأمة من جديد في وجدان كل أحرار العالم، وفي مقدمتهم الشعوب الإسلامية والعربيّة، مجمعين على أن وضع دول المنطقة وما تعانيه من تمزّق واقتتال وخلافات عميقة قد شجّع الإدارة الأمريكية على هذه الخطوة المعاكسة للمواثيق والأعراف الدوليّة، ولكنهم راهنوا على أنّ تحركات الشعوب ورد فعلها القوي سيسقط القرار الجائر في الماء. وقد خرجت ندوة "الشروق" بمجموعة من الأفكار العمليّة والمقترحات البنّاءة لتفعيل العمل الشعبي والجمعوي لإسناد القضية الفلسطينية في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الأمة في سياق دولي انتقالي وحرج، حيث أبرز المشاركون أهميّة التحرك الجماهيري المنظم والتعبئة العامّة للشارع عن طريق لجنة شعبية وطنية، فضلا عن مبادرة برلمانية تتولى التنسيق مع برلمانات العالم الحرّ، كما أعلن عن الشروع في تأسيس مرصد لمناهضة التطبيع في الدول العربيّة، زيادة على سلسلة من التحركات الموجهة صوب الإدارة الأمريكيةوالفلسطينية والبعثات الدبلوماسية المعتمدة في الجزائر.
القائم بالأعمال لدى السفارة الفلسطينية في الجزائر يعلن: وقفة احتجاجية الثلاثاء القادم لنصرة القدس أعلن القائم بالأعمال، في السفارة الفلسطينية في الجزائر، الأستاذ، بشير أبو حطب، عن تنظيم وقفة احتجاجية الثلاثاء القادم في الساعة الواحدة زوالا لنصرة القضية الفلسطينية، داعيا جميع الغيورين للمشاركة في الوقفة ورفض قرار الرئيس الأمريكي الأخير. وقال ضيف "الشروق" إن قرار تحويل عاصمة فلسطينالقدس إلى الكيان الصهيوني، فاجأ الجميع نظرا لفظاعته، ودناءته، وصنفه ضمن رغبة الإدارة الأمريكية في مغازلة اللوبي الإسرائيلي، خاصة أن دونالد ترامب يعاني من أزمة داخلية قد تطيح به سياسيا. ولفت أبو حطب، أن القرار مخالف لكل الأعراف الدولية الرسمية التي اعترفت بأن القدس جزء من الأراضي الفلسطينية. وأضاف المتحدث قائلا: "هذا القرار بالنسبة إلينا كفلسطينيين لن يغير من واقع الأمر شيئا، ولا يستطيع رئيس أو أي شخص كان تغيير الوضع بجرة قلم أو إلغاء التاريخ" على حد تعبيره. وتابع: "القدس تمثل رمزية عربية وإسلامية والقرار الأمريكي مرفوض من الجميع". وحمل القائم بالأعمال بالسفارة الفلسطينية في الجزائر، المسؤولية للحكام والأنظمة العربية التي خذلت القضية الفلسطينية، مشددا على أن القادم أخطر والقرارات التي سيتم اتخاذها لن تقل خطورة عن هذا القرار. ولفت المتحدث إلى أنه تم تهيئة المنطقة العربية وإلهاؤها وإضعافها وإدخالها في صراعات إثنية وطائفية، مشددا على أن هذا القرار جاء بعد حالة التشرذم التي تعيشها الدول العربية التي دخلت في صراعات ألهتها عن القضية الفلسطينية". وذكّر بأن الأهداف التي تحاك ضد المنطقة العربية خطيرة ويراد من ورائها تغيير تشكيلة خارطة الشرق الأوسط وحتى تركيبة الدول والشعوب". وتابع: "لن نقبل برئيس يأتي على ظهر الدبابة الأمريكية، أو الإسرائيلية وحتى العربية". ويؤكد القائم بالأعمال بالسفارة الفلسطينية في الجزائر، أن الشعب الفلسطيني مستعد للموت على أسوار القدس للتصدي للقرار الأمريكي حتى لو تطلب ذلك 100 سنة، محذرا من حالة التصعيد في المنطقة والدخول في مرحلة اللااستقرار والعنف.
أكد أنّ الجميع معني بدعم القدس.. مقري: نثمّن موقف الجزائر وهذه آليات المرحلة قدم عضو مؤسسة القدس العالمية، الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، جملة مقترحات عملية آنية، من ثماني نقاط، لدعم ومساندة القضية الفلسطينية، منها تأسيس هيئة داعمة لمساندة القدسوفلسطين مفتوحة لجميع الفعاليات والحساسيات، والعمل على فضح كل شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وحرص مقري على الإشادة بالمواقف الثابتة والمتقدمة جدا للجزائر حيال فلسطين. وكشف مقري، خلال مشاركته في ندوة "الشروق" عن الأطر العامة للمبادرة التي اقترحها والتي لاقت الإجماع الكلي من الحضور، سواء من الفعاليات الفلسطينية وهي السلطة، وحركة حماس والجبهة الشعبية، علاوة على نخب جزائرية وحزبية، ومن مقترحات الرئيس السابق لحمس "تأسيس هيئة داعمة لمساندة القدسوفلسطين، وتأسيس مرصد لمواجهة التطبيع العربي يتولى ملاحقة الظاهرة وكشف أي محاولات اختراق صهيوني للمؤسسات الرسمية"، وهنا نبه إلى أن بوابة التطبيع تتمثل في فرنسا. واستحضر مقري حديثا جمعه بالراحل الأستاذ عبد الحميد مهري، تناول مسألة التطبيع، حيث نقل عنه قوله" طلب من الجزائر السكوت عن القضية الفلسطينية، وأن تسحب نفسها من الريادة في القضية الفلسطينية، لأن الغرب يعرف أن تطبيع الجزائر مع الكيان الصهيوني غير ممكن البتة"، وتوقف مقري، وهو المصطف بقوة مع المعارضة، للثناء على مواقف الجزائر من القضية الفلسطينية، وقال "نشكر الحكومة الجزائرية، لكننا نأمل في أن يكون اهتمامها أكثر من القدر الحاصل حاليا"، وكشف أن مقترحاته تشمل رفع رسالة إلى وزارة الخارجية في هذا الخصوص. ومن النقاط التي استعرضها ضيف "الشروق"، تسليم رسالة إلى السفارة الفلسطينية، لرفعها إلى الرئيس محمود عباس ابو مازن، تشمل شكره على مواقفه من خطوة الإدارة الأمريكية، ورفضه استقبال نائب الرئيس الأمريكي، وتثبيته على مواقفه، ودعوته إلى ضرورة المضي نحو مصالحة شاملة وكاملة مع جميع الأطراف الفلسطينية لمواجهة العدو الصهيوني، ومقابل ذلك رفع رسائل إلى جميع البعثات الدبلوماسية المعتمدة في الجزائر خاصة القوى الكبرى والفعالة كالاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، والمملكة العربية السعودية، بأنه لا يمكن لأي حاكم في العالم أن بيع فلسطين. علاوة على ذلك، يدعو مقري إلى ضرورة الدعم الإعلامي لخيار المقاومة والضغط على الفلسطينيين للوحدة ووقف التنسيق الأمني بين السلطة والكيان الصهيوني، وإنتاج أفلام وثائقية لربط فلسطينبالجزائر، وومضات ترويجية. وخاض مقري في الشأن الداخلي الفلسطيني، حيث أشار إلى أن أساس الوحدة بين مكونات البيت الفلسطيني يجب أن تتم على أساس خيار المقاومة لا على أساس التفاوض، ويجزم المتحدث "لا أعتقد بحصول وحدة بين خيار المقاومة وخيار الاستسلام، لقد تأكدنا اليوم ماذا حصل بعد سنوات من مسار التسوية الذي رعته الإدارة الأمريكية"، ونبه مقري إلى أوراق أخرى منها المقاومة بالسلاح والدبلوماسية، وأكد أن نجاح الثورة الجزائرية في طرد المستعمر الفرنسي راجع إلى مسالتين اثنتين هما "التضحيات وتأييد العرب والمسلمين".
مستشار المدير العام لمجمّع "الشروق" علي ذراع: "علينا مقاطعة كل ما هو أمريكي والعودة إلى المقاومة" أكد المستشار الإعلامي بمجمع "الشروق"، علي ذراع، على ضرورة مقاطعة كل ما هو أمريكي، تنديدا بقرار الرئيس دونالد ترامب القاضي بإعلان القدس الشريف عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، معتبرا إياه انتهاكا صارخا للقرارات الدولية والأممية. وقال علي ذراع أمس، خلال ندوة "الشروق" حول "آليات مواجهة قرارات الإدارة الأمريكية": "حقيقة تداعيات القرار الأمريكي الصهيوني خطيرة للغاية لكنها مفرحة في نفس الوقت، حيث من شأنه توحيد الشعوب العربية والإسلامية حول قضيتهم الأم فلسطين، وسيعطي الحق لهذه الشعوب بالدفاع عنها والنضال من أجلها". ويعتقد المتحدث جازما أن القضية الفلسطينية من دون قدس وغزة ليست قضية، لأنهما الهدف الأسمى الذي يجب الدفاع عنهما، مضيفا بأن الشيء الإيجابي في كل هجمة صهيونية على فلسطين هو الالتفاف الشعبي العربي رغم اختلاف وجهات النظر والتوجهات والتيارات". وشدد علي ذراع، على ضرورة العودة إلى الأسلوب القديم في المقاومة والدفاع عن النفس لأن قرار ترامب يتطلب تفكيرا جديا من النخب العربية مؤكدا: "القدس لنا وإذا ضاعت ضاع كل شيء". وفي قراءته للقرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي، قال علي ذراع: " دونالد ترامب يعاني من مشاكل داخلية ورفض شعبي، ولهذا يريد تحويل الأنظار إلى قضية أخرى، فاختار القدس". مشيرا بهذا الخصوص: "لكن القضية الفلسطينية لن تموت حتى لو اختلفنا في آرائنا وأفكارنا ونظرتنا للمستقبل، فالانخراط في مسعى النضال والمقاومة يبقى واجبا". ودعا المتحدث في نفس السياق إلى موقف عربي مشرف، مثل مقاطعة كل ما هو منتج أمريكي، ووقف سياسات التخاذل العربي الرسمي التي أثرت سلبا على القضية الفلسطينية.
حذّر من حكومة عالمية عاصمتها القدس الشريف اللواء مجاهد يرسم "رباعيّة" المواجهة مع الكيان الصهيوني أكد اللواء المتقاعد، عبد العزيز مجاهد، أنه لا يمكن فصل النزاع مع الكيان الصهيوني عن السياق التاريخي، انطلاقا مما تم تقريره في "سايكس بيكو" بداية القرن العشرين، وصولا إلى بعض الساسة المتحكمين في عدد من الدول العربية التي صارت تتآمر جهارا نهارا على القضية المركزية للعرب والمسلمين. وقدر القائد السابق للأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة العسكرية بشرشال، في ندوة "الشروق" التي تناولت وضع خطة عمل لمواجهة توجه الإدارة الأمريكية نحو نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس الشريف، أننا نشهد حالة "مشاريع قائمة بأدوات معروفة ضد القضية الفلسطينية، ولم يعد هنالك في الوقت الراهن مؤامرات"، واستشهد المعني في رؤيته بقرار الكونغرس الأمريكي سنة 1995 بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، والذي صدر بعد سنة فقط من الضغط الذي مارسته الإدارة الأمريكية على الرئيس الراحل ياسر عرفات للتنازل عن القدس. كما رفض الضابط السامي السابق في المؤسسة العسكرية، فصل المشاريع التي تُحاك في المنطقة الغربية وتحديدا القدس، عن صراع الأمم، وطرفيه أوروبا وأمريكا في جهة، في مواجهة القوى المتصاعدة في عدد من مناطق العالم، لاسيما الصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، وقال "هنالك وهمٌ نتيجة غياب وعي لدينا.. لما نتحدث عن القدس نعتقد أننا لوحدنا، لكن هنالك قوى تخطط وتهندس، نحن في منطقة حزام جغرافي أمني لهم - يقصد للغرب - يجب أن نعي أن الغرب لا يأخذنا بعين الاعتبار أبدا، مواجهته اليوم هي لدول آسيا". وفضل اللواء "مجاهد" الذي تولى مناصب رفيعة في المؤسسة العسكرية، منها قائد أركان القوات البرية والمدير المركزي للصحة العسكرية، تقديم تحليل استراتيجيي للصراع مع الكيان الصهيوني وحلفائه، بالتأكيد "يجب إحداث عملية فرز، كيف ندخل معركة دون أن نعرف من هم حلفاؤنا وأعداؤنا، يجب علينا أن نذكَر كل مواطن بواجباته وتحديد العدو الحقيقي لأبناء الأمة". كما أعاب المتدخل حصر قضية فلسطين للعرب والمسلمين فقط، فيما ينتقي الغرب حلفاءه في هذه المعركة، التي يرمي من خلالها إلى تأسيس "حكومة عالمية عاصمتها القدس الشريف". وعن آليات مواجهة أمريكا، رد اللواء مجاهد، أن أحسن سبيل هو استنباط النموذج الذي اعتمدته الجزائر للتحرر من الاستعمار الفرنسي وقال "من سنة 1830 وحتى 1945 فشلت المقاومة الشعبية في طرد المستعمر، لكن النصر تأتّى بعد الثورة التحريرية، والتي كانت نواتها المنظمة الخاصة"، وتابع "النصر يأتي عبر رباعية التوعية والتنظيم والتعبئة والتجنيد".
ممثل حركة "حماس" في الجزائر محمد عثمان: "يجب استغلال قرار ترامب لترتيب البيت الفلسطيني قيادة وشعبا" حذر محمد عثمان ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الجزائر، من قرار الرئيس الأمريكي، الذي يتنافى مع كل الأعراف الدبلوماسية والقواعد المنبثقة عن الشرعية الأممية وقرارات مجلس الأمن ومؤسسات هيئة الأممالمتحدة. وأشاد المتحدث خلال مشاركته في ندوة "الشروق" أمس السبت، بالهبة الشعبية تضامنا مع فلسطين من طنجة إلى جاكرتا، معتبرا أن الشعوب العربية لا تزال تؤمن بالقضية الفلسطينية وتدافع عنها بشراسة وهذا الأهم، لأنه أمر ضروري يتطلب التثمين حسبه. في حين انتقد محمد عثمان، بشدة المواقف الرسمية العربية التي تعبر عن حالة من الضياع والتشرذم وتلميع صورة الاحتلال، مشيرا إلى أن انبطاح سياسيات بعض الأنظمة والحكومات العربية، أغرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتعدي على القدس وتنفيذ هذا القرار الخطير. ولفت ممثل حركة "حماس" بالجزائر، بأن الشعوب العربية قالت كلمتها وعبرت بنبض صادق "القدس عربي وسيبقى" وإسرائيل ليس لها دولة حتى تكون لها عاصمة، مضيفا: "وهو صوت الشعوب المجردة من السلاح ولهذا على السلطات الفلسطينية الضغط على الإدارة الأمريكية لمراجعة قرارها الخطير، لأنه يتناقض مع مفاوضات إحلال السلام في المنطقة". وقال المتحدث إن الشعب الفلسطيني وحيد في معركته أمام الكيان الصهيوني، باستثناء مواقف الشعوب العربية المشرفة، وعلينا الاعتماد على أنفسنا وتوحيد القوى والصفوف، لأن القرار لا يحتمل التباطؤ أو التمهل، لافتا: "علينا أن نكون في مستوى التحديات ونتوحد في جميع المواقع ونتحدث بلسان واحد". ويرى ممثل حركة حماس في الجزائر، "أن القرار الأمريكي التصعيدي بتحويل القدس إلى عاصمة الكيان الصهيوني، يتطلب اتخاذ موقف جدي وحازم وتجميد كل الاتصالات والمحادثات مع الإدارة الأمريكية"، متابعا: "القرار يفرض علينا أن نتوجه نحو مقاومة مسلحة شعبية ولا يجب علينا الانقلاب على الوحدة مع ضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين". وقال عثمان ممثل حركة حماس في الجزائر: "مشروعنا الوطني مهدد أكثر من أي وقت مضى وأضعنا الكثير من الفرص وهناك مبرر قوي لقول الشعب كلمته هذه المرة والتوحد واستغلال قرار الرئيس الأمريكي لمراجعة حساباتنا كفلسطينيين قيادة وشعبا".
عضو مؤسسة القدس العالمية بالجزائر، محمد ذويبي: "فوبيا أمريكا" منع إيصال المساعدات إلى الفلسطينيين قال الأمين العام لحركة النهضة، وعضو مؤسسة القدس العالمية لفرعها بالجزائر، محمد ذويبي، إن المؤسسة سبق وأن حذرت من السياسات المتبعة من الإدارة الأمريكية وسلطات الاحتلال، وكان آخر فصولها قرار ترامب الاستعداد لنقل سفارة بلده إلى القدس الشريف واعترافه بها عاصمة للصهاينة. وذكر ذويبي خلال مشاركته في ندوة "الشروق"، تناولت وضع خطة عمل لمواجهة توجه الإدارة الأمريكية نحو نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس الشريف، أن خطوة ترامب تحمل مسألتين، ايجابية وسلبية، لكنه توقف عند الايجابية منها، بالتأكيد "من ايجابيات القرار إسقاط الوهم الذي كان يعترينا من أمريكا"، ودعا إلى ضرورة إنهاء حالة الخوف من أمريكا التي كانت تقذف كل من يدعم القضية الفلسطينية بجرم الإرهاب، ليظهر أنها اكبر إرهابي في العالم"، على حدّ قوله. وعاد ذويبي بالحضور، إلى العمل الذي قامت به مؤسسة القدس العالمية لفرعها بالجزائر، الذي أسسه الراحلان الشيخ عبد الرحمان شيبان والأستاذ عبد الحميد مهري، حيث جمعت المؤسسة سنة 2008 مبالغ مالية لفائدة الأقصى والقدس، لكن لم تتمكن المؤسسة من تحويل تلك المبالغ إلى الجهة المعنية بسبب تعقيدات إدارية وبيروقراطية، ولمح إلى أن تعطل إيصال المبالغ المالية راجع بالأساس إلى الخشية من الإدارة الأمريكية. وتبعا لهذا الحال، طالب ذويبي "يجب تحرير أنفسنا من الفوبيا، حتى وإن ماتت الأنظمة، فلن تموت الشعوب والضمائر الحية"، وتابع "المطلوب الآن وبالسرعة القصوى استكمال مسار المصالحة بين إخوتنا الفلسطينيين، وتحررنا من الفوبيا التي سكنت أنسفنا... لقد صارت كل خطوة نتخذها لصالح قضيتنا المركزية تعني شبهة الإرهاب، لدرجة أن بعض الأطراف رفضت نشر التقارير السنوية لمؤسسة القدس بشبهة الإرهاب كذلك، رغم أن الإرهابي الكبير متواجد في تل أبيب وواشنطن". وبالعودة إلى التقارير السنوية لمؤسسة القدس، قال ذويبي، الذي فقد إحدى عينيه خلال مشاركته في أسطول الحرية إلى غزة برصاص الجيش الصهيوني، إنها نبهت في وقت سابق إلى التحيز الفاضح للغرب في صورة أمريكا والاتحاد الأوروبي وكندا للمحتل الصهيوني.
دعت إلى العمل مع قوى المقاومة ومحاربة الصهيونية الجاحظية تضع مقرها تحت تصرّف نشطاء القضية الفلسطينية دعا رئيس الجمعية الثقافية الجاحظية، محمد تين، إلى ضرورة أن تحسم الشعوب العربية والإسلامية أمرها بشأن الصهيونية التي وصفها بالمنتوج الخالص للاستعمار، مؤكدا أن فلسطين هي مركز الصراع الثقافي والعقائدي والفكري مع الصهيونية. ويذكر "تين" الذي يتولى تسيير الجاحظية بعد رحيل الطاهر وطار، أن الوقت قد حان للفصل والحسم النهائي لخيارات الشعوب، فإما أن "تكون مع محور المقاومة أو محور المساومة والانبطاح"، وعلق على الخيار الثاني بالقول "الأشقاء، يقصد الفلسطينيين، دخلوا في مفاوضات مع الكيان الصهيوني لسنوات طويلة، ولم يكن ذلك المسار سوى سراب، لكن بالمقابل نرى الصهاينة مستمرين في بناء المستعمرات وتهويد القدس، تحت قيادة ورعاية النظام الأمريكي". وقدم الأستاذ تين، جملة من الاقتراحات خلال مشاركته في ندوة "الشروق" تناولت وضع خطة عمل لمواجهة قرار الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، ومن ذلك "العمل مع من تبقى من القوى الجاهزة للمقاومة ومحاربة الصهيونية، المشكلة من الأحزاب والجمعيات والشخصيات الوطنية، وضرورة تنسيقها مع الأطراف والجهات التي تشاركها نفس القناعات في العالمين العربي والإسلامي"، وشدد المتحدث "يعرف العدو الصهيوني والأمريكي أن الخطر يأتي من الشعوب لذلك عمل على تشتيت شعوب المنطقة وإلهائها عن القضية المركزية". ومن النقاط التي تناولها ضيف الشروق، "توسيع اللقاءات بين النشطاء، ومد جسور التواصل إلى خارج التراب الجزائري، على أن يتكفل المجتمع المدني والنخب بالاحتكاك بالقطاعات الشعبية لإحباط مخطط الفتن في المنطقة"، ونبه إلى ضرورة صرف النظر عن الأنظمة المطبعة مع الكيان الصهيوني والمتأرجحة كما سماها، لكنه دعا إلى التعامل مع المجتمعات المدنية الحية في تلك الدول. كما شدد على ضرورة أن يكون العمل الأدنى في هذه الفترة "قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وإنهاء تواجد القواعد العسكرية في بعض الدول العربية"، وأكد المتحدث أن مقر الجاحظية موضوع تحت تصرف الجميع في أي نشاط يعني القضية الفلسطينية، حيث أنشأت الجمعية الثقافية للراحل الطاهر وطار، ناديا لمقاومة التطبيع ومناهضة الفوضى الخلاقة.
ممثل "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" محمد صلاح: تواطؤ العرب وتشرذم الصف الفلسطيني شجّع ترامب على قراره اعتبر محمد صلاح، ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الجزائر، قرار تحويل عاصمة فلسطين "القدس" إلى الكيان الصهيوني، بالعمل غير "المعزول" ونتيجة طبيعية لمجمل التطورات التي تعيشها المنطقة العربية، وهدفها تدمير كيانات الدول من العراق إلى سوريا واليمن. وقال المتحدث خلال مشاركته في ندوة "الشروق" إن المخطط الأمريكي شهد نوعا من الانكسار في منطقة الشرق الأوسط، الذي تعتبر القضية الفلسطينية في صلبه المحوري، ولهذا أرادت أمريكا العود من بوابة هذا القرار مستغلة الوضع العربي المتهرئ. واتهم ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، المؤسسات العربية الرسمية بالتواطؤ مع الكيان الصهيوني، في تدمير الدول الوطنية. كما حمّل القيادة الفلسطينية ومختلف الفاعلين والفصائل مسؤولية تشجيع الإدارة الأمريكية على اتخاذ هكذا قرار بحكم أن الوضع الداخلي الفلسطيني لا يُشجع على التوحد والالتفاف حول قيادة متمسكة. وتساءل: "في هذه الحالة كيف نتعامل مع هذا القرار؟" مشيرا: "نحن بحاجة إلى نقلة وإعادة قراءة خياراتنا كفلسطينيين، لأنّ قرار ترامب لن يكون الأخير وستكون قرارات أخطر من طرف الإدارة الأمريكية وهناك أمر يجب الوقوف عنده والانتباه إليه وهو وتيرة الاستيطان المخيفة والأهداف المبيتة لتغيير التشكيلة الديمغرافية للفلسطينيين. ودعا المتحدث إلى اتخاذ موقف صلب وجاد من طرف القيادة الفلسطينية لإجبار الإدارة الأمريكية على التراجع عن قرارها ومقاطعة العلاقات مع إسرائيل، مشيرا بهذا الخصوص: "هلكنا بعد مرور 24 سنة من المفاوضات غير المجدية ونحن بحاجة إلى كل القوى الفلسطينية والاجتماع على موقف موحد".
الكاتب الفلسطيني صالح عوض: قرار ترامب ليس مشكلة فلسطين بل غياب الوعي! اعتبر الكاتب الفلسطيني صالح عوض، أن مشكلة فلسطين لا تكمن في القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بل في النظرة الفلسطينية والعربية لأمريكا وسياساتها في المنطقة، متسائلا: "ماذا سيكون موقفنا في حال التراجع عن القرار الأمريكي"؟ وقال المتحدث في ندوة "الشروق" أمس، إن أهم شيء في الوقت الراهن، استعادة الوعي لأننا - حسبه - نفتقد للوعي الاستراتيجي ونظرة شاملة على المدى البعيد، مشيرا "لا تزال للأسف سياستنا ظرفية وتسيرها المعارك وردة الفعل فقط". ولفت: "فلسطين تمثل بالنسبة لنا مسؤولية تاريخية حساسة أكثر من الشعوب العربية"، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية هي عدو الفلسطينيين وما الكيان الصهيوني إلا مجرد أداة وسيظل كذلك. وقال صالح عوض إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيصدم مع قوافل مجاهدين يواجهونه، ولهذا فإن القرار القاضي بتحويل القدس إلى عاصمة للكيان الصهيوني ليس مشكلة بالنسبة للفلسطينيين، لأن هناك مقاومة في الأمة العربية، لكن هذا القرار عليه أن يأخذنا إلى عمق القضية الفلسطينية، على حد قوله.
الوزيرة السابقة نادية لعبيدي تتعهد : "سنطلق مبادرة برلمانيّة لنصرة فلسطين" أعلنت وزيرة الثقافة سابقا والبرلمانية عن حزب جبهة التحرير الوطني، نادية لعبيدي، عزمها على إيجاد مبادرة عمل في المجلس الشعبي الوطني مع مختلف التشكيلات السياسية، والهيئات التشريعية الدولية، لمساندة الشعب الفلسطيني. وردت لعبيدي، خلال مشاركتها في ندوة "الشروق" التي تناولت وضع خطة عمل لمواجهة قرار الإدارة الأمريكية بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس الشريف، انه من الضروري حاليا محاربة "التشاؤم والإحباط، لأن القضية الفلسطينية هي الوحيدة الواجب أن تبقى في المخيلة والوجدان والضمير". وأشارت لعبيدي إلى أهمية التعاون البرلماني في المحافل الدولية لفضح الإرهاب الصهيوني، واستشهدت بما حصل في ندوة برلمانية قبل أيام بروسيا، عندما طرد مسؤول الوفد الكويتي الوفد الصهيوني المشارك، مع ترديده عبارة "غادر.. يداك ملطخة بدماء الأطفال والأبرياء".