يصف المستشار في السفارة الفلسطينية هيثم عمايري، السياسة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي في حق القضية الفلسطينية بأنها "دعششة للعمل الدبلوماسي، وأنها إرهاب دولة"، ويقر المعني في هذا الحوار مع الشروق بصعوبة مواجهة الإدارة الأمريكية، لكنه تحدث عن عدة خيارات متاحة للسلطة الفلسطينية ومنها مقايضة ترامب، علاوة على آليات أخرى للأنظمة العربية، ويبدي مواقفه من حالة الخذلان التي تطبع العرب حيال أمريكا ومن ذلك إشادة أحد المشايخ بترامب ووصفه بأنه يقود العالم والإنسانية إلى السلام، ويبدي الدبلوماسي الفلسطيني ارتياحا كبيرا للموقف الجزائري الرسمي والشعبي من القضية المركزية للعرب والمسلمين. كيف تعلق السلطة الفلسطينية على قرار الرئيس ترامب؟ فلسطين والشعب الفلسطيني وكل الفلسطينيين يعلقون على هذه الخطوة الجريمة النكراء بأنها حرب وجريمة كاملة الأركان من قيادة الشعب الأمريكي بحق الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، عندما يقرر ترامب بان تكون القدس وهي في السياسة عاصمة الدولة الفلسطينية، بأن تكون عاصمة لدولة الاحتلال، هو وعد جديد هو وعد ترامبي، كما هو وعد بلفور الذي مضى عليه 100 عام لإعطاء القدس، القدس هي ملك الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، نحن أمام حالة يقدم فيها من لا يملك لمن لا يستحق. ماذا تعني القدس؟ تعني الكثير بالنسبة للشعب الفلسطيني ولمليار ونصف مليار مسلم، الإدارة الأمريكية اصطدمت بالشرعية الدولية وخرجت عن القانون الدولي، لأن عام 1947 تم تقسيم الأرض الفلسطينية، وللأسف الشرعية الدولية خانت العبد الفلسطيني وتآمرت عليه عندما أعطت دولة لليهود في فلسطين وبقيت حقوق الفلسطيني وهي الدولة الفلسطينية بما فيها القدس أراض تحت الاحتلال، يُمنع المساس بها حسب القانون الدولي، ولكن قيام ترامب بهذه الجريمة، ولماذا أقول جريمة مكتملة الأركان، لأنه وقبل إقدامه على قراره، كل الأشقاء العرب والأصدقاء والشعب الفلسطيني تقدموا إلى الإدارة الأمريكية وأعلنوا رفضهم لما كان يخطط له، والإدارة الأمريكية التي باعت نفسها، كانت تقول ستكون انها وسيطا نزيها من خلال المفاوضات قبل أكثر من 25 سنة، عندما فتحت مع منظمة التحرير من خلال سفيرها بن مترو المفاوضات، وبعدها الإدارات الأمريكية المتعاقبة أرادت أن تكون وسيطا نزيها، ولكن للأسف لم تكن كذلك وتآمرت على الشعب الفلسطيني، وما حصل كان تتويجا لهذا القرار. الحقوق الفلسطينية الآن أصبحت يزداد عليها ويتم بيعها من خلال دولة كبيرة تملك العضوية الكاملة في الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي، وحق الفيتو، المؤامرة الأمريكية على الشعب الفلسطيني لم تحدث اليوم فقط، ما حصل الأربعاء كان تتويجا له، باعتقادي أن الإجراءات التي اتخذها العدو الصهيوني على الأرض الفلسطينية من تهويد وقتل وملاحقة، وخطته المقيتة بأن تكون القدس في 2020 يهودية، حيث لا يزيد المكون الفلسطيني أكثر من 12 بالمائة، ويجب أن يكون تعداد الفلسطينيين في الضفة الغربية بأن لا يزيد عن مليون مستوطن هو تتويج لذلك، القرارات المتخذة من الإدارة الأمريكية من عدم تجديد رخصة منظمة التحرير الفلسطينية، وأيضا قرار الكونغرس بوقف تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني، إذا نحن أمام تتويج لما أتي به ترامب وانحياز للطرف المعتدي، ويبزر ترامب بهويته اليهودية بجلاء كما أبرزته ابنته ايفانكا.
لكن هناك اختلاف جوهر العرب من عقود وهم يتحدون دون أن يفعلوا، أما ترامب فوعد بنقل السفارة وفعل، هذا هو الفارق بين الطرفين؟ أمريكا نصف العالم، تملك مقدرات سياسية واقتصادية وعسكرية مدمرة، لا تستطيع أن تحيد أو تبتعد عنها، تعلمون سابقا ما قامت به الإدارة الأمريكية في حقنا، عندما دخلت فلسطين لمنظمة اليونسكو، أمريكا انسحب منها، وفي حقوق الإنسان كذلك، أنت في صراعك مع الآخر تحدث عملية الفرز، عندما انحازت أمريكا انحاز معنا الكثير من الأصدقاء والمقربين من قضيتنا.
معذرة، هذا من ناحية العدد، أما من ناحية القوة والفاعلية فلا أثر لذلك؟ هذا طبيعي، الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه داخل فلسطين وخارجه وفي الخط الأخضر هو وحدة واحدة، نريد أن تكون الأمة بمستوى الحدث، لأن ما جرى باعتراف أمريكا بعاصمة الكيان الصهيوني أنها القدس، باعتقادي بلغ السيل الزبى، لا يكفي الشجب والاستنكار. العمل العربي يجب أن يكون بمستوى التحدي، الدعم العربي خجول، إلا من رحم ربي، وهنا الفرصة سانحة لأشكر الجزائر رئيسا وحكومة وشعبا، على دعمه للحق الفلسطيني ودعمه حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، كما نشكر الأحزاب والمنظمات الشعبية، نشكر حزب جبهة التحرير الوطني وحركة مجتمع السلم وجبهة العدالة والتنمية والكشافة، واتحاد العمال، التي أصدرت بيانات شجب وتنديد، كما أن البيان الصادر عن الخارجية كان في المستوى، الجزائر تدعم القضية الفلسطينية، نريد من الشقيق العربي أن يكون الدعم تحريرا لا إغاثة.
ما المطلوب حقا من الأنظمة العربية حتى تترجم أقوالها إلى أفعال.. بما أن الشعوب مغلوبة على أمرها؟ الشعب العربي شعب يحتضن القضية الفلسطينية، كثير منهم أصابه الوهن في السنوات الأخيرة، إذا ركبها الحصان سينهض بحول الله، لأن الرافعة السياسية لنضال وتحرر الشعب الفلسطيني هي الحاضنة العربية، أنا أعيد وأكرر أريد من الشقيق العربي الرفع من التحدي، مطلوب منا الكثير من الأشياء إلغاء اتفاقياتهم والضغط بالتهديد وسحب السفراء واستدعاء السفراء ووقف العلاقات التجارية.
وماذا عن إغلاق القواعد الأمريكية، وهي كثيرة؟ هنالك الكثير من الأمور يجب أخذها في هذا السياق، ومن خلال خطة توجه عربي مركز، لا يجب أن يكون الجهد فرديا، شبيها بحالة الطائر الذي يحلق متفردا بعيدا، يجب أن تكون الأمة العربية محافظة على مصالحها، وترامب هذا التاجر لا يفهم إلا لغة المصالح ودخوله وإعلانه القدس عاصمة لاحتلال له علاقة بسياق المصالح، إذا لم ير ترامب نفسه خاسرا فلن يتراجع، العلاقات بين الدول ليست جمعيات خيرية، العلاقات بين الدول مصالح بامتياز، اعتقد أنه الوقت لتوحيد الصف العربي والأخذ باستراتيجيات عمل ثقافي وعمل دبلوماسي.
ما تتحدث به يتعارض مع ما هو موجود في الواقع، عندما نستمع لمرجع إسلامي بارز له حظوة ومكانة بأن الرئيس الأمريكي يقود العالم إلى السلام، كيف تفسر حالة الانبطاح والوهن التي اعترت الأنظمة العربية ورموزها؟ ترامب أتى قبل عام وكان يكذب على كل العالم بما في ذلك العالم العربي وهناك من صدقه وأعتقد أنه سيكون حاميا من الدواعش والقاعدة، ويود أن يحارب الإرهاب، أعتقد أن ما أقدم عليه دعششة للعمل الدبلوماسي، وهو إرهاب الدولة التي لها كامل العضوية في مجلس الأمن والأممالمتحدة، هل يعرف ترامب ما يعني الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني؟ هو خروج عن الشرعية الدولية، كما أنه ضرب القرارات الدولية عرض الحائط، أنت هنا تدعشش العمل الدبلوماسي، هذه المنظمات تحكمها قوانين وقرارات، ولما تخرج عنها أنت تخرج عن القانون، نحن الفلسطينيين بعدما أقدم عليه ترامب، سنحاكم هذا الرجل والإدارة الأمريكية في كل المحافل. فلسطين ستسعى لتكون عضويتها كاملة في الأممالمتحدة هي عضو في الأنتربول والجنائية الدولية، عضو في اليونسكو، الكثير من الشرعيات ننتسب لها، وسنحاكم هذا الرجل، ترامب أقدم على جريمة نكراء أعطى ما لا يملك لأناس لا يستحقونه. ما نقوله ونؤكد كذلك، أن القدس هي عاصمة الدولة الفلسطينيةالقدس لنا، القدس في القلوب والعيون نفنى ولا تهون الشعب الفلسطيني منذ أكثر من مئة عام وهو في ثورة ضد الاحتلال والتهويد ولن يتوقف، وستزيد جرعة الانتفاضة، وسوف نصد الأعداء، فلا قيمة لفلسطين من دون القدس، ولا قيمة للقدس بدون المسجد الأقصى، لقد مسوا الجهاز العصبي للأمة.
هل مسار التسوية قُبر بقرار ترامب؟ أعتقد أنه قبل 7 سنوات، أعلنت القيادة الفلسطينية أن المفاوضات أصبحت خلف ظهورنا، نحن لا نريد للشريك الأمريكي لوحده راعيا، نريد الرباعية الدولية والهيئات الدولية، وندعو إلى حوار صريح بوقت محدود له أدبياته وأولوياته، ويجب أن يفضي إلى دولة فلسطينية إلى حدود الرابع من جوان عام 1967، بعودة اللاجئين وعاصمتها القدس الشريف، هذا ما أعلنه الرئيس ابو مازن في خطابه للأمة، إن إعلان ترامب جريمة نكراء وسنحمي المقدسات من العين، ولكن من خلال الشرعية الدولية نحن كشعب فلسطيني لا يجب أن نبتعد عن الشرعية الدولية والتي ظلمتنا، الشقيق العربي يجب أن يحضن الفلسطيني حتى يحقق ما يريد، نحن نقول فلسطين كلنا لنا القدس ويافا وعكا والناصرة.
تتحدث عن شرعية دولية ظلمتكم، أين هو خيار السلاح، مع هكذا معتدي إلى متى تستمرون في طاولة مفاوضات أوصلتكم إلى التهام كامل حقوق الفلسطينيين؟ كل الخيارات مفتوحة أمام الشعب الفلسطيني، والرئيس أبو مازن قال الفلسطينيون يملكون كل الخيارات، وفلسطين لنا والقدس لنا عاصمة للحلم الفلسطيني، وهنالك دعوات لأن يعقد المجلس الوطني الفلسطيني جلسة لتمتين الوحدة الفلسطينية بما تم الاتفاق عليه شهر أكتوبر بين حماس وفتح، إذا كنا موحدين ومتفقين نستطيع أن نقوم بأشياء كثيرة ونحقق الكثير.
ألا تعتقد أن ما حصل، تم التمهيد له في فترات سابقة، نرى التودد للكيان الصهيوني، عمليات تطبيع تتم جهارا نهارا، أخبار تتحدث عن زيارات قادت أمراء عرب إلى تل أبيب، صهيوني يصول ويجول في المسجد النبوي، يعني عملية تسليم القدس للصهاينة مسألة تحصيل حاصل بالمؤخرة؟ ترامب قام بعمل بلطجة ولم ينتظر أي موقف أو سلوك من أي أحد، ولديه برنامج يتساوق مع الهدف الصهيوني، والإدارات الأمريكية السابقة حمت المشروع الصهيوني، منذ 1956 أثناء العدوان الثلاثي على مصر، بعدها أمريكا طالبت بريطانيا بترك المكان لهم، ومنذ ذلك التاريخ أمريكا تقرر ما تريده للمنطقة، نحن ننظر أننا جزء من هذه المنطقة العظيمة، وإن حصل بعض السلوك الشاذ أو النشاز هذا لا يعيب الأمة، الأمة عظيمة لها تاريخ مجيد وتليد ولن تترك الشعب الفلسطيني، تخيل عدم وجود المقدسات بدون أمة، يعني الأمة بدون هوية ولا تاريخ ولا موروث ثقافي، النظام العربي الرسمي مازال متمسكا بخطة السلام العربية التي أعلنها في بيروت، لا تقوم علاقات مع الطرف النقيض وهو العدو الصهيوني إلا بعد تحقيق حق الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
ما هي دعوتكم للجزائريين في هذا الظرف الحساس والخاص جدا؟ الجزائر تقاسمت لقمة الرغيف مع الشعب الفلسطيني على مدار عقود، الجزائر دعمت القضية والثورة الفلسطينية، واحتضنت الفلسطيني لما ضاقت به الجغرافيا، الجزائر شريكة لنا في كل شيء، وفي كل المفاصل شريكة لنا، أول شحنة سلاح كانت للثورة الفلسطينية كانت من الجزائر، الجزائر تدرب وتكون الكوادر الفلسطينية من أول من بدأ الحلم الفلسطيني، أتحدث معك ويوجد مجموعة من الكوادر الفلسطينية المدنية، تدرب العديد من المجالات، نطلب من الأشقاء أن يبقوا دائما معنا وهم كذلك، ونقول لهم نحن على العهد والوعد ولن نحيد ولن نكيل، فلسطين لنا ولكم ونحن شركاء في هذا الحلم الذي ستحقق، ترامب سيمضي وتبقى القدس، إدارته ستمضي وتبقى فلسطين، سنكافح وسنحارب لنقيم فلسطين الحلم، ونشاركم الأعراس.