تفتح محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء شرق العاصمة الأسبوع المقبل، واحدة من أفظع جرائم القتل التي عرفها المجتمع الجزائري، تصلح وقائعها لأن تكون أحد سيناريوهات أفلام الرعب الأمريكية، حيث عاش أطوارها أحد أحياء بلدية بلكور وسط العاصمة، ويتعلق الأمر بملف "سفاح بلكور" مرتكب سلسة جرائم قتل بشعة في حق أربعة أشخاص والتنكيل بجثثهم دون رحمة. وتشير المعلومات السابقة حول الملف الذي سيعرض على طاولة قاضي الجنايات الاثنين المقبل، إلى أن المتهم تمكن من قتل أربعة أشخاص ببرودة أعصاب واستطاع طمس معالم جرائمه بطريقة ذكية، لم تتمكن حتى مصالح الأمن من فك لغزها أو التوصل إلى القاتل إلا بعد مرور 6 سنوات،حيث كشفت التحريات الأمنية بعد مدة أن المتهم كان يقوم بتقطيع جثث ضحاياه إلى أجزاء صغيرة ودفنها قبل سكب سائل "روح الملح" عليها لتفادي انتشار الرائحة. المتهم انطلق في سلسلة جرائمه بأول ضحية ويتعلق الأمر بصديقه صاحب 34 ربيعا، وانطبق عليه المثل القائل: "يقتل القتيل ويمشي في جنازته". هذا الأخير، لم يكن صديقه فقط بل وشريكه أيضا، كان يدير معه أحد مواقف السيارات في الحي الذي أصبح قبره لاحقا بعد قتله ودفنه هناك، ثم التفكير في حيلة لإقناع أهله وجيرانه بأنه سافر إلى اليونان، ومساندة والدته بعد غيابه، غير أن القضية بقيت لغزا لسنوات دون اكتشاف أمرها، ليواصل "السفاح" جرائمه وتكون ضحيتاه الثانية والثالثة أم ورضيعها، حيث استطاع استدراج الأم بدهاء بعد اكتشاف أنها تنحدر من ولاية داخلية وربط علاقة غرامية معها لبضعة أشهر، حيث قام بعدها بقتلها واتبع نفس الخطوات لجريمته السابقة، مطمئنا من أن أمره لا ينكشف لكون الضحية وصغيرها وحيدين وليس لهما أقارب يبحثون عنهما، ثم استمر القاتل بكل ارتياح في البحث عن فريسة أخرى، واختار هذه المرة رفيقه الشرطي بعد أن أطلق عليه عيارات نارية من مسدسه ثم تقطيع جثته إلى نصفين وحرقها، لتكون الجريمة الأخيرة المفتاح لفك شيفرة الجرائم السابقة، واستطاعت من خلالها مصالح الأمن التوصل إلى الجاني الذي انهار خلال الاستجواب، واعترف حسب ما ورد في التحقيقات الأمنية، في انتظار سماع أقواله خلال المحاكمة حول الأسباب والدوافع الحقيقة وراء ارتكابه هذه الجرائم البشعة في حق أشخاص أبرياء.