الاجتماع عقد ببقايا شاليهات محترقة بأرزيو، بعد إلغاء التعاقد مع فنادق 5 نجوم أصيب رؤساء الشركات الفرعية التابعة لمجمع "سوناطراك" بهلع شديد يوم الأربعاء الماضي بعد نشر "الشروق" لمعطيات جديدة على صلة بملف التحقيقات الموسعة التي باشرتها مصالح الأمن حول الصفقات التي أبرمت بالتراضي على مدار السنوات الماضية مع شركات أجنبية. وكشف مسؤول رفيع من داخل المجمع، أن رؤساء الشركة الوطنية لأشغال الآبار والشركة الوطنية للحفر والشركة الوطنية لخدمات الآبار والمؤسسة الوطنية للجيوفيزياء ومعهد تكوين عمال "سوناطراك" "نافتوغاز"، عقدوا اجتماعا موسعا، شمل إطارات مؤسساتهم لتحضير ملف كامل حول جميع النقاط التي تطرقت إليها "الشروق"، وهذا بعد التعليمة التي وجهها الرئيس المدير العام لمجمع "سوناطراك"، والتي شدد فيها شرواطي على ضرورة إطلاع مجلس إدارة المجموعة والمديرية العامة لشركة، بجميع التفاصيل الخاصة بالصفقات والتجاوزات المحتملة التي أشارت إليها "الشروق". وعقد الرئيس المدير العام لشركة "نافتوغاز" نهاية الأسبوع الفارط، جمعية عامة موسعة لعمال الشركة، وهدد العمال وخاصة من وصفهم بكتابة رسائل مجهولة وتوجيهها إلى الرئيس المدير العام لمجمع "سوناطراك" وتسريب نسخ منها إلى وسائل الإعلام، غير أن ردّ العمال كان مفاجئا عند مطالبتهم بمعرفة الحقيقة حول الصفقات التي أبرمها مدير الإدارة والمالية مع شركة يملكها أحد أفراد عائلته المقربين. وأكد المسؤول على أن نورالدين شرواطي، قرر تعيين خبراء تدقيق تابعين إلى المديرية المركزية للتدقيق، إلى حاسي مسعود لإعادة التدقيق في جميع العمليات التي تمت في الفترة بين 2003 و2009 ومنها الصفقات التي أبرمها المعهد الجزائري للبترول ببومرداس مع معاهد أجنبية بطلب شخصي من وزير الطاقة والمناجم السابق، بعدما بلغه أن مجلس الإدارة السابق كان يتعمد عدم إدراج الملفات المشبوهة في دوراته السنوية، والاكتفاء باستعراض الملفات والصفقات العادية وهذا بالاتفاق الضمني بين مجلس الإدارة والمديرية المركزية للتدقيق ووزير الطاقة والمناجم الذي كان على وشك تنحية مسؤول بالمعهد الجزائري للبترول على خلفية رفضه التوقيع على صفقات غير قانونية ومنها إبرام عقود مع إدارة فندق "ماركير" بالعاصمة، وفندق "روايال" بوهران، لتكوين إطارات "سوناطراك" مع دفع جميع تكاليف الإقامة والإطعام تجاوزت 30 ألف دج لكل يوم، على الرغم من توفر المجموعة على مجموعة من معاهد التكوين ببومرداس وحاسي مسعود وأرزيو والعاصمة، ولم يتمكن، الوزير، من ذلك بسبب إبعاده من على رأس وزارة الطاقة والمناجم في التعديل الوزاري الأخير، إلا أن رؤساء الشركات الفرعية يتمنون أن لا يفتح الرئيس المدير العام الجديد تحقيقات في نفقات التكوين والعقود المبرمة مع فنادق الخمس نجوم بالعاصمة ووهران من طرف الإدارة السابقة. وتابع نفس المسؤول أن المسؤولين على فرع نشاطات المصب، بوهران أصيبوا بحالة من الذهول عندما أصر الرئيس المدير العام ل"سوناطراك" الاجتماع بهم خلال زيارته المفاجئة إلى أرزيو، داخل بقايا الشاليهات التابعة لمعهد التكوين، التي التهمتها النيران بأرزيو مؤخرا.