مئات الصفقات أبرمت بالتراضي مع شركات أجنبية بين 2003 و2009 يجتمع اليوم الرئيس المدير العام لمجمع "سوناطراك"، نور الدين شرواطي، بمقر المجمع بالعاصمة مع المديرين العامّين للشركات الفرعية للمجمع العاملة بالجنوب الجزائري، في لقاء طارئ، لبحث ملفات متعلقة بالتسيير وإبرام صفقات بالتراضي مع مؤسسات خاصة جزائرية وأجنبية في الفترة الممتدة بين 2003 و2009 وعددها محدد بالمئات من طرف الشركات الفرعية التابعة للمجمع... وهذا على خلفية الموضوع الذي نشرته "الشروق" في عددها الصادر يوم 8 ماي الجاري، والذي انتقل على إثره الرئيس المدير العام إلى حاسي مسعود والاجتماع بإطارات المجمع بحاسي مسعود ومطالبتهم بتحضير إجابة مفصلة بخصوص أساليب التسيير التي كانت منتهجة على عهد الرئيس المدير العام السابق محمد مزيان. ويتزامن الاجتماع الذي سيعقد اليوم بالعاصمة، مع التحقيقات التي تقوم بها اجهزة الامن المختصة بخصوص ملفات الوظائف الوهمية في مجمع "سوناطراك" والعقود بالتراضي، بعد التنقل المفاجئ للرئيس المدير العام الجديد للمجمع، نورالدين شرواطي، إلى حاسي مسعود، عقب نشر "الشروق" لموضوع الوظائف الوهمية التي كانت تتم بمباركة "ب. ب" الموجود رهن الحبس المؤقت و"م. ب" من مديرية الموارد البشرية، حيث يتم منح أجور عالية جدا لإطارات موجودين في مرحلة تكوين أو مقيمين بالخارج أو أنهم أصحاب أعمال بكل بساطة، وإبرام صفقات بالتراضي من طرف شركات فرعية تابعة للمجمع تعمل في الجنوب الجزائري، واجتماعه المطول مع المديرين العامين ومسؤولي عدة فروع تابعة للشركة. وتم تحويل الرؤساء المديرين العامين، للمؤسسة الوطنية لأشغال الآبار، والمؤسسة الوطنية لأشغال الحفر، والمؤسسة الوطنية للجيوفيزياء والمؤسسة الوطنية لخدمات الآبار بسبب إبرام صفقة غير قانونية ب8 ملايين أورو مع شركة "بوتس أند كوتس boots and couts، وشركة "نافتوغاز" التي تم الاستماع لرئيسها المدير العام ومديرها للمالية ورئيس لجنة الصفقات بها، على العدالة بسبب توظيف أشخاص بدون ملفات وبدون احترام قواعد التوظيف الجديدة التي تشترط التسجيل الإلزامي على مستوى الوكالة المحلية للتشغيل، وتبين خلال التحقيق أن احد المسؤولين قام بتوظيف 150 شخص من نفس المنطقة التي ينحدر منها، غير آبه بالقوانين والتنظيم الجديد للتوظيف، بالتواطؤ مع مدير الإدارة الذي تم ترقيته لهذا الغرض خصيصا، لمسؤوليته المباشرة بصفته رئيسا للجنة الترشيح وعادة ما يتم التوظيف بطرق متنافية مع التشريع المعمول به. وبعد وصول المحققين إلى شركة "نافتوغاز" قام أحد المسؤولين من شركة تسمى "أم أر أش" احتكرت لسنوات عقود التكوين بفضل علاقاته مع مسؤولين بمديرية الموارد البشرية للمجمع بالاعتداء الجسدي على مسؤول رفيع بشركة "نافتو غاز"، الذي حصل على عجز عن العمل لمدة 15 يوما، ولكن مسؤلين بالشركة الخاصة حاولا تعويضه ماديا للتغطية على الحادث. وبالإضافة إلى التجاوزات المسجلة في التوظيف، فتحت فرق التحقيق ملف الشركة المختلطة (mcis ) وشركة (wsahara)المختصتين في القنوات والتي قامت بإبرام عقد مناولة مع شركة مصرية مهمتها الرئيسية تعظيم الأرباح المحولة إلى الخارج، بتغطية من أبناء مسؤولين كبار بالشركة الوطنية لأشغال الآبار، استفادوا من أجور فلكية. التحقيق في صفقة شراء آلات حفر قديمة من الصين وتحويلها إلى عُمان وكشف مسؤول رفيع حضر الاجتماع الذي عقده الرئيس المدير العام للشركة، أن هذا الأخير طالب مسؤولي كل من المؤسسة الوطنية لأشغال الآبار، والمؤسسة الوطنية لأشغال الحفر، والمؤسسة الوطنية للجيوفيزياء، ومسؤولي المديرية العامة للموارد البشرية، بتقديم تفاصيل دقيقة عن جميع العمليات والصفقات التي تم إبرامها بالتراضي مع مؤسسات وطنية وأجنبية من قبل المؤسسات المذكورة أو الفروع التابعة لها بكل من حاسي مسعود وحاسي رمل ومجمع أورهورد ومجمع بركين و"أجيب" وغيرها، وكذا بالتفاصيل الدقيقة المتعلقة بتجهيزات وآلات الحفر التي استوردت من الصين مباشرة وتم توجيهها مباشرة إلى سلطنة عمان، بدون مصادقة المديرية العامة للجمارك التي فتحت تحقيقا معمقا هي الأخرى في طبيعة وبنود الصفقة التي أبرمت مع الشركة الصينية، والغريب أن صفقة عمان، تمثل خسارة صافية لمجمع "سوناطراك". وطلب الرئيس المدير العام للمجموعة بتفاصيل دقيقة جدا حول صفقات التكوين التي كانت تتم على مستوى فنادق خمس نجوم ومنها فندق شيراتون وهران وفندق "ماركور" بالجزائر العاصمة، مقابل أسعار خيالية للشخص الواحد وفق قاعدة "السلوك الفردي" لموظفي المجموعة الذين يتجاوز عددهم 80 ألف موظف، بالإضافة إلى فندق رويال وهران، ومعهد "غوردون سكول" بأبردين البريطانية، والمعهد الوطني للبيئة الصناعية والأخطار الفرنسي(INERIS) ومعهد خاص يقوم بمنح شهادات أحسن مسير للعام لمسؤولين بالشركات العمومية مقابل عقود تكوين، وتبين أن العديد من الشركات الفرعية التابعة لمجمع "سوناطراك" أبرمت عقودا من هذا النوع بطريقة التراضي، وقامت أيضا بإبرام عقود بنفس طريقة التراضي مع مؤسسات تكوين تابعة للمجمع بحرص شخصي من "م.ب" الذي يدعي أنه قوي بحكم علاقته الجيدة جدا بوزير القطاع، حيث يقوم هذا الشخص بالاتصال هاتفيا بمديري مؤسسات التكوين التابعة للمجمع بكل من بومرداس ووهران وحاسي مسعود، ويأمرهم بالتعاقد مع مؤسسات تكوين أجنبية تحديد بأسعار مبالغ فيها جدا بغرض جلب خبراء ومكونين أغلبهم بمستويات ضعيفة جدا.