عشرات الموظفين لا علاقة لهم بسوناطراك يحصلون على أجور منذ سنوات فتحت ثلاث فرق تابعة للدرك الوطني لولاية ورڤلة، تحقيقات موسعة داخل كل من المؤسسة الوطنية لأشغال الآبار، والمؤسسة الوطنية لأشغال الحفر، والمؤسسة الوطنية للجيوفيزياء، بناء على شكاوى أودعتها شركة أرسيلور ميتال وشركات أجنبية متعددة عاملة بالجنوب، بشأن عمليات فساد كبيرة وإبرام صفقات ضخمة بالتراضي مع مؤسسات وطنية وأجنبية من قبل فروع للمؤسسات المذكورة بكل من حاسي مسعود وحاسي رمل ومجمع أورهورد ومجمع بركين. * وكشف مصدر على صلة بالتحقيق، أنه يجري حاليا الاستماع لمسؤولين بالشركات المذكورة ومن مختلف الأقسام ومنها أقسام الإمداد والمشتريات ورؤساء وأعضاء لجان الصفقات العمومية وبالمؤسسات المشار إليها بالإضافة إلى معهد "نافطو غاز" المتخصص في تكوين عمال وإطارات قطاع المحروقات التابعين لمجمع "سوناطراك" ومختلف الشركات العمومية العاملة في القطاع البترولي وشبه البترولي، وتشمل التحقيقات الفترة الممتدة بين 2003 و2009. * وتم توسيع التحقيقات المعمقة التي تقوم بها فرق متخصصة في التحريات الاقتصادية لتشمل جميع الصفقات التي أبرمتها مديرية الموارد البشرية للمجمع في مجال التكوين منذ 2003 وإلى غاية السنة الفارطة، مع كل من المعهد العالي للتجارة بمونريال الكندية، ومعاهد فرنسية وبريطانية ومنها جامعة روبرت غوردن، وهي الاتفاقية التي وقعت سنة 2004 خلال زيارة وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل إلى بريطانيا، كما يجري حاليا التدقيق في جميع عقود التكوين التي أبرمت بين مجموعة "سوناطراك" وفروعها والمعهد الجزائري للتسيير والامتياز، وهو معهد خاص. * ويشير المصدر إلى أن بعض العقود المبرمة مع معاهد التكوين الكندية والفرنسية والبريطانية، مبالغ فيها بدرجة فاحشة، حيث تم حساب تكلفة تكوين الشخص الواحد بحوالي 100 مرة عن قيمتها الحقيقية، وهو تزوير فاحش في ميزانية التكوين بالخارج أو على مستوى بعض معاهد التكوين المحلية. * وشدد مصدر "الشروق" على أن تعيين نورالدين شرواطي، رئيسا مديرا عاما للمجمع وإقصاء جميع نواب الرئيس المدير العام السابق من مناصبهم، يعد بمثابة إشارة قوية لشركاء الجزائر في الخارج مفاده وجود رغبة قوية لدى الجهات الحكومية في ضرب لوبيات الفساد في قطاع المحروقات بيد من حديد، باستعمال التجربة والخبرة المتراكمة لدى الرئيس المدير العام على مستوى وزارة الطاقة والمناجم ووزارة الصناعة، ثم لجنة ضبط المحروقات التي تتوفر على جميع المعطيات الدقيقة المتعلقة بالقطاع، مضيفا أن هذا التعيين يعد رسالة أيضا لشبكات الولاء التي تكونت داخل المجمع منذ 2003. * واستمع المحققون إلى مسؤولين كبار بالمديرية المركزية للموارد البشرية بمجمع "سوناطراك" وعلى رأسهم (ب.م) بحكم الإشراف على ملفات التكوين وملفات الموظفين، وتم الإفصاح عن وجود موظفين وهميين لا علاقة لهم بمجمع "سوناطراك" ولا بفروعه المنتشرة عبر التراب الوطني، ولكنهم يحصلون على مرتبات عالية، وقال مسؤول بقسم الموارد البشرية بعد الاستماع إليه من المحققين لمدة يومين، إن بعض المستفيدين من الأجور بطريقة غير قانونية يوجدون بالخارج سواء للدراسة أو العمل أو لمجرد المحاباة والمحسوبية. * وتمكن المحققون من اكتشاف حالات عديدة بالمديرية العامة لمجمع "سوناطراك" بالعاصمة، وكذا بمجمع أورهورد ومجمع حاسي بركين بالجنوب، وتوصل المحققون إلى أن هذه التجاوزات هي ممارسات سائدة منذ سنوات طويلة ولم تحرك مديرية الموارد البشرية ساكنا لإبلاغ مصالح الأمن أو الدرك الوطني أو العدالة بهذا النوع من حالات الفساد الخطيرة التي تكشف إلى أي مدى بلغت حالة التعفن داخل الشركة التي تضمن للجزائر 99 بالمائة من مداخيلها من العملة الصعبة سنويا.