مصالي الحاج ما تزال أرملة وأبناء المجاهد ولد علي محمد أوسالم يواصلون كفاحهم المرير منذ أزيد من 19 سنة لاسترجاع حقوق هذا المجاهد الذي خلّد اسمه في ذاكرة ثورة نوفمبر الخالدة لتمحوها أيادٍ خفية من السجلات الرسمية. * المجاهد من بين الأعضاء المؤسسين لحركة نجم شمال إفريقيا ووقف طيلة مشواره الثوري بجانب كل من مصالي الحاج وإيماش أعمر وسي جيلالي محمد سعيد... وحسب الوثائق التي سلمتها له هيئة جيش التحرير الوطني مباشرة بعد الاستقلال - تحصلت الشروق اليومي على نسخة منها- فإن المجاهد شارك في الثورة بصفته مسؤولا عن المالية وأحد المكلفين بتموين أفراد جيش التحرير الوطني والناشطين في الميدان الاستخباراتي. * وبعد الاستقلال، عاش المجاهد بنواحي واسيف حياة بسيطة بدون البحث عن أي مقابل على العمل الذي قام به من أجل وطنه إيمانا منه أنه قام بالواجب في سبيل الله. وفي 1989وبعد أن اتصل العديد من المجاهدين بالمديرية الجهوية للمجاهدين بمدينة تيزي وزو من أجل تسجيل أسمائهم للاستفادة من جميع الامتيازات التي كانت تقدمها الدولة آنذاك لمجاهدي الثورة التحريرية، حاول أبناء المجاهد التقرب من هذه المصالح من أجل إيداع ملف للحصول على البعض من هذه الامتيازات وطلب منهم الانتظار لغاية استكمال جميع الإجراءات، وظل الأمر على ما هو عليه إلى غاية يوم 13 فيفري 1997، حين توفي المجاهد وترك وراءه أرملة وابنين معوقين. * ويضيف الابن أن المصالح الولائية آنذاك قامت بالواجب وبعثت ببرقية تعزية رسمية إلى العائلة استلمت الشروق اليومي نسخة منها وأما باقي المصالح الأخرى فلم تتحرك أمام ما قام به المجاهد من أجل هذا الوطن. * ونظرا للحالة الاجتماعية الصعبة التي ترك فيها المجاهد العائلة، تقرّب ابناه مع بعض أفراد العائلة من جميع المصالح لاستكمال الإجراءات من أجل الاستفادة من منحة قد تساعدها على تسيير أمور العائلة، ولكن بعد طول انتظار ورحلة شاقة من الذهاب والإياب بين تيزي وزو والعاصمة بين منظمة المجاهدين لتيزي وزو ووزارة المجاهدين، تفاجأ أفراد العائلة أن اسم المجاهد حذف نهائيا من قائمة مجاهدي ثورة نوفمبر 1954 لولاية تيزي وزو على الرغم من أن اسمه موجود في سجلات الوزارة. * وأمام هذه الحالة، قررت العائلة اللجوء إلى "الشروق اليومي" لترفع صوتها إلى الأمانة الوطنية للمجاهدين وإلى رئيس الجمهورية للتدخل ووضع حد لهذه المهزلة التي تسيء لرجل بطل أفنى حياته أجل هذا الوطن.