من بين الشخصيات النضالية التي تركت بصمتها الذهبية وخلدت اسمها في سجل تاريخ ثورة التحرير الجزائرية والتي لها أثر بالغ في تحريك أحداثها، المجاهد الراحل حسين لحول، الذي كرس حياته جملة وتفصيلا من أجل منح وطنه الجزائر كامل سيادته على جميع الأصعدة. يعد هذا البطل المغوار واحدا ممن آمن بحتمية الجزائر مستقلة في وقت كانت فرنسا الإستعمارية قد فرضت سيطرتها على أرض الجزائر، و إيمانا بمسيرة الرجل النضالية وعرفانا بإسهاماته في ثورة التحرير الجزائرية قررت جمعية 11 ديسمبر 1960 وتخليدا لأرواح شهداء الجزائر الأبرار وحفاظا على رموز من صنعوا أمجاد نوفمبر إصدار العديد من المؤلفات تسرد من خلالها تفاصيل حياة الرموز وبشهادة من عايشوا الثورة وأبطالها، ومن بين تلك المؤلفات بحث مطول تناول حياة المجاهد الراحل ''حسين لحول... شجاعة ونضال'' الذي صدر مؤخرا عن المجلس الإسلامي الأعلى. المتصفح لهذا البحث الكامل الذي شمل حياة أحد أعمدة ومؤسيسي الثورة التحريرية يستشف من خلاله أن السيادة الوطنية التي ننعم فيها اليوم صنعها رجال عاهدوا الله على أن لا يغمض لهم جفن وأرضهم وشعبهم يعانون من ويلات الاستعمار ولد المجاهد حسين لحول، حسب ما جاء في شهادة الاستاذ محمد عباس ذات ال 17 ديسمبر عام 1917، زوال دراسته الابتدائية والإعدادية بمسقط رأسه بولاية سكيكدة، ثم اضطرت عائلته تحت ظروف قاهرة إلى الهجرة نحو العاصمة وذلك عام 1933، اتصل بالرعيل الأول من مناضلي نجم شمال إفريقيا الذي يتزعمه مصالي الحاج، من أمثال أحمد مزغنة و إبراهيم غرافة، وكان لحول حسب ما أدلى به عباس من أبرز معارضي مصالي الحاج في اللجنة المركزية كما حاول، حين كان في القاهرة رفقة المناضل أمحمد يزيد أن يطعن في طريقة تعامل المصريين مع الثورة الجزائرية على مستوى مخابراتهم، ومن بين الشهادات الحية التي قيلت في حق هذا الرجل جاءت من المجاهد عبد الحكيم بن الشيخ الحسين الذي قال بشأنه إنه أحد رواد حزب الشعب الجزائري وأحد عمالقة الحركة الوطنية وكان طرازا فريدا بين رفاقه، وأنه ساهم بكل ما أتي من قوة ليدافع باستماتة عن وطنه الجزائر، كما يتضمن هذا المؤلف شهادات أخرى ممن عايش المرحوم تصب كلها في إطار تفعيله لحركة التحرير الوطنية.